|
24-Jun-2009, 02:10 AM | #1 |
عضو مجلس إداره
|
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 7-8...
(7)
-أعزائي القراء أبارك لحائل وأهالي حائل الزيارة الميمونة لملك القلوب الملك عبدالله وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم والتي ستبقى تاج على رؤوسنا ووسام على صدورنا نفخر وتفخر بها حائل على مدى الأجيال القادمة ومما زادني فخرآ تشرفي بمقابلة خادم الحرمين الشريفين ضمن وفد عبس الذين تشرفوا بالسلام عليه وبهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا يشرفني أن أزف لكم الحلقة السابعة من قلب مضارب عبس من أرض حاتم الطائي وعنترة العبسي من أرض عروس الشمال الغالية وتحديدآ من قرية صفيط. -أقبلت إختبارات الدور الثاني وطرقت الأبواب وإستعد مروان الذي يحمل مادتين ومصيول الذي يحمل ست مواد لها،حيث إن مروان أخذ على نفسه عهد بأن ينجح هذه السنة وفي أحد الأيام إلتقوا الشلة ليلآ وتواعدوا للمذاكرة الجماعية غدآ،ذهب مصيول في اليوم التالي لبيت مروان وبدأوا في المذاكرة ولم يستمروا طويلآ حيث رأوا إن الخروج وتغيير الجو سيساعدهم على المذاكرة شيئآ ما،خرجوا من المنزل وأخذوا يتحدثون ولم يعلموا إلا وهم يتسلقون جبل السمراء التي جلسوا في منتصفها مستظلين بظلالها يتأملون قريتهم بمبانيها وشوارعها ومحلاتها التجارية ومدرستها التي يرفرف فوقها العلم السعودي حاملآ كلمة التوحيد والإخلاص(لاإلاه إلا الله محمدآ رسول الله) ومركز إمارتها البارز بلوحته الخضراء المزينة بكتابة بيضاء عبارة عن: (المملكة العربية السعودية وزارة الداخلية إمارة منطقة حائل مركز إمارة صفيط) كان مروان و مصيول يتذكرون صديق عمرهم العزيز صياح الذي كثيرآ ماجلس معهم في جبل السمراء في هذا المكان أو في قمتها أو في مكان آخر منها فتذكره مروان بحزن ويأس من رجوعه وهو ينشد هذه الأبيات: ضيعت هقواتي وضاع إعتباري يارب غفرانك ولطفك وحسناك يارب بين يديك بان إنكساري راجيك تغفرلي وترزقني رضاك يأغلى العرب مالك مع الناس طاري وأنا ثلاث سنين عايش برجواك تراك دمي بالشرايين جاري وش لون تتخيل حياتي بلياك ياهيه مأنت بحال راجيك داري يومه يقرب وأنت لاهي بدنياك آخر رسالة لك وهذا قراري راحت ثلاث سنين وأنا أترجاك رجيت مرجاعك وطال إنتظاري وأبقعد ليوم الرحيل أتحراك أما تعود وتنطفي فيك ناري ولا تروح وبجنة الخلد لقياك. (يوسف سالم الرشيدي) فأجابه مصيول: ليلة خميس وللزعل حان الإذان وغنت على صوت العصافير فرقاء عساه مايبخل على القلب نسيان يسقيه لين عروقه تصير غرقاء. (حامد زيدان) كان صياح يكبرهم بأربع سنوات وقد رحل وهو يرأى في نفسه إنهم حاقدين عليه ولكن كان كل شيء في حياة صياح يحس إنه يذكره بهم وخصوصآ عندما تعرف على أحد الموظفين في شركته يدعى خالد وكان خالد محبآ للعمل مجتهدآ فيه مما جعل صياح يزداد كل يوم إعجابآ فيه إلى أن جعله صديقآ مقربآ يصارحه في أدق أسراره وكل مارأى خالد تذكر أصدقائه الأعزاء شاديآ بحزن: عزاه يادمع على الخد همال بأسباب فرقاهم على الخد سايل دارت ليال بعد فرقاهم طوال وأقفوا ولاجت من طرفهم رسايل لامر طاريهم وأنا سائح البال هلت دموعي فوق خدي همايل واليوم صدوا صدة مالها فال يالله عساها ماتجيهم عوايل. (محمد بن شعيب المنزل) في هذه اللحظات