عرض مشاركة واحدة
قديم 15-Oct-2009, 11:41 PM   #1

مهتم بعلم الأنساب


الصورة الرمزية موسى محمد بن نقاء
موسى محمد بن نقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2008
 أخر زيارة : 26-May-2022 (02:10 PM)
 المشاركات : 2,565 [ + ]
 التقييم :  15
لوني المفضل : Cadetblue
1 (2) تنويه وتنبيه حول مايثار حول القبيلة







بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد

المرسلين نبينا وقائدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم , أما بعد .

يقول الله تعالى في محكم التنزيل

(( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))



ففي الآية السابقة بيان من الله للمقصد والمغزى من تعدد الشعوب والقبائل

وكذلك العادات والتقاليد و إختلاف طبائع الشعوب , ولاشك أن الإنسان

ليس بأصله ونسبه إنما بعمله ولن ندخل الجنة إلا بأعمالنا , فلم تغني

صناديد قريش كأبي لهب والوليد بن المغيرة نسبهم وحسبهم ومالهم

ولم يغن فرعون جاهه وماله وملكه من النار في شيء , ولاشك أيضا أن

الفتن من علامات الساعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ومما حذر

عنه النبي صلى الله عليه وسلم القدح بالأنساب والسب والشتم وإن ذلك

مما يولد العداوة والحقد والأضغان وكل ذلك منهي عنه في الإسلام

ولم يكن الإسلام إلا داعيا لصلة الرحم وتقوية العلاقات الإجتماعية

ومشددا على الروابط التي تكفل التجمع والترابط وبالتالي تنعكس

بالخير و الإيجاب على قوة ومتانة الأمة الإسلامية


ولعل ماد عاني للحديث هو كثرة القيل والقال في ما قل جزاءه وكثر ذنبه

فيما كان فيه للفرقة بابا ومجانبا للواقع والعقل والمنطق فيما يخص نسب

القبيلة والتحدث في أمرها والخوض في ترابطها الإجتماعي وكل ذلك

مدعاة للتشتت والتباعد , لذلك فإنني سوف أتطرق لنقاط متعددة تخص

مايثار عن القبيلة .

1_ أن القبيلة لاتغني من الله شيئا فليست للجنة جالبه وليست للنار مبعدة

وأن مصدر فخر الإنسان في دينه وطاعته لربه ففيه صلاح نفسه وبيته

وفيه نفعه لوطنه وأهله . وفيه طيب أصله ومعدنه


2_ أن الهدف الأسمى من معنى القبيلة عندما يفقد ويكون لأغراض دنيوية

من مادة أو شهرة أو تنقص من قيمة أناس أو إعطاء أناس مكانا ليس لهم

متكئا هو من أسباب بداية التخبط والتعنصر والتحزب والتباعد

فكل أمر ليس لله هالك , فما بني على باطل فهو باطل , وما كانت غايته

في غير سموها من تقارب ومحبة وطاعة لله أولا وحثا على طاعة ولي

الأمر وصناعة جيل متسلح بالعلم والإيمان متربيا على الأصالة والنخوة

والمروءة والشهامة والنبل والكرم والجود والصدق من الاخلاق والصفات


التي حثنا عليها الشارع الحكيم فلا يلحقنا شك في خذلانه .


3_ أن النسب بما توارده الباحثين يصعب الإحاطة به لتباعد الأزمنة

وهجرة القبائل وضعف التدوين وتحالف القبائل مع بعضها وما إلى ذلك

ولذا أن نجد أن الأعراق البشرية اليوم قد اختلفت عن الماضي فالعجم في

الماضي أصبحوا اليوم يتحدثون العربية وتجدهم ينتسبون بالحلف لقبائل عربية بسبب والتغيرات

الاجتماعية المختلفة ولذا نجد أن لكل زمان معيار قبلي معين تحدده

الحاجة ففي الماضي البعيد نرى أن قبيلة عبس كانت تكف العرب

في حربها وفي نسبها جعلها عند تفككها مدينة لأغلب القبائل العربية

في الدماء وتكالبت عليها أعداءها من كل حدب وصوب مما جعل بطونها

إما يدخل في تحالفات قبلية أو هجرات أو حمل تاريخ عبس الاجتماعي

ولكن على مضض وضعف . لذلك إن معايشة الواقع خير من ماض لم

نعرفه إلا بالذكر .

