18-Dec-2010, 09:44 PM | #1 |
|
عالمك هو عالمي؟؟
الســـــــلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بقـــــــلم >>وســــــــــــــــــــــام العبسي عالمك هو عالمي، الهواء الذي يتخلله نظيف معقم، خال من أية شائبة وأنا أكره الشوائب، الجو فيه معتدل، بل هو ربيع مزهر وعطاء مثمر، وهل من مخلوق على وجه الأرض البسيطة يكره الصفاء والربيع والشباب المتجدد؟؟ أحن إليكَ وإلى الحديث معك كلما ألقتني الحياة في زحمتها، وفرضتْ عليّ عقوبة من نوع جديد، فأهرع إليك لأفرغ شحنة روحي بين يديك، ولأرضع من حنانك، وأشرب من رحيق حبّك الإلاهي، فألقي بأحمالي وأثقالي وأطير.. أطير..إلى حيث الجنة والراحة والهدوء والاضمحلال.. ما أحلى الظلم، وما أعذب المشقات، فالظلم يسمو بالإنسان ويطهره من أدرانه، ويرفعه إليك بريئاً من كل عيب، مطَّهراً من كل رذيلة. أما المشقات فهي تجرّح اليدين والقدمين، وتدمي العينين، وتترك آثارها العميقة في القلب لكنها لن تمسّ الروح أبداً، الروح محمية في ركن حصين لا تطالها يد الظلم ولا سهام المصائب لأنها جزء منك. مَنْ أنا في هذا الكون اللامتناهي؟ كل ما أعرفه أنك أنعمت عليَّ بنعمة الحياة، وألقيتني في أتونها وقلت لي: هيا اثبتي وجودك، دافعي عن كيانك، خطيّ طريقك، أعطيتني العقل وحرية الإختيار في أن ألزم الإستقامة أو أنحرف يميناً أو يساراً، وأنا اخترت الطريق المستقيم، لكني لا أكتمك أنني أتأرجح أحياناً جهة اليمين أو اليسار لكنَّ يدك الكريمة تنتشلني سريعاً و تضعني على المسار الصحيح، لماذا؟ هل لي عندك حظوة؟ هل لي عندك شأن؟ أنا متأكدة من هذا ودليلي مكانتُك عندي فالرسول الكريم يقول بما معنى ( اذا أردت أن تعرف مكانتك عند الله فانظر مكانة الله عندك). إن مكانتك عندي غطت على وجودي، وعلى رغباتي ونوازعي، وشهواتي وقرباتي وأحزاني وأفراحي وملأت عليّ عالمي كلّه، لقد أفقر عالمي من كل ميل أو نزوة أو هدف أو غاية أو هوى، وامتلأ بك وحدك، إني أكره كل ما يصرفني عنك أو يشغلني - ولو للحظات - عن حديثي معك، أعتبره مستعمِراً اخترق حرماني ودنّس مقدساتي، وصرفني عن خلوتي وانشغالي بك. أحبّ العلم لأنك أوصيتنا به، لكن حين أراه يحتكر وقتي جُلّه أنصرف عنه مستاءة، بل أتحول عن علم الدنيا إلى علم الآخرة وبذلك أحوز شرفَينْ: شرف العلم وشرف رضاك عني. أحب الناس لأنك خلَقْتهُم بيدك الكريمة، وأوصيتنا بحبهم والإحسان إليهم، لكني حين أخالطهم وأنشغل بأمور دنياهم عن دنياك فإني أهرب منهم، وأهرع إليك مادّةٌ طرفي الكليل ويدي الخجلى لعلّك تقبلني. أحب أولادي وأحس معهم بدفء الأسرة وجوّ الألفة، لكني حين أنغمس في أمورهم الحياتية وأحس أنني انشغلت عنك، أفزع إليك لتنقذني من دوّامةٍ تلفّني وتدور بي في كل الاتجاهات، وسرعان ما تتقبّلني وتهدّئ من روعي. ما أبهاك في عُلاك!! ألتقي بك دائماً في أول الطريق، وما إن أجتاز خطوة أو خطوتين حتى أراك تأتي إليّ هرولة، فتطوي المسافة كلها في طرفة عين، وأنا ما زلتُ أرفع قدمي لأتجاوز أول بلاطة أقف عليها. كم أنا محظوظة لأنك أنزلتني من عالم الأرواح إلى عالم الأبدان، ون ثم سوف ترفعني من عالم الأجسام إلى عالم الأرواح، رحلة قد تكون مؤلمة لكنها ممتعة لأنك أنت القيّم عليها وأنت المراقب فيها وأنت المتصرّف في جميع دقائقها وجزئياتها، وأنت من بدأتها وأنت من تنهيها، وما أنا إلا ومضة نور تشعلها متى تشاء، وتطفئها متى تريد، وما عليّ سوى السمع والطاعة يا أغلى حبيب. إن ملكيتّك لي تشريف لذاتي، وتصرفك في شؤوني تكريم لبشريتي، وإن التفاتك إليّ شرف كبير لي لكني أسألك أن تمنحني القدرة على أن أحمل هذا الشرف الرفيع، ووسام الإستحقاق لأكون عبدتك وحدك، وأن أنسلخ عن أي عبودية أخرى حتى لا أتردّى في حمأة الهوى، وذل الشهوة، وأعيش حياتي منبوذة من رحمتك، مطرودة من رضوانك، مهملة من ذكرك لي بين ملائكتك، وهذا هو الشقاء الحقيقي بلا ريب. أذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا ، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين. ولكم تحياتي وســـــــــــــــام العبــــــــــــــــسي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 7 | |
, , , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بصمهـ في عالمي الخاص | عـيـون الـمـهـا | ◄ الركن الهاديء ► | 81 | 21-Sep-2011 11:38 AM |
النصر اول عالمي سعودي واسيوي يحتفل بالعالمية | فيلسوف الرياض | ◄ منتدى الرياضه والشباب ► | 18 | 26-Nov-2010 09:39 PM |