وداعا رجل الدولة !
تناقلت وكالات الأنباء المحلية والدولية ،وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل _رحمه الله _ ،_وزير الخارجية السابق_. الأمير سعود الذي أفني شبابه و صحته ؛ لخدمة بلاده ووطنه ؛عاصر ملوكا وقادة وأحداثا سياسية كبيرة، أربعة عقود أمضاها في دهاليز السياسية ،بكل عزيمة واقتدار ، وجهد دوؤب لا ينضب ؛بلا كلل أو ملل ، لم يمنعه عن إكمال مسيرته ؛إلا المرض وحتي وهو يعاني المرض يجاهد النفس ؛من أجل قضايا أمته . وهو الذي وصف حالته الصحية بحال أمته ،اعتراها التعب والمرض . كيف لنا أن نتحدث عن مسيرة رجل خلال هذه العقود الطويلة ؟ والأحداث والمتغيرات السياسية المتعددة ، لقد ظل سعود الفيصل _رحمه الله _ مثالا للسفير العربي المسلم الغيور والمناضل ، وعندما حلت الفتنة في بلاد العرب إبان الربيع المشؤوم ، كان الفيصل يحمل لواء الدفاع والذود عن حياض الأمة ومصيرها ، بعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدني من التقسيم والاستعمار . حافظ علي جامعة الدول العربية بعد فراغ سياسي كبير ، في أعظم منحني تاريخي تمر به الأمة منذ قرون . فلم يجعل للمتربصين أو الباحثين عن إعادة صياغة خارطة المنطقة ، طريق إلا قام بقطعه . بل يكاد يجمع المتابعون أن الجهد الذي بذله سعود الفيصل خلال الربيع المشؤوم ،يساوي مجهود عقود ، ومع ذلك لم يمنعه المرض والسن والاحباط من حال الأمة وتمزقها وغياب السلطة ،في أن يحافظ علي مايمكن الحفاظ عليه . كان _رحمه الله _شعلة من نشاط لاتكل ولاتهدأ، كلماته وخطاباته أصبحت فخر للعرب ومثار إعجاب الغرب ،واقعيته و صدقه وأتزانه أجبرت الجميع علي احترامه . يرحل سعود الفيصل إلي جوار ربه ،وقد قدم أعلي سنوات الخدمة والوفاء والصدق والمسؤولية لهذا الوطن، وللأمة العربية والإسلامية . اللهم اغفر له وتجاوز عنه وثبته عند السؤال ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
|