تشتاق روحي إلى بوح المشاعر وتهوى الصمت..
ولكن لا أريد الآن سوى أن أعيش لحظات ذلك الهدوء في المشاعر ..
أريد أن اكتب واكتب عما في داخلي من صمت وحزن و الالم ..
ولكن لا اعتقد أن الكلام يستطيع صياغة مشاعري كما هي..
سوف اكتب ما في داخلي عن الصمت ..
سوف اكتب ما في داخلي عن الم..
سوف اكتب ما في داخلي من الاحزان..
سوف اكتب كل ما يجول بين أحشائي من شعور..
سوف اكتب مافي دخلي عن الصمت و الحزن والالم كتابتي تتمزق من شدة الالم...
لا أعلم ماذا أكتب..
فقط جئت الى هنا لأقول فالصمت مؤلم والحزن مؤلم ..
لكن لا أعلم ما الذي سيتضمن الموضوع هنا..
هل الحزن .. ام الالم .. ام الصمت ..
لاأعرف في أيهم سأكتب.. عن الحزن .. ام الالم .. ام الصمت..
أريد أن يكون الموضوع خالي من التعقيد الأدبي..
ولكن لا أعلم هل ستنجح أن أبوح بكل شيء أم ان الصمت سيكون ملاذي.. ويعتريني الوجد دون البوح..
الحزن كتبنا كثيرا عنه!! وجرح الكثير.. وداوى الكثير .. ولم يكون سوى قلم ..
يكتب مجرد حروف ملتصقة متماسكة ببعضها البعض ..
فإما أن تحتضن الكلمة الأخرى .. وإما ان تخنقها..
الصمت لم يكن من حليفي الصمت.. كان عدوي اللدود في مشاعري..
ليتني أصمت ليت للصمت ان يكتب لي دواء لا يستطيع قلبي يأبى الصمت..
ولساني يأبى الصمت عن الحزن والقلم لا يستطيع كتابة الصمت يكتفي
ان يصمت بترك مسافة بين الكلمات الملعثمة الباكية..
اماالالم فأين موقعه من كل ذلك أين الالم في الصمت وأين الحزن في الالم ..
بحثت عنه داخلهما وجدت ان في صمتي بركان خامد يثور داخلي..
ولكن ظاهره مختبء تحت فوهة البركان..
وفي حزني ان كان شوقاً فأين الالم الذي يأبى الحزن!
يظهر في العين وفي الدمع وفي الكلمة لمعة الشوق والثأر على الرحيل وان كان جرحاً..
فأين الالم الذي يرفض الدمع والاهتزاز الذي يحطم جدران القلب والعقل .. ويعوض عنها بجدران الغدر والقهر..
فكيف لي أن أكتب عن الصمت .. وانا لا استطيع الا البوح..
وكيف لي أن أكتب عن الحزن.. وهو أكبر من أسطره في كلمات وأمزجه في حروف..
وكيف لي أن أكتب عن الالم فلا أملك الصمت ولا الحزن..
جلست أفكر وأقلب صفحات دفاتري محاول كتابة شيء مختلف ..
شيء يجعلني أكتب بشكل اعمق .. فخطر في بالي ان اكتب عن الصمت ..
في لحظات من عمر الزمن يكون الصمت رسالة لإيصال معنى من الكلام ..
قد يكون في بعض الأحيان رمزا للتجاهل أو اللامبالاة أو نوعا من سوء الأدب مع الآخرين ..
ولكنه في نفس الوقت يعبر الصمت عن الشعور بالرضا أو السعادة ..
أو قد يحمل في داخله رسائل معبره يعجز القلم أو اللسان عن التعبير عنه ..
بعض الأحيان نكتفي برسم بسمة على شفاهنا أو نكتفي بذرف دمعة من عيوننا من غير أن نعبر عما في داخلنا ..
وليس للصمت ادني معنى للتجاهل أو الالم انه كلام من نوع أخر ..
الإنسان كومة من ضعف مجموعة من المشاعر ومزيج من الأحاسيس المختلفة هكذا خلق الإنسان ..
في بعض الأحيان يلتزم الصمت حتى في أصعب المواقف.
قد يمر بموقف صعب وقاسي وقوي في الوقت نفسه كفقدان عزيز أو تعرضه لمرض يصعب علاجه ..
أو مواجهة مشكله معقده ليس لها حل ونتيجة لذلك قد يبكي وقد يحزن وقد تصيبه عاصفة من الكآبة
القاتمة ويظل ذلك المرء صامتا لا يستطيع أن يعبر عما في داخله قد يجرحك إنسان بقصد أو بدون قصد ..
فلا تستطيع على مواجهته أو أن تصرخ في وجهه ليس خوفا أو جبنا بل احتراما لنفسك و للآخرين من حولك ..
ولكن يظل كلامه راسخا في ذهنك فتتذكره فتعبر به بالدموع ..