عرض مشاركة واحدة
قديم 20-Sep-2010, 09:19 PM   #4
عضو رائع


الصورة الرمزية عوده المهيمزي
عوده المهيمزي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1434
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 01-Feb-2013 (08:50 PM)
 المشاركات : 958 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Blue
افتراضي



1_ بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق إلى أين تتجه العراق سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ؟

بعد سنواتٍ من الغزو والأحتلال ، أتسم الوضع في العراق بمفارقاتٍ تأريخية ، اجتماعية واقتصادية وسياسية ، تكثف وتجمل تداعيات المتغيرات الدولية ما بعد انتهاء الحرب الباردة ، وطبيعة الترتيبات المطلوبة للنظام العالمي الجديد ، الذي تقوده طغمة الحرب الفاشية في البيت الابيض ، والتي كانت ولازالت منطقتنا هدفآ مركزيآ له ، حيث دشنت باحتلالها العراق مسلكها الهيمنوي الجديد عالميا .
لقد تم تفكيك دولة الوطن العراقي وتحطيم مفاصلها وتشتيت مرافقها وضرب مؤسساتها وأطرها ، لخلق حالة الفوضى المطلوبة ، وللبدأ ببناء ركائز دولة (المؤسسات العصرية الجديدة) ، دولة الديمقراطية الامريكية ، مركز الاشعاع للمشروع الصهيوامريكي للشرق الاوسط الكبير! .

هل الشعب العراقي بطوائفها واحزابه السياسية قادر على أن يقيم دولة مجددا بقوة وعراقة عراق
التاريخ والحضارات ؟

العمليات العسكرية المستمرة في تدمير مدن غرب العراق ، تضيف اعباء جديدة على كاهل المواطن العراقي في حرمانه من المسكن ومستلزمات الحياة الاساسية ، وانها في نفس الوقت تحمل الاقتصاد المحلي ما لا طاقة له على تحمله ، مما يضفي على المشهد ماسي اجتماعية في الهجرة والتشرد لعوائل وايتام وثكالى ، لتزيد من واقع الفقرالذي ازداد بشكل مخيف في السنتين الاخيرتين ، حيث تشير بعض الدراسات الى النتائج الكارثية لاحتلال العراق على المستوى الاجتماعي حيث تفشت البطالة وعلى نطاق واسع وبنسبة تزيد على 60% ، وازدياد ونمو العنف الاجتماعي وارتفاع معدلات الجريمة كالسطو والسرقة والخطف والقتل والاغتصاب ، ان نسبة 40% من الشباب يرون في المستقبل كلمة لامعنى لها ، وهذا يؤكد ان اليأس الذي يسود مختلف الفئات الشعبية له اثاره الاجتماعية والسياسية اللاحقة .
وبعد ان كان العراق من الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية المجانية ، وامتيازه بوفرة كادره الصحي والطبي وبمستويات مختلفة وبكفاءاتٍ عالية مشهودة اصبح اليوم وبعد ثلاث سنوات من الاحتلال يعاني من تدهورٍ خطير في طبيعة النظام الصحي ونوعية الخدمات المقدمة


