عرض مشاركة واحدة
قديم 11-Aug-2009, 01:47 AM   #1
عضو مميز


الصورة الرمزية صالح بن فالح
صالح بن فالح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 355
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 11-Nov-2012 (04:05 PM)
 المشاركات : 481 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الصحابي المجاهد ابو محجن رضي الله عنه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرا ماتمنع المعصيه بعض الناس من القيام بخدمة دينه . لانه يرى انه على معصيه ولهذا يرى الانسان هذا تناقض في شخصيته فكيف يأمر باالمعروف ويتصدق ويصلي وهو يعمل المعاصي وهذا من مداخل الشيطان على الانسان حيث يمنعه من اعمال الخير بحجة انها لاتقبل منه الا بعدالتوبه وانه بأمكانه التوبه في المستقبل . وهنا نذكر مثال عن قصة لفارس من اشجع فرسان العرب .


الفارس :- ابومحجن عبدالله بن عمر بن عميرالثقفي

وهو صحابي جليل اسلم مع اسلام قبيلته ثقيف وهو فارس وشاعرعربي مسلم مغوار ابتلي بأدمانه شرب الخمروكثيرا ماعوقب عليها وجلد بسببها ولكنه يعود لها ويشربها من جديد وكان من شدة تعلقه بشرب الخمر وهو احدى الكبائر المحرمه في الاسلام يوصي أبنه انه اذا مات أو قتل يدفنه بجوار (كرمة) وهي شجرة العنب فيقول في قصيدة يوصي بها ولده هذه الابيات :-

اذا مت فأدفني الى جنب كرمة ...... تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولاتدفنني في الفلاة فأنني .................. أخاف اذا ما مت لا اذوقها



ولما تجهز جيش المسلمون للجهاد لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمرا دسها بين متاعه فلما وصلو القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين وبدأت المراسلات بين الجيشين عندها وسوس الشيطان لأبي محجن فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر فلما علم به سعد غضب عليه وحرمه من دخول القتال وأمر أن يقيد بالسلا سل ويغلق عليه في خيمة.

فلما ابتدأ القتال وسمع أبو محجن صهيل الخيول وصيحات الابطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق للشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله وإن كان عاصيا وإن كان مدمن خمر إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله وأخذ يترنم قائلا:

كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى ......... وأترك مشدودا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت .......... مصاريع دوني تصم المناديا
يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى الوغى .. ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا
وأن أشهدَ الإسلام يدعو مُغَوِّثاً .........فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ............ وقد تركوني واحدالاأخى ليا
فلله عهد لاأحيف بعهده ................. لإن فرجت لاأزور الحوانيا



ثم أخذ ينادي بأعلى صوته إلى أن يلتفت إلى زوجة القائد سعد وكان اسمها (سلمى) ويناشدها أن تطلق سراحه ليشهد المعركة معلناً توبته قائلا هذه الابيات

سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدا.......فسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ صاديا
دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَةً..........تُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤاديا
وللهِ عهدٌ لا أَحيفُ بعهده...................لئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانيا


فسألته امرأة سعد ماذا تريد فقال فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد، فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي، وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت القيد وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى بنفسه بين يدي الكفار علق نفسه بالآخرة ولم يفلح ابليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين وحمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه، وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه ولم يروه بالنهار ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله عز وجل نعم مضى أبو محجن ..


أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال لكنه كان يرقب القتال من بعيد فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله، وقال الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء وأبو محجن في القيد، والبلقاء في الحبس !! فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا.


 

رد مع اقتباس