الشاعر / ابن جزي
إنّ قلبي لعُهْدةِ الصبـر ناكـث
عن غزالٍ في عُقْدةِ السِّحْرِ نَافِثْ
أضْرَمَ النار فى فـؤادي وَوَلَّـى
قائلاً لا تخـفْ فإنِّـي عابـث
وَرَمانـي مِـن مُقلتيـه بسهـمٍ
ثم قال اصطبـرْ لثـانٍ وثالـثْ
كمْ عَذولٍ أتـى يُناظـرُ فيـه
كانَ تَعذاله على الحبِّ باعـث
ويميـنٍ آليتُـهـا بالتَّسَـلِّـى
فقضَى حسْنُـه بأنِّـيَ حانـث
جبَرَ اللهُ صَـدْع قلـبٍ عميـدٍ
صَدَعَتْ شملَهُ صرُوف الحوادث
فهو يهفُو إلى البـروق ويَـرْوِى
عن نسيم الصَّبا ضِعاف الأحادِثْ
سَلَبتْـه الأشجـانَ إلاَّ بَقََـايَـا
مـن أمـانٍ حبالُهـن رَثائِـث
وبكاءٍ علـى عهـودٍ مـواضٍ
مَلأتْ صدْره همومـا حَدائـث
لستُ وحْدى أشكو بَليَّة وَجْدِى
إنَّ داءَ الغـرام ليـسَ بحـادث
يا مُضيِـعَ العهـودِ واللهُ يعفـو
عنك إني ارتضيت خُطَّةَ ناكـث
غَرَّني مِنـك والجمـال غَـرُورٌ
وظُبَا اللحظِ فى القلوب عَوابِث
مُقَلٌ يَقْتَسِمْـن أَعشـارَ قَلْبـي
بالرضا مِنَّي اقتسـامَ المَـوَارث
كيْفَ غيَّرتَ بانتزاحِك حالِـي
وتغيرتَ لـي ولَسْـت بحـارِث
فَرْطَ حُبِّـي وفَـرْطَ حُبِّـكَ إلا
أنَ عَيْنيـكَ بالفتُـور نَوافِـث
ونَـدَى فـارسِ وحُسْنُـكَ رَدَّا
قولَ من قال سُدَّ بابُ البَواعـث