كانت المذاكرة بالنسبة لمصيول أصعب من منال المحال لكن (لايستطيع أن يدفعك للقمة إلا شخص واحد هو خصمك) وهذا مادفع مصيول للتميز بالمذاكرة هذه المرة وعمل المستحيل فهو لايبحث عن مستقبل زاهر أو شهرة واسعة الأفاق بل غيرة من مروان الذي أقبل على الدراسة بشكل منقطع النظير! لم ينحل مصيول ورفيقة من السمراء إلا وقد أنهوا جزءآ لاباس به من مناهجهم الدراسية التي دخل عليها جوآ من الغيرة الإيجابية بغياب شجاع الذي لو كان موجودآ لجعلها غيرة سلبية عدائية،وقد ساعدتهم هذه الغيرة على إيجاد روح دراسية تنافسية شريفة تساعدهم على النجاح ونتمنى دوامها! بدأت إختبارات الدور الثاني ودخلوها بحماس وثقة بالنفس وإستطاعوا النجاح الميؤس منه طبعآ لتبدأ فرحة طال إنتظارها ويحتفلوا بنجاحهم على طريقتهم الخاصة حيث بحثوا أولآ عن من يشاركهم فرحتهم بالنجاح فلم يجدوا إلا بندر وعناد وعزموهم على الغداء غدآ في<الدميكا>. (الدميكا:هضبة صخرية حمراء تقع جنوب قرية صفيط على بعد 700 متر ويوجد بها <زحليقة>طبيعية منذ القدم ويقع مسجد العيد في سفحها الشمالي). ذهب الشلة لبيوتهم وأخذوا يعدون العدة لمناسبة نجاحهم وقال مصيول:أنا علي الدجاج والرز والبهارات وأنت عليك الطاسة<قدر الطبخ>والماء! إتفق الشلة وتواعدوا غدآ في بداية النهار،صحوا من نومهم قبل أن تغرد العصافير وأخذ كل منهم عزبته<متطلبات الكشتة>فوق سلة دراجته وإتجهوا لضيوف الشرف عناد وبندر،فلما وصلوا بيت بندر وجدوا عناد عنده يستعرض بالشارع الذي أمام بيته ولعدم وجود دراجة لبندر فقد حمله مصيول فوق السلة الخلفية معلقآ تحت سيقانه كيسآ توجد به دجاجتين من حسن حظهن إنهن ماتن قبل أن يعرفن فيروس إنفلونزا الطيور ولكن من سوء الطالع إن من يأكلهن مصيول ومروان! إتجهوا إلى هضبة الدميكاء غير مسرعين وبينما هم بالطريق لحق بهم شجاع صاحب أكبر دراجة على مستوى صفيط بحجم 24 وهذا مازاد كبرياءه كبرياءآ ولكن عقدته إن أرجله لاتصل الدعاسات إلا بالقوة وهو ماحطمه شيء ما! لحق بهم شجاع وعاتبهم على تجاهلهم له وعدم دعوته لكنهم إلتمسوا له عذرآ لم يتردد في قبوله لأنه يريد أي عذر،ذهبوا للهضبة جميعآ مسرعين ومروا أولآ بالزحليقة ولعبوا حتى إكتفوا ثم غيروا مكانهم وجمعوا حطبآ وأشعلوا نارهم وطبخوا وجبتهم وعندما أوشكت على النضوج وإذا بأبو بندر قد داهمهم فهربوا عند رؤيته وتركوا دراجاتهم تواسي قدرهم المنكوب فنزل أبوبندر من سيارته وقام بحمل جميع الدراجات في صندوق سيارته لنقلها إلى بيته وحجزها هناك وأخذ حصاة كبيرة الحجم وأنزلها على القدر فإنطبق غطائه على بقيتة لكن شجاع إقترب من السيارة وعندما تحرك أبو بندر بسيارته قفز شجاع في صندوقها ورمى جميع الدراجات أرضآ دون أن يعلم أبا بندر الذي وصل الغضب عنده إلى قمته ولكن حدوث الإنزال الشبيه لدرجة كبيرة بما نشاهده بأفلام الوثائق التاريخية عن الإنزال العسكري الجوي في حالة الحروب كانت له مضاعفات كثيرة منها إن أحد عجلات دراجة عناد عند إنزالها وإصطدامها بالأرض بنشرت، قفز شجاع من صندوق السيارة فجمع الدراجات وعاد بها لمكان القدر وعند وصوله لم يجد إلا مروان أما بقية الشلة فقد أكملوا فرارهم وإستمر أبو بندر بمطاردة فلولهم يساعدهم في التخفي عنه قصر نظره. جلس شجاع وجلس مروان بجانبه وهم ينظرون