زوجة من ال عبس
زوجة من ال عبس
بإحدى الليالي المثيرة يغمرها تفاهة البشر وغبائهم , كنت أشاهد محطة غنائية فانتقلت الاضواء إالى الجسد الجريء المعرى , إلى هيفاء وهبي مع التحية , رأيت بها صوتا خافتا مثيرا للشهوة , ( سبحان من صورك , وجعل منك فتنة للبشر ) تخبطت بالافكار والخيال , لم استطع الاستمرار بمشاهدتها فقمت بالتغيير , يقول الدكتور عبدالله الغذامي استاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود ( الانسان اذا لم يتغير بافكاره وثقافته ليس انسانا , وانما بالحقيقة مجرد جماد ) .
اغلقت التلفاز وجلست مع النفس الامارة بالسوء , ودار بيني وبينها هذا الحوار :
أنت شاب سعودي تنام فقيرا أو ينقصك الكثير واذا استيقظت يتوفر لك المال وكل شيء, لماذا لاتخالف السياحة الداخلية التي ما إن ترى العازب الا نفرت منه , وربما تبرأت من وطنيته واخلاقياته الدينية , فإن كنت تسمع الكلام المنطقي "ياصاحب المنطق" , اعتزلها لو لمرة واحدة بالسنة , واخرج الى ارض لبنان او ملاهي كازبلانكا , أو على الاقل البحرين الزميل في مشكلاتنا السياسية الخارجية , اخرج وانظر الى الطبيعة الخلابة الفاتنة لناظرها , الى جنات الدنيا , والى الفتيات المتحررات المثيرات لكل شي , شاهد افلاما بالسينما بدلا من مشاهدتك لصندوق اسود صغير , لا ترى من الصور الا بحجم النملة .
اجابت النفس اللوامة وهي تعبر بملامحا منزعجة على النفس الخبيثة التي اثارت برأسي خزعبلات المراهقين وتفاهتهم :
يالناقد الفلسفي , أنت لا تملك قرنين , ولست ممسكا بشوكة كبيرة , أي أنك لست من صنع النيران وإنما إنسان قد حكم عليك الاعدام بإمتلاكك عقلا تفكر به اذا أسأت التصرف , أنتم يابني البشر تقتنعون بأسهل الوسائل المقنعة واذا وقعتم بالخطأ تندمتم على افعالكم , فالتزم جماعة المسلمين , ولا تسيء لدينك ولمحمد , فأعتصم بالله وعليك بالصبر , أنا اعلم أن الشهوات بأنواعها تعتريك صباح مساء , ولكن اصبر الى أن تتزوج , وبعد الزواج (( الفله والوناسه )) .
اغلقت هذا الحوار بالسكوت والتزام الصمت برهة , ثم رفعت يداي الى السماء فدعوت :
ربي اجعل الصبر صديقا لي مقربا
ربي لا تقسو علي بالملذات والتفكير بها
فرفعت الصوت ( أعتقد أني اسمعت الجيران الذين كانوا بالغرف المجاورة ) :
اللهم ارزقني زوجة من ال عبس تسر ناظري وتعف نفسي
الكاتب : البقاء للعظماء "" الموضوع من شيطان الخيال وليس منقولا "
|