غربة الحجاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء...) ونرى في زماننا هذا شيء من الغربة التي تحدث عنها رسول الله أذكر منها غربة الحجاب بإيجاز شديد فخير الكلام ما قل ودل كما قال علي رضي الله عنه.
فتجد كثيرا من نساء المسلمين قد أعجبهن التبرج والسفور فتجد الفتاة تتفلت من الحجاب الشرعي وكأنه سجن لها وتعتبر نفسها مظلومة إن هي تحجبت والبعض الآخر تحجبن بحجاب هو في الحقيقة سفور فتجد العباء المخصرة أو المزينة بأنواع الزينة التي تجلب أنظار الذئاب البشرية إليها وتفتن كل من ينظر إليها ونسيت قول الله سبحانه وتعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) وتجد البعض منهن من أرتدت النقاب الذي لا يغطي حتى نصف وجهها وتدعي أن هذا حجاب وتلك المرأة التي أرتدت الحجاب الشرعي الصحيح الذي يغطي الجسم كاملا ولا يصف شيء من جسمها بل هو صفيق وفضفاض ولا يجلب الأنظار إليها لم تسلم من السخرية من النساء اللاتي زين لهن الشيطان أعمالهن ولكن لا يضرها ذلك فهي غريبة و (طوبى للغرباء) وتساهل الكثير والكثير من النساء بإخراج أيديهن وأعينهن أمام الرجال ظنا منهن أن هذا ليس فيه شيء والصحيح الذي هو كلام الله وكلام رسوله أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج شيء من جسدها أمام الرجال الأجانب عنها والذين ليسوا محارم لها لا عين ولا يد ولا قدم والأدلة الصحيحة الصريحة الواضحة على ذلك كثيرة وموجودة في كتب سأشير إليها ولكن سأذكر جزء من حديث عائشة الصحيح وهو الشاهد على جوب الحجاب الكامل أن عائشة رضي الله عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سَهْمَها خرج بها معه؛ قالت عائشة رضي الله عنها فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما نـزلت آية الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنـزل فيه مسيرنا حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته وقفل ودنونا من المدينة أذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه. وأقبل الرهط الذي كانوا يرحلون بي، فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه.
قالت عائشة: وكانت النساء إذ ذاك خفافًا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلهن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمرّ الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فتيممت منـزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعوا إليّ فبينما أنا جالسة في منـزلي غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعـطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منـزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وقد كان يراني قبل أن يضرب عليّ الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته....) وللأسف أن بعض المغرر بهن والتي كشفت وجهها أخذت تفتي في بعض القنوات العربية التي تشجع الإنحلال والضياع للمرأة السعودية خاصة والمسلمة عامة وتقول أنا مقتنعة بكشف الوجه وثم تقوم بتأويل الآيات وأنها تدل على كذا وكذا وكأنها مفتية عامة للملكة العربية السعودية فيالخيبتها وخسارتها وأيضا تتحسر أنها لبست الحجاب في أول حياتها وكأن ضاع منها كنز ثمين فيا أخواتي الكريمات الطاهرات العفيفات لا تغركن من نزعت حجابها أو تهاونت فيه فما أسرع سقوطها وهل يقال للمرأة أنها جميلة أو ليست جميلها إلا بوجهها أوليس الوجه هو أساس الزينة والمرأة نهيت عن إظهار الزينة إلا ما كان عن خارج إرادتها والوجه هو الزينة بعينها وأخيرا أشير إلى كتاب جمع الأدلة في الحجاب وذكر أقوال المخالفين وناقشها ورد عليها واسمه (الاستيعاب فيما قيل في الحجاب) للشيخ المحدث فريح بن صالح البهلال هذا من المحدثين العالمين بالأحاديث الصحيحة من الضعيفة وكان الشيخ ابن باز رحمه الله يعتمد عليه في تحقيق الكتب العلمية وهناك كتب أخرى مثل كتاب عودة الحجاب لكن أفضلها هو كتاب الشيخ فريح وهو موجود وطبعته دار ابن خزيمة
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
|