إلى دراجاتهم وقدرهم بحزن،قال شجاع:يارجال خلنا نتغداء وبعدين نمشي! نظر إليه مروان وإستجاب لأمره وقام بفتح غطاء القدر حيث لاقى بعض الصعوبة في فتحه،تناولوا وجبتهم اللذيذة بنهم وحذر خوفآ من عودة أبو بندر،إنتهى شجاع ومروان من غدائهم وأشار مروان على شجاع بإصلاح دراجة عناد في موقع الحدث لتسهل عليهم قيادتها لأنها بقيت بدون سائق فأمتثل شجاع لأمره وقاموا بفك العجلة ورقعها وتركيبها وأخذ مروان يقود دراجته بيده اليمنى ودراجة عناد بيساره وشجاع يقود دراجته بيمينه ودراجة مصيول بيسارة وإتجهوا للقرية ودخلوها فكان أول من صادفهم هو عناد فأخبروه بنبأ دراجته وخبر إصلاحها فأتهمهم بتعمد تعطيلها حتى تصبح غير سريعة! إنصدموا من التهمة الغير متوقعه ولكنهم لم يلقوا لها بالآ. إتجهوا بعد عناد إلى بيت مصيول وسلموه دراجته ورجع كل منهم لبيته معلنين بذلك نهاية كشتة حزينة لكنها ممتعة! **أصبح صياح يدير مجلس إدارة شركته المتواضعة وكان خالد من أعز أصدقائه المقربين وعلاقتهم تتطور كل يوم إلى الأفضل،إلى أن سلمه صياح أكثر المهام الإدارية وبعد فترة لاحظ صياح تغير خالد الذي ساءت نفسيته وقل إنتاجه العملي فطلبه صياح في مكتبه الخاص وسأله عن هذا التغير المفاجيء الذي طراء عليه وطلب منه أن يجاوبه بصراحة وبدون مجاملات،بداية تردد خالد ولكن إلحاح صياح أخذ يحاصره فأجابه خالد بصوت حزين وقال:أنا ياصياح لي قصة طويلة عشتها منذ الطفولة مع بنت عم لي تسمى ندى وكان بيتنا في جوار بيت أبيها وكنت أحلم بأن تكون زوجة المستقبل على سنة الله ورسوله وأحسست إنها تبادلني نفس الشعور ولكن مع الأيام توفت والدتها وتزوج أبوها بأخرى فتبدلت الحال وضاق المجال فقد كرهتني خالتها كرهآ شديدآ لا أعرف له سببآ وقد تطورت القصة إلى أن وصلت القضية إلى تحريض عمي علي وكان يحبها حبآ عظيمآ ولايستطيع أن يعصي لها أمرآ،كنت قبل ذلك أحظى بتقدير عمي الذي يميزني به بين أخواني وأبناء عمومتي أما الآن فإنه لايطيق رؤيتي، وأحترت في أمري وأنقطعت أخبار ندى عني فلا أعلم هل هي على ماعهدتها عليه؟أم إنه غيرها ماغير أبيها وأصبحت تكرهني! فالأمل عندي مفقود! وأرسلت لها رسائل لم تحظى بالردود! فياليت شعري هل ندى ستعود! -فإلتفت إليه صياح وقد أدرك حجم معاناة صديقه وقال له: إسمع ياخالد لاتشيل هم وأنا أخوك وإعتبرني ذراعك الأيمن واللي تبيه لازم يصير! إن بغيته بجاه رجال! وإن بغيته بخشم ريال! أهم شيء ريح بالك وأنا أخوك! -نظر إليه خالد الذي لم يتوقع إن ردة فعل صياح ستكون بهذه الأهمية وقال: ياصياح أنا مأبي أتعبك معي وأدخلك في مشاكلي العائلية! وأنا مالاحقني فيك شك وأنا أخوك! (8) أحدثت الرواية صدى قوي بعد نزول الحلقة السابعة في كل المناطق ولكن القصيم إحتلت المرتبة الأولى تليها حائل ثم الشرقية ثم الرياض! فتحياتي وتقديري لكل الجماهير! وتحية خاصة لأبناء القصيم! كما أشكر كل من قاموا بمراسلتي سواءآ على الإيميل أو على الجوال وأخص بالشكر أبو الوليد من الكلية الحربية! -حصول الحلقة السابعة على نسبة84%وعدد الأصوات المرشحة21صوت وهي بنظري نسبة لاباس بها. **نظر صياح إلى خالد قائلآ: إن مانفعتك الآن متى أبنفعك؟ ولكن أنت متأكد إن ندى موافقة عليك؟ومازالت إلى الآن؟ خالد:من ناحية الموافقة أكيد أما إلى الآن والله مدري ياصياح! صياح: إذا هي باقية على حبها لك ستتصل بك أو راح تصلك بأي طريقة! أما إذا هي متغيرة عليك مثل أبوها فلاتذكر من نساك وتقوم تطرد وراه! إقتنع خالد بنصيحة صياح ولو إنه بدأ عليه التفكير العميق والسرحان ولعله كان يفكر هل ندى تناسته أم لا؟ **بعد غروب الشمس زمانآ! وفي المزبن العتيق مكانآ! إجتمعت الشلة الزاحفة المكونة من شجاع وأعوانه(مروان، مصيول،عبدالعزيز)ذات يوم وهم يتذكرون كشتتهم المنكوبة بضحك هستيري وتعليق ساخر. -قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن أصناف الناس أربعة كالتالي: منهم من يدري ويدري إنه يدري فأستشيروه! ومنهم من يدري ولايدري إنه يدري فذكروه! ومنهم من لايدري ويدري إنه لايدري فوقروه! ومنهم من لايدري ولايدري إنه لايدري وهذا أشر الخلق فأجتنبوه! (فكل واحد من الشلة يمثل أحد الأصناف) كانت القرية في ذلك الزمان محرومة من نعمة الكهرباء العام أو الرسمي التي لاتغطي شبكته إلا المدن أو القرى القريبة منها،حالها كحال الكثير من القرى التي يعتمد سكانها على طريقة بدائية لجلب حاجتهم من الكهرباء،هي عبارة عن ماكينة تشغل يدويآ بواسطة(handel)تدفع به إحدى عجلاتها الإثنتين(اليمنى)وبعد ذلك يكون إشتغالها تلقائيآ بسبب قوة الدفع الناتجة عن إحتراق الوقود في غرفة الإحتراق،(عادة مايكون وقودها الديزل)وتقوم بعد إشتغالها بإدارة المولد الكهربائي(dynamo) الذي يربطه بها سير يصنع قديمآ من الخيوط القطنية أما الآن فإنه يصنع من المشتقات النفطية،وعند تحريك الداينمو فإنه يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية المتفاوت حجمها بالفولت من مولد إلى آخر حسب حجمة! قام شجاع بطرح فكرة رهيبة يقومون بتطبيقها اليوم عندما يشتد ظلام الليل وقد حظيت بموافقة الشلة وحازت على رضاهم،وقد أشار عليهم بمداهمة المكائن الكهربائية ليلآ وإطفائها على السكان الواحد تلو الآخر ليحظوا بمطاردة ليلية تطرد مللهم المزمن. جن الليل البهيم وتوشح الفضاء بسواده العتيم وإنطلقت الشلة المهووسة إلى إحدى المكائن الكهربائية صاحبت الصوت العظيم الذي يطغى على كل صوت! تقدم مصيول إلى الماكينة الكهربائية بأوامر شجاعية وبخطى مطيعة لأوامر قائدها الأعلى ميئة بالميئة وأسكت صوتها المجلجل الذي يشبه إلى حد كبير دقات القلب المنتظمة بتناغمها وتناسقها وكل مافعله هو تقديم الرجل اليسرى وتاخير الرجل اليمنى بمسافة غير بعيده والضغط بيده اليسرى على مفتاح الإطفاء حتى تم إسكاتها،في هذه اللحظات كانت بقية الشلة تراقب الأوضاع المحيطة بحذر شديد ونظر مديد ورآي عنيد وبأس من حديد، وكان كل مايقلقها هو الوقت الطويل شيء ما الذي إستغرقتة عملية مصيول، فنبهوا مستشارهم العظيم شجاع لهذه المشكلة لعله يجد لها حلآ مناسبآ وبأسرع وقت،فكان شجاع عند حسن ظنهم به وأعطاهم الحل مباشرة وقد وجد لهم حلآ يجعل العقول بحالة ذهولية لاتصدق مايحدث أمامها وأمرهم بحذف عصى تحول بين السير الذي يلف الداينمو وبين الداينمو ذاته ليقفز السير بدوره خارج مساره المحدد على الداينمو وتنفصل الدورة الكهربائية وتبقى الماكينة بوضع إشتغال، والسكان بأشد إنذهال. إنصاعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وقاموا بتنفيذ طلباته فبدأوا بماكينة تعتمد على ماتنتجه من شحناتها