الفارغون اكثر ضجيجا
التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث
عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن
توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً
فيه شفاء للناس.
إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور،
لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها،
اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ.
هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير
قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير،
فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم
وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!
تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد
كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع الاقتراب، فتبتعد التكاسي
والسياكل ولسان حالها ينادي:
(لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس
وكمال الهمة، أما الصراصير والجعلان فعملها في
القمامة وإبداعها في الزبالة.
.
.
د. عآئض القرني ..~
|