ترتسم في مخيلة كل شاب مقبل على الزواج لوحة جميلة لشريكة حياته ورفيقة دربه ولا بد من توفر بعض المواصفات من شاب لآخر.. فإنها لن تخرج عن أهم المعايير الأساسية التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وإذا كانت معرفة دين وخلق لرجل سبباً في تزويجه فإن معرفة دين وخلق والدي الفتاة سبباً في مصاهرته رغبة في النسب الطيب وهو المعروف بالدين ومكارم الأخلاق والنسل السليم لهذا كان النسب الطيب والأصل الحميد من أهم وصايا الشعراء الشعبيين لهم في ذلك هدف نبيل.. تتضح أهميته من خلال قراءتنا لبعض هذه الوصايا القيمة كوصية الشاعر راشد الخلاوي لابنه:
أوصيك يا وليدي وصاة تضمها ... الى صار مالي من العمر زايد
لا تأخذ إلا بنت قوم حميدة ... لعل ولد منها يجي بالحمايد
ويضيف الشاعر شالح بن هدلان:
أوصي اللي من ربوعي يبا الطيب ... لا يأخذ إلا من بنات الشجاعه
يأتي ولدها مشعلٍ كنه الذيب ... عز لبوه وساعده في الطواعه
وبنت الردي يأتي ولدها كما الهيب ... غبن لبوه وفاضحه في الجماعه
ومما لا شك فيه بأن هذه المصاهرة ستنعكس على حياة الزوج أولاً لأن من تربت في بيت مكارم الأخلاق ستسعى جاهدة لتوفير كل ما يصبو إليه الزوج من حسن عشرة.. ودوام المعروف كذلك ستنعكس آثار هذه المصاهرة على تربية الأبناء باعتبار أن الأم مدرسة يتعلم منها الأبناء ما تعلمته وما تربت عليه.
يقول حجرف الذويبي:
حذراك تأخذ بنت من ساسة الردي ... يجيك مجناها خبيث انشور
لا تأخذ إلا بنت ليث مجرب ... صبور على مر الزمان شكور
ولا قبل ذا سبع وهو فرخ ثعلب ... ولا طار من عش الغراب صقور
ويقول مخلد القثامي العتيبي :
واحذر بنت اللاش يعجبك زينها... تحنى كواعبها وتنسع ذويبها
تراها سوات العشب في دمنة العرب .. حتى حمار الحلس مايرتعي بها
تجذب خناطيف تصافر عيونهم... وابوها واخوها جالسين لصيبهـا
هكذا حرص الشعراء الشعبيون على تقديم هذه الوصايا لأبنائهم أو حتى يوصوا بها أنفسهم كما أوصى الشاعر ناصر القحطاني نفسه في قصيدة (العروس) وكان النسب الطيب أول شرط من شروطه:
أبي لي مهرة ما عسفت صغيرة وبنت حصان ... أبوها اللي يفك المشكلة ويزبن العاني