الكهربائية محطة بترولية للتزود بالمحروقات ومركز متواضع للتموينات يعمل بها عاملين من الجنسية الأفغانية، أحدهم يقوم بخدمة التزود بالوقود والآخر يقوم بعملية البيع داخل التموينات بالإضافة إلى إشرافه الكامل على المركز التجاري بشكل عام يدعى محمد الأفغاني وهو شايب كبير طاعن بالسن له لحية بيضاء كثيفة وطويلة نسبيآ لم يسافر إلى أفغانستان منذ إندلاع الحروب الأفغانية التي بدأت بالغزو السوفيتي ومرت بالحرب الأهلية بين قوات تحالف الشمال الشيعية وقوات طالبان السنية وإنتهت بالحرب الأمريكية التي أسقطت نظام طالبان وعللتها بطلب الأمان، تقرأ في تقاسيم وجهه قصة الغربة المريرة التي يعيشها بفقدانه لإنس أهله وأمان وطنه،وترأى آثارها في إنحناء ظهره الذي يحمل مآسآة تتشقق من هولها الجبال وتسقط من عبئها الرجال قاتلة للآمال ومقربة للآجال. فعلوا من لاتعرف قلوبهم عطف ولاحنان مايحلوا لهم بمتعة مبهجة لاتقدر بأثمان، فأنطفت الأنوار وغضب الأفغاني وثآر وخرج عليهم وهو يردد كلماته التهديدية بلغته الأوردية التي لايفقهونها بقدر مايحفظونها (توبر بدردي نس خوندي). إنطلقوا الشلة هاربين من مكان الخطر وتركوا العامل بحرقة وقهر وهم بضحك مستمر وإتجهوا لضحايا العملية القادمة وكان مسرحها ماكينة تعتمد على ثروتها الكهربائية الثمينة ثلاثة بيوت متجاورة تشترك بماكينة واحدة ويربط بين أهلها صلة قرابة قوية وكانوا يغطون بنوم عميق، والوقت حينئذ قبيل منتصف الليل بقليل،فقاموا الشلة بحذف السير من الداينمو فأنطفأت المصابيح وهبت الأطفال من نومها تصيح مذعورين من الظلام الدامس الذي خيم عليهم فجأة وبدون سابق إنذار،وخرج صاحب البيت الأول ليجد جيرانه قد سبقوه إلى ماكينتهم الغالية، فإندهشوا عندما وجدوها في وضع إشتغال،فكان سقوط السير وإنفصاله عن الداينمو محل إستغرابهم لإن هذا الأمر يحدث لأول مرة! خصوصآ إنهم محافظين على نظافة السير من الديزل لأنهم يعلمون إنه يسبب سقوطه عند إشتغال الماكينة،أخذت تساورهم الشكوك غير إنهم قطعوا الشك باليقين وإتجه أبوعبدالله إلى سيارته وقام بتشغيلها فتقدم إلى مكان الماكينة المظلم مستعينآ بأنوار سيارته الأمامية فقام أبوفهد بعد ذلك بإطفاء الماكينة وإعادة السير إلى مكانه وتشغيلها من جديد بمساعدة أبوعبدالرحمن صاحب البيت الثالث،ليعيدوا بذلك فرحة التبريد والإنارة الكهربائية لبيوتهم ويرجعون بعدها لإكمال نومهم! أكمل الشلة طريقهم إلى بيت أبومحمد وقاموا بقطع التيار الكهربائي عنه،وكأنهم بذلك يقومون بمعاقبته لإرتكابه ذنب عظيم! فلو كان في نفوسهم حقدآ على الرجال! فماذنب النساء والأطفال؟ وماالفائدة المرجؤة من أفكارهم الشيطانية التي يقومون بتنفيذها بكامل الحرية؟ ألم أقل لكم إنها أفعال مراهقين ستصبح مع الأيام ذكريات جميلة؟ إنقطع التيار الكهربائي عن بيت أبو محمد وكان لحظتها صاحيآ فخرج من بيته ولمحهم فارين من مكان الحادث فركب سيارته وأسرع في طلبهم لكن قرب المنازل من بعضها مكنهم من اللجوء بين أسوارها والإختفاء عن نظر أبومحمد بسرعة كبيرة، عاد بعدها أبومحمد إلى منزله بعد أن أيئس من القبض عليهم وإتجه إلى ماكينته بكل هدوء وهو يبتسم من حركات هؤلاء المراهقين وهو يعلم إنهم لن يتخلوا عن مشاغباتهم حتى يشغلهم الله في أنفسهم ويصبحون أعداء! أطفى الماكينة وركب سيرها وأعاد تشغيلها ودخل منزله، وهو لايعلم إنه حطم آمال الشلة الشجاعية المغامرة بتركه لهم وعدم مطاردتهم، فهو بذلك لم يحقق ماكانوا يصبون إليه وهو حلمهم بمطاردة ليلية طال إنتظارها وإزداد شوقهم إليها! عادوا الشلة إلى مزبنهم السري الذي طال غيابهم عنه بعد توتر علاقاتهم الصداقية وحدوث المعارك التي دارت بينهم،لكن هاهم اليوم يعودون لسابق عهدهم أصدقاءآ مخلصين! فلاغرابة!