تتقاذفني الأمواج في بحر ذكرياتي, و تتقلب أمام
عيني صفحات الأحداث, و تتردد الأصوات في
أذني و يعود بي الزمن إلى ماض قريب, ماض لم
يمض عليه سوى أيام قلائل مرت علي وكأنها
سنين طوال...عادت بي الذكرى إلى لحظة لن
أنساها .... عندما رن هاتفي و اشرأب عنقي
ناظراً إلى من يكون المتصل, طار فؤادي فرحاً ...
لقد عاد حبيبي من رحلة العلاج... وإذا بي أرفع
السماعة شوقاً لسماع أنفاسه العذبة و صوته
الشجي,, و لكن الصوت غير الصوت,, و الهمس
غير الهمس... إنه صوت حزين.. و نشيج يثقب
الآذان,, ماذا حدث... ماذا دهاك يا محدثي...؟؟
ماذا هناك....؟! أين فلان...........؟؟
فلان يقرؤك السلام و هو الآن في رحمة الله....
آه...آه.... كلمات وقعت في أذني كالصاعقة ...
كيف و متى و لماذا و ما السبب.....؟؟؟...........
أسئلة خرجت من لساني من غير ما شعور....
ليس اعتراضاً على قدر الله..., ولكن من هول ما
سمعت... اغرورقت عيناي بالدمع, و تقطع قلبي
حزناً و أسفاً.. أهكذا هي الدنيا ؟؟!.........
لقد أخذ مني الموت شيئاً نفيساً...أخذ مني من
أحببت و تركني وحيداً أصارع الحياة...
تمر بي اللحظات و أنا وحيد, و أعيش حياتي و
أنا بي من البؤس ما لا تطيق به نفسي
الضعيفة....لم ينسني محبوبي حتى في آخر
لحظات حياته...في آخر أيام التي عاشها يصارع المرض....
لا أملك له الآن سوى الدموع أذرفها كلما زارني
فيها طيفه, ورنت في أذني كلماته, و دقت في
نفسي أجراس ذكرياته...أأبحث عن حب جديد
يعوضني ما فقدت!!؟ أم أبقى هكذا في بحر حزني
يأخذني بمده وجزره إلى ما لانهاية....؟؟!!