4_ أن القبائل العربية في وقتنا الحالي ولقد عرضت بحوثي في هذا

المجال على العديد من الباحثين من مصر العربية ومن المغرب العربي

والشام هي على نوعين إما تحالفيه لمكان أو زمان أو حدث أو اسم


ليس نسب , أو نسب وهي القبيلة التي تنسب لرجل معروف



5_ أن من ينتمي لقبيلة بني رشيد حلفا أو نسبا في أي مكان من الوطن

العربي يعامل كرشيدي له وعليه ماعلى القبيلة كما ذكر الأحلاف

في ذلك د مبروك الرشيدي في كتابه طنايا عبس بين اليوم والأمس

عن الأحلاف من القبائل العربية مع القبيلة في السودان . لذلك

نقول أن نسب القبيلة واضح ومبين فالقبيلة هي على ثلاثة فروع هي

البراعصة والزليمات والبراطيخ ومنها بطنين كبيرين في الحجاز ونجد

ذكرتهم الكتب التاريخية القديمة هما المهامزة ( المهيمزات ) ذوي رشيد

والفروع الثلاثة من رشيد بن مريبيع بذكر كتاب د مبروك

بهما من ذوي رشيد والمهامزة عند هجرتهم وبهم أحلاف أيضا

والمهيمزات وذوي رشيد هم من رشيد الزول وله من الأبناء خمسة

ذياب وبنان وبنانيه ومهيمز وعويمر ذكرهم الباحثين كحمد الجاسر

رحم الله وحباب السندي وكذلك المنقول عن بني رشيد .


6_ أن من ينتمي للقبيلة حلفا وينسب نفسه لقبيلة أخرى فهذا لايضر ففي السلم



والعرف القبلي كأن يقول أنا من القبيلة الفلانيه في الأصل

فمن يدخل للقبيلة كحلف معروف لأن نسب القبيلة كما أوضحت واضح

ومعروف ففروع القبيلة معروفة وبطونها معروفة والملاء معروف

في البطنين وهم الحشية والخوينه في المهامزة والفريدسي ومن ثم

القعبوبي في ذوي رشيد , لذلك لأجد ضررا في قول الأحلاف نحن نعود

نسبا للقبيلة الفلانيه فهو حليف وليس نسب , ومع ذلك فإن الخوض

في مثل هذه الامور سبب في التفكك الاجتماعي والتباعد والتنافر ويتبعه

معوقات مستقبليه فالإنسان يبقى في العرف المتداول مع القوم الذين عايشهم

مهما كانت الظروف . فحتى القبيلة التي ينسب نفسه اليها قد لاتقبله

وقد يكون ارتباطه بقبيلته الحلف أكبر وأقوى من مصالح عامة ومن تزاوج

وما إلى ذلك .

7_ أن مايلحق القبيلة من مسميات هي مسميات تنم عن

فترات عن ضعف وهي مسبة وشتيمه وليست نسب و معيبه .

8_ أن الأسر التي تتواجد في دولة الكويت وما يتم تداوله من بعض

الكتاب أو الباحثين في المنتديات من نسبتهم لقبائل أخرى نقول أن هذا الأمر

لم يكن يتداول قديما من كبار السن فيهم وبقيت الناس على نسبهم للرشايدة

مهما كانت أصولهم لقبائل أخرى وكانوا أكثر تكاتفا ومروءة وشيمة

وتحاب . وللأسف نجد أن الحديث في هذا الأمر و البلبلة في المجالس


والديوانيات والمنتديات وكل ذلك مدعاة للتفرق والتشتت والضغائن

والأحقاد وشق وحدة الجماعة وانعكاسه على الصغير والكبير والمرأة

والشيخ الكبير والشاب ولن يكون فيه للألفة بابا ولا للإخاء مكانا , ولم

يكن يرضي العقلاء فيهم ولم يعرف عن كبار السن فيهم هذا الأمر , وأن

هذا الأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل سيكون في تطور في أمور أخرى

خصلتها التفكك والتباغض . ولو نظر العاقل لعرف بالعواقب الوخيمة من

هذا الشيء وأنه فتنة ونفاق وبعدا عن جادة الحق .



9_ على منتديات القبيلة والقبائل عامة أن تغرس وتنمي شعور الانتماء

للدين ثم الوطن بدلا من الدعوات العنصرية وأن تجعل من منتدياتها

مركزا للعلم والثقافة والمعرفة بدلا من الرجعية والسطحية في الطرح

السقيم والاهتمام بساقط الحديث وما ينفر منه نبلاء الرجال . وهذا ليس للتشكيك

ولكن للتذكير والحث على الخير .


10_ على من يبحث في التاريخ أن يلم بمعالمه ويعرف طرقه وأدواته وطريقة جمع المعلومة


وربطها وتحليلها ومتى يمكن الخوض في تفاصيلها

ومتى يمكن التوقف عن التفاصيل فيها .


11_ أن القبيلة والمجتمعات عموما وكذلك الأمة الإسلامية والأمم الأخرى لاتتوقف عند


شخص او عائلة أو فخذ وما إلى ذلك فكل زمان به من الرجال من يحملون من مكارم الأخلاق

وطيب الأفعال يحق لنا ذكرهم وعدم التغاضي عنهم وإنصافهم بالذكر الطيب .


وفي الختام نسأل الله أن يجمعنا على الخير والبر والتقوى وأن يطابق حديثنا عملنا


هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه

الطيبين الطاهرين .


 
 توقيع : موسى محمد بن نقاء

سورة الفلق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله ((كلما برزالإنسان بنعمة كثر حساده))


رد مع اقتباس