رد: تغاريد تغريدلكل ماهو جديد
افريقيا قارة الخيرات
يشكل قطاع الزراعة في القارة السمراء مصدرا مهما يمكنها من المساهمة في تحقيق التنمية، فالقارة الإفريقية تزخر بالخيرات والثروات الهائلة، فقد ارتبط سكان القارة بالزراعة ارتباطا وثيقا، وأخلصوا بجهدهم وعرقهم للاهتمام بها حيث يشكل قطاع الزراعة أفضل استثمار يمكن أن يقوم به أي بلد إفريقي.
ونتناول في هذا الجزء ما أنجزته الدول الإفريقية في مجال الزراعة باعتبارها المصدر الرئيس ومحرك الأداء الاقتصادي في كثير من البلدان الإفريقية أسهم في تخفيض نسبة الفقر بمقدار النصف وحقق نموا اقتصادياً في قطاعات أخرى ، ولذلك يكتسي الاستثمار في الزراعة والتنمية أهمية بالغة في بلوغ وتحقيق الأمن الغدائي والتنمية الاقتصادية المستدامة.
وبالرغم من الأهمية البالغة التي يشكلها القطاع الزراعي في مكونات الحياة الاقتصادية والمعيشية للشعوب الإفريقية فإن حجم الإنفاق على هذا القطاع يعتبر شحيحا ، ولا يزيد في المجمل ما تنفقه الدول الإفريقية من ميزانياتها السنوية على الزراعة عن 25% وتقدر نسبة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 35 % من إجمالي مساحة القارة التي تبلغ حوالي 33 مليون كم2، يستغل منها 7 % في الزراعة بشتى أنواعها حيث تتم زراعة 179 مليون هكتار بالمحاصيل الحقلية و 14 مليون هكتار بالمحاصيل الشجرية ولا تزيد مساحة الزراعة المروية في الجزء الواقع جنوب الصحراء والذي تقدر مساحته بحوالى 23 مليون كم2 من إجمالي المساحة الكلية للقارة البالغة 33 مليون كم2 تقربياً، لاتزيدعن50 ألف كم2.
وبالنظر لاتساع الرقعة الجغرافية لإفريقيا وتنوع الأقاليم المناخية بها وارتفاع معدلات سقوط الأمطار في بعضها وخصوبة تربتها وجودتها فإن البيئة الزراعية في إفريقيا تتلاءم وتتناسب مع زراعة وإنتاج جميع المحاصيل والحبوب والخضروات بكميات وفيرة.
وأهم المحاصيل الزراعية في إفريقيا هي الذرة بأنواعها المختلفة وتنتج منها 5 % من إجمالي الإنتاج العالمي والأرز الذي يقدر إنتاجه السنوي بحوالي 9 ملايين طن والقمح والشعير الذي لا تنتج منه القارة سوى 2 % من الإنتاج العالمي وتنتج القارة 500 ألف طن سنوياً من الألياف النباتية وتحتل مرتبة متقدمة في إنتاجها على مستوى العالم كما تتميز إفريقيا بإنتاج القطن بكميات تقدر ب 700 ألف طن في العام أي ما يعادل 7 % من إجمالي الإنتاج العالمي.
وتساهم القارة بحوالي 60 % من إجمالي إنتاج العالم من الكاكاو كما أنها تنتج 1.5 مليون طن من القهوة, و 200 ألف طن من الشاي أي ما يعادل 12 % من الإنتاج العالمي,و 22 % من إنتاج العالم من البن, و 8 % من قصب السكر, و 40 % من زيت النخيل, و 6 % من الفول السوداني ,و 5 % من المطاط الطبيعي, و 6 % من التبغ من إجمالي الإنتاج العالمي وتحتل السودان المرتبة الأولي على مستوى العالم في إنتاج الصمغ العربي كما أن قارة إفريقيا تنتج كافة أنواع الفواكه كالحمضيات والتفاح والموز والأناناس والمانجو وجوز الهند والتين والعنب والخوخ والمشمش وغيرها من الفواكه الأخرى وبكميات كبيرة يتم تصدير بعضها لخارج القارة وتعد مصدرًا من مصادر دخلها القومي.
إن ما يجب ذكره إزاء هذه الإمكانيات والموارد الزراعية الضخمة هو أنه بإمكان القارة مضاعفة إنتاجها إذا وضعت لنفسها إستراتيجية إفريقية مشتركة ووسعت حجم الاسثتمارات كما أوصى بذلك برنامج التنمية الزراعية في إفريقيا الذي يدعوالى القيام باستثمارات طموحة تقدر قيمتها بنحو 240 مليار دولار خلال الفترة من الآن وحتى عام 2015 أي بمعدل استثمارات سنوية يصل إلى 17.2 مليار دولار، أي أقل من كلفة الواردات الغذائية لإفريقيا سنويا ، ومن ناحية المساهمات الداخلية لإفريقيا لأغراض التنمية الزراعية، فقد تعهدت افريقيا بزيادتها من 35 الى 55 في المائة وذلك مع زيادة الاستقرار الاقتصادي.
وتستطيع إفريقيا أن تحقق أفضل مستوى معيشي اذا تظافرت الجهود من أجل تشجيع الاسثتمار في القارة وإنفاق الأموال اللازمة على تحسين وتطوير القطاع الزراعي والرفع من مستويات المعيشة لشعوب القارة.
|