|
05-Jul-2014, 09:00 AM | #1 | |||||||||
عضو محترف
|
الدين النصيحة
ﺷﺮﺡ ﺣﺪﻳﺚ : "ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ "
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ: ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﺷﺮﺡ ﺣﺪﻳﺚ: «ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ» ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻈﻴﻢ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ﻭﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻗﻠﻨﺎ : ﻟﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ» ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﺷﺄﻧﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﺍﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ » ( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺞ، ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺤﺞ، ﺑﺮﻗﻢ 814 ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﺑﺎﺏ ﻓﻴﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺰﺩﻟﻔﺔ، ﺑﺮﻗﻢ 2994 ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ، ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﻋﺮﻓﺔ، ﺑﺮﻗﻢ 1664 ، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ، ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻋﺮﻓﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺟﻤﻊ، ﺑﺮﻗﻢ 3006 ) ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺩﻯ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻢ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣﻖ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻫﻲ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻯ ﻛﺎﻣﻼً ﺗﺎﻣﺎً ﻻ ﻏﺶ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭﻻ ﺗﻘﺼﻴﺮ، ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ : ﺫﻫﺐٌ ﻧﺎﺻﺢ، ﺃﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﺶ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎً : ﻋﺴﻞ ﻧﺎﺻﺢ، ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﺶ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻧﺎﺻﺤﺎً ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﻮﻡ ﻭﺣﺞ ﻭﺟﻬﺎﺩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻳﻌﻨﻲ : ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻌﻪ ﺳﻮﺍﻩ ﺑﻞ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻳﻨﺼﺢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻳﻜﻤﻠﻬﺎ، ﻣﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺼﺢ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻣﻼً ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺨﻠﺺ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮﻩ ﻭﻳﺘﻌﻘﻠﻪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ، ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺣﺒﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻻً ﻭﻋﻤﻼً ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺨﻞ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺃ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ، ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: } ﻧَﺰَﻝَ ﺑِﻪِ ﺍﻟﺮُّﻭﺡُ ﺍﻟْﺄَﻣِﻴﻦُ . ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻠْﺒِﻚَ ﻟِﺘَﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻨﺬِﺭِﻳﻦَ { [ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ : 193 ، 194 ] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: } ﺗَﻨﺰِﻳﻞُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢِ { [ ﺍﻟﺰﻣﺮ: 1 ]، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : }ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻓِﻲ ﻟَﻴْﻠَﺔِ ﺍﻟْﻘَﺪْﺭِ{ [ﺍﻟﻘﺪﺭ : 1 ]، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺃ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﻛﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎً ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺍﻟﺬﺏ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺬﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺗِﻠْﻚَ ﺣُﺪُﻭﺩُ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻓَﻼَ ﺗَﻌْﺘَﺪُﻭﻫَﺎ { [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 299 ] ﺍﻵﻳﺔ، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎﻻً ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻬﺎ . ﻓﺎﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻧﺼﺢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ؛ ﻷﺩﺍﺀ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺧﺸﻴﺘﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺒﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻨﺎﺯﻋﺘﻬﻢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﺑﻮﺍﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻬﻢ : ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻧﻬﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ؛ ﻋﻤﻼً ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : }ﻭَﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺒﺮِّ ﻭَﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ{ [ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 2 ] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : } ﻭَﺍﻟْﻌَﺼْﺮِ * ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺈِﻧﺴَﺎﻥَ ﻟَﻔِﻲ ﺧُﺴْﺮٍ * ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﻭَﺗَﻮَﺍﺻَﻮْﺍ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻭَﺗَﻮَﺍﺻَﻮْﺍ ﺑِﺎﻟﺼَّﺒْﺮِ { [ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ] ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻭﺗﻔﻘﻴﻬﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻧﻬﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻬﻢ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ . ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻓﻘﻬﻬﺎ - ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ . |
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 2 | |
, |
|
|