عرض مشاركة واحدة
قديم 11-Mar-2015, 09:16 AM   #2
من قبل إدارة الموقع


الصورة الرمزية المركز الإعلامي
المركز الإعلامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2995
 تاريخ التسجيل :  Nov 2012
 أخر زيارة : 02-May-2021 (08:42 AM)
 المشاركات : 439 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي رد: مآثر الشيخ المحدث مفلح بن سليمان



عزيمة عالم:
إن من يصاحب شيخنا المحدث مفلح بن سليمان الرشيدي رحمه الله يقف على ما يعجز عن وصفه مما يشاهده ويلمسه من عزيمة الشيخ وقوته وجلده في التحصيل، وأنا ذاكر لك بعض الشواهد على ذلك مما عايشته وسمعته من شيخنا:
- حدثني شيخنا أنه تعلم الحروف والكتابة من أخيه الأكبر؛ وقد كان ذلك برسم الحروف على التراب بعود، يقول شيخنا: (فكنت ألصق وجهي بالأرض حتى أراه وأتبعه أصبحي)، وكان شيخنا قد كف بصره إلا يسيرا جدا في إحدى العينين وهو صغير، وبهذه الطريقة تعلم الحروف والكتابة.
- كان شيخنا في صغره يمتلك مكتبة صغيرة هي نواة مكتبته العامرة؛ وتحوي: رياض الصالحين -وقد حفظه الشيخ في صغره-، ومجلدا من تفسير ابن كثير، وآخر من صحيح البخاري، قال لي شيخنا: (وكنا إذا انتقلنا وتحولنا عن سكننا، وشرعوا في تحميل العفش، قالوا: احملوا أولا مكتبة مفلح، وكنت أفرح بذلك كثيرا).
- كنت أدخل على شيخنا مرارا في مكتبته فأجده واقفا على قدميه، وهو موجه للكتاب إلى ضوء المصباح في السقف، وملصق وجهه بالكتاب ليلتقط بعض الكلمات التي يريد قراءتها، وكنت إذا دخلت عليه يقول: (جئت في وقتك، خذ نفسا وابدأ القراءة).
- كنت أجلس مع شيخنا إلى ما بعد الساعة (12) ليلا في نهاية الأسبوع، وقبلها بساعة أو أكثر في بقية الأيام، وقد حصل لي موقف لا أنساه بإذن الله ما حييت:
تأخرت ليلة عند شيخنا كثيرا وعند استعدادي للخروج سألني قائلاً: كيف سترجع إلى سكنك، وأنت لا تملك سيارة؟
فقلت له: يفرجها الله عز وجل.
فقال: هل معك ما تركب به؟
قلت: لا.
فدخل بيته، ورجع بعد دقائق، ووضع في يدي (50) ريالا، وقال: والله عندي (100) ريال، ولا أملك غيرها، وقد اقتسمتها معك، فسامحني.*
فبكيت بكاء شديدا، كما هو حاصل الآن مني وأنا أخط هذه الحادثة، فرحمه الله وغفر له وأسكنه الجنة من غير حساب ولا عذاب.
- كان لشيخنا عدة دروس يومية بعضها عبر الهاتف لإخواننا في الكويت، ثم بعدها يقرأ من حضر من الطلاب، وقد كنت أحضر الدرسين جميعا ولله الحمد، وهذا من شدة حرصة على الإفادة.
شيخنا مفلح قد لا يعرفه الكثيرون، ولا يعرف حرصه وقوة عزيمة إلا القليل، ولعل قريبا بإذن الله أكتب كل ما أعرفه عن شيخنا برا به ووفاء.
ولعل من إخلاص شيخنا -نحسبه والله حسيبه-؛ أن يعيش (مغمورا) فيموت (مشهوراً).

كتب ذلك تلميذه: أمير بن أحمد قروي الجزائري
بعد ظهر يوم الثلاثاء 19 من شهر جمادى الأولى 1436هـ


 

رد مع اقتباس