الكلمة كانت واضحة , وصريحة , وبكل شفافية , وأن سوريا بإتجاهين إما إصلاح حقيقي ملموس , أو تدهور للهاوية , سيعلن بشكل عاجل , أن تفكك في السلطة في الدول العربية , وبداية فوضى , وغياب أمني يعم المنطقة , وتكون المنطقة بكل وضوح , دول الخليج , وإيران , في معادلة لاتقبل القسمة على اثنين , ويكون الواقع الفارسي مفروض على الجميع داخل المنطقة العربية , ومعلنة بمد, وجزرطائفي .
تدهور الأوضاع السورية تزيد المتاعب على كاهل الخليجيين , والذي أصبح مجلس التعاون الخليجي يلعب دور جامعة الدول العربية , ردود الفعل السوريه لازالت تعتقد أن هذه الرسائل هي ضد سوريا , وأن على الجميع أن يصدق أن هناك عصابات مسلحة تهدد أمن البلاد . ولعل ماقاله بعض المحللين السياسيين السوريين أن سوريا سوف تقوم بثورة طائفية في المنطقة بسبب ماتحس به من تدخل بشؤونها !
وهذا التصرف ليس بغريب في ظل الإنصات الكامل من القيادة السورية لإيران , والتي تحدث مسؤوليها اليوم عن دعمهم لسوريا رغبة في زيادة التوتر , وخاصة فيما أعلنته تركيا من ضبط أسلحة كانت بطريقها إلى سوريا من إيران.
قراءة سوريا لمجريات الأمور السياسية, هي نظرة تعتبر أن الجميع ضدها , وأن الإصلاح المطلوب هو علاقات سورية مع إسرائيل كمطلب للغرب ,وقطع العلاقات مع إيران ,والكف عن إمداد حزب الله اللبناني كمطلب عربي ! ولم تعلم سوريا أن المطالب في الوقت الحالي هو وقف نزيف دماء الأبرياء .
التكتل الحالي قد يكون بمثابة إعلان سقوط مدوي لأنظمة البعث في الدول العربية , بعد سقوط حزب البعث العراقي , ويكون ميلاد عهد سياسي في سوريا .
قادم الأيام سيبين ماقد تحمله الأمور , والتي قال الملك عبدالله في كلمته ((الله العالم إلى أين تتجه الأمور ! )).