يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ ** لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ ** وَلَيسَ يُرويكِ إِلا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ ** بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ ** يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ ** يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا ** بما طوى عنك من أسماء قتلاكِ
أنتي النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ ** فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
عندي رسائل شوق لست أذكرها ** لولا الرقيب لقد بلغتها فاكِ
هامت بك العين لم تتبع سواكِ هوى ** مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