_ هل الخلافات المذهبية سوف تكون حائل مابين قيام دولة العراق ؟
شيوع الخطاب السياس الطائفي ، الذي يعزف على الاوتار المذهبية والمظلومية ، والذي استعار من قاموسها اسوأ عبارات الكراهية والاستعداء ، ومن قاموس السياسة اتعسمصطلحات التظليل والأستغباء ، مترافقآ ومدعمآ بماكنة اعلامية واقلام صفراء واصواتٍ نابحةٍ ، مهمتها التظليل وشحن النفوس ، ابلغ الاثر في احداث الشرخ المطلوب امريكيآ ، ليوجد حالة وطنية متصدعة ، تكرس التخندق المناطقي والطائفي وتضعف روح الانتماء الوطني ولتؤشر لأصطفافات ذات عواقب وخيمة على النسيج الاجتماعي .
لقد جسدت السياسات اليومية للاحتلال والمتعاونين معه من العراقيين ومن بعض المليشيات الطائفية في تدمير المدن والاغارات الليلية والقتل على الهوية والاعتقالات التي طالت الألوف ، وكذلك التوصيف الطائفي والمناطقي لبعض المدن والبلدات المحيطة ببغداد بحجة فك الحصار المضروب حول بغداد ، جسدت طبيعة الخطاب السياسي الذي يبغي تكريس مضمونه الانفصالي والعنصري على الارض ، والذي يهيأ لحالة من الاستلاب والشلل مقرونةً بفقدان المقومات الحياتية ، اضافة الى فقدان الامن والامان .
ان جرائم جسر اللأئمة في الكاظمية والتي راح ضحيتها اكثر من الف عراقي وجريمة تفجير مرقد الامام الهادي في سامراء ، تدخل في سياق الجرائم الكبرى التي يراد لها تكريس الشرخ الاجتماعي والطائفي والمناطقي ، عبر الغور عميقآ في الجرح العراقي النازف ، لأغراق العراق بدم ابناءه ، وعبرضرب المقدسات لتكون الشرارة التي تشعل الحرب الاهلية ، وها هي البدايات تنذر بحريقٍ اجتماعي دبر ويدبر له في الغرف المظلمة التي يعلم مكامنها المحتل والمسترخين من اتباعه .

_ الجيش الأمريكي بعد الأنسحاب هل هو خطة معينة لأهداف مستقبلية أم أن ماتعرض له الجيش
الامريكي والأصوات الغاضبة من الشعب الامريكي سبب الإنسحاب ؟



ان اللوحة القاتمة للمشهد العراقي ترتبط عضويآ بوجود الاحتلال واهدافه السياسية والعسكرية وكذلك بمأزقه الذي بدأ يلقي بضلاله على الادارة الامريكية في واشنطن وعلى طبيعة سياساتها اليومية المتخبطة في اتجاهاتها لجهة التعامل مع عقد الخريطة السياسية والاجتماعية العراقية ، ان تعثرمشروع طغمة الحرب الامبريالية وانسداد افق عمليتهم السياسية والاندحار التام لأدعاءات التحرير والديمقراطية وطبيعة اعباء وضعهم السياسي الداخلي مع ازدياد الخسائراليومية للاحتلال ، عمق من مأزق المحتل وامتد الى الخيارات والبدائل والخطط الهادفة الى دفع العجلة الى امام وانقاذ ادارة الحرب الامريكية من الفشل الاستراتيجي .


العراق بلد التاريخ والحضارة ماذا تتوقع لها من مستقبل وفق التقديرات الحالية ؟


ان العراق سائر نحو الكارثة الشاملة اذا لم يدرك ابناءه ما يحاك لهم ، فالخلاص من الاحتلال وانتزاع السيادة الكاملة والحقيقية وبناء عراق ديمقراطي مستقل حر وموحد يتطلب تعبئة الشارع العراقي حول عناوين وطنية مقاومة تتجاوز حالة الاستقطابات الطائفية والمناطقية والعرقية الحادة وتستند على هدف اني ملح بخروج المحتل واعادة ترتيب البيت العراقي ببرنامج وطني فاعل تلتف حوله القوى الوطنية على اساس المواطنة الواحدة بحكم تداولي منتخب من الشعب دون ضغوط او ابتزاز او تزوير



أخوي موسى بن محمد بن نقـآء .. كم نحن قد احتجنا لمثل هذه المواضيــع التي نزفت من أجلها اقلام المفكرين والادباء ....


لك مني كل الشكر والتقدير


اخوك\النداوي


 
 توقيع : عوده المهيمزي

لا تنحني للوقت وتروح هيبتك=وتموت بالحسرة ولو كنت رجال
وإحذر تدور عند الأنذال حاجتك=لاتقضي الحاجة ولاتستر الحال