بما إن إحدى الدراسات التي إجريت في إحدى الولايات الأمريكية قد أثبتت:إن الأطفال هم الوحيدين الذين يستطيعون تكوين العلاقات والصداقات والقيام بنقضها وإعادتها بأسرع وقت! -جلسوا الشلة يستمعون لإنتقادات شجاع وحلولها المقترحة وأوامره التي يريد منهم أن يتهيئوا لتنفيذها بالمغامرات القريبة المقبلة وكان من ضمن إنتقاداته سرعة هروب الشلة وتخفيهم عن أنظار أهل البيوت مما قلل فرص المطاردة وجعلها واحدة قصيرة فقط قام بها أبو محمد ولم تستمر طويلآ، ومن أهم ملاحظاته أيضآ إن إنزال السير وترك المكائن في وضع إشتغال لايلفت إنتباه السكان ولايجلب أنظارهم على الوجه المطلوب! فلا بد من إسكات أصوات المكائن المزعج بسرعة هائلة ليعم الهدوء أرجاء القرية وبذلك نكون قد لفتنا إنتباهم وسوف يقومون بالبحث عنا ومطاردتنا إلى الصباح وسنتمكن أيضآ من سماع أصواتهم بكل وضوح! إستمعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وأعلنت له الطاعة وإتجه كل منهم إلى بيته قبل بزوغ الفجر. **في يوم من الأيام إتجه خالد إلى عمله في شركة صياح ودخل مكتبه مبكرآ كعادته اليومية،وقبل أن يجلس على كرسيه الدوار المغطى بأرقى وأفخم الأغطية القماشية الفاخرة ذات النعومة العالية،سمع نغمة الرسائل في جواله وقال: يالله صباح خير! إكيد إن هذا أحد الموظفين بيقول عنده ظرف ولاهو مداوم! أدخل يده في جيبة وأخرج الهاتف وفتح الرسالة فرأى الرقم بدون إسم فكانت المفاجأة!!!!! ودي معاكم لكن الحظ عيا ماهو علي كيفي ولا هو بطوعي عن عيني أبعد من نجوم الثريا ومن قلبي اقرب من محاني ضلوعي! (شعر:أبو ياتي) مر على الأبيات مرور الكرام لكنه صعق عندما رأى التوقيع(عزيزتك:ندى)!!! أعاد قرأة الرسالة مرة ثانية ومرة ثالثة سقط بعدها مغشيآ عليه من هول المفاجأة!!! |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 0 | |
عفوا لا توجد أسماء للعرض. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 11-12 | كهل الصباء | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 10 | 21-May-2010 12:33 AM |
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 3-4...منكم وإليكم. | كهل الصباء | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 3 | 14-Dec-2009 09:14 PM |
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 9-10 | كهل الصباء | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 6 | 04-Aug-2009 03:41 PM |
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 5-6... | كهل الصباء | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 2 | 04-Jul-2009 08:48 PM |
رواية مذكرات مراهقين...حلقة 13-15 | كهل الصباء | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 5 | 04-Jul-2009 08:46 PM |