23-Dec-2010, 09:55 AM | #1 |
عضو متألق
|
كيف ومتى يؤثر الضوء في صحتنا ..؟؟
كيف ومتى يؤثر الضوء في صحتنا ..؟؟
منذ اكتشاف الكهرباء جاء الضوء الصناعي ليمنحنا مزيداً من الوقت لنقرأ ونتعلم، ونعمل ونلهو. غير أن هذه القدرة على إبقاء أضوائنا مشتعلة 24 ساعة في اليوم لم تأتِ من دون جانب مظلم. إن إيقاعات جسمنا البيولوجية مرتبطة بالدورات الطبيعية لضوء النهار وظلام الليل تتأثر بها. ولآلاف السنين كان البشر يبقون مستيقظين أثناء شروق الشمس (ليصطادوا، تأميناً لغذائهم وليحموا أنفسهم من الأعداء) وينامون عندما تغرب. أما اليوم، فإن الأضواء الصناعية التي تطيل "نهارنا" وتسمح لنا بتحقيق مزيد من الإنجازات، تؤدي أيضاً إلى اضطراب في تناغم أجسامنا مع الدورات الطبيعية للضوء والظلمة، أي تلك الدورات التي تعودت عليها طوال قرون في غياب مصادر الإضاءة التي صنعها الإنسان. ويعلق المتخصص الأمريكي في علم الأوبئة، البروفيسور ريتشارد ستيفنز فيقول: إن أجسامنا تطورت لتتوقع 12 ساعة من الضوء و12 ساعة من الظلمة. ومع اكتشاف الكهرباء لم نعد نتعرض لِما يكفي من ظلمة. وفي الوقت نفسه، ومع تمضيتنا معظم ساعات اليقظة في الداخل بعيداً عن ضوء الشمس، فإننا غالباً ما نفتقر إلى تلك الموجات الضوئية التي تثير وتحفز إيقاعاتنا الطبيعية. قد لا يبدو هذا الأمر مهماً بالنسبة إلى الكثيرين، غير أن الأبحاث أظهرت عكس ذلك. ففي دراسة نشرتها مجلة "أبحاث السرطان" الأمريكية في عام 2005 تبين أن التعرض للضوء الصناعي ليلاً (مع فتح العينين) يحفز نمو الأورام في الثدي. وكان قد سبق لستيفنز والفريق العامل معه أن لاحظوا أن هناك علاقة بين سرطان الثدي والتعرض غير المتنظم لدورات الضوء والظلمة الطبيعية في عام 2001. وذلك عندما تبين لهم أن إمكانية الإصابة بسرطان الثدي لدى الممرضات اللواتي يعملن ليلاً، كانت عليه لدى بقية الناس. والضوء الصناعي "يلتهم" أجزاء كبيرة من الليل، ولهذا نتائج صحية على المدى البعيد. من جهة ثانية كان ستيفنز وعلماء آخرون قد اكتشفوا أيضاً أن هناك علاقة بين التعرض الزائد للأضواء الصناعية والإصابة بسرطان البروستاتا. وكانت دراسة حديثة شملت 164 بلداً في العالم قد أظهرت أن عدد الإصابات بسرطان البروستاتا، يتضاعف تقريباً في المناطق المعرضة لأكبر قدر من الأضواء الصناعية ليلاً. والواقع أن الأدلة التي تؤكد وجود علاقة بين التعرض للضوء الصناعي ليلاً والإصابة ببعض أشكال السرطان، أصبحت دامغة اليوم إلى درجة جعلت منظمة الصحة العالمية تصنف الوظائف الليلية كمسبب ممكن للسرطان. كذلك كانت الدراسات قد أظهرت أن التعرض غير المنتظم للضوء واضطراب الإيقاعات الطبيعية يمكن أن يؤثر في نوعية النوم، المزاج، الوزن وفي قابلية الإصابة بأمراض مرتبطة بنمط الحياة. وقد يحصل الضرر في فترة مبكرة جداً من الحياة. إذ تبين للباحثة في جامعة فانديربيلت الأمريكية أن التعرض الزائد للضوء الساطع في سن صغيرة جداً، مثل ذلك الذي يتعرض له المواليد الجدد في وحدات العناية الفائقة، يمكن أن يسهم في الإصابة بالاكتئاب وبإضطرابات المزاج في سن الرشد. إن الفهم الأفضل لإيقاعات جسمنا البيولوجية، وعلاقتها بدورات الضوء والظلمة الطبيعية، يساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل لصحتنا. إذ يمكننا أن نستخدم ما نعرفه عن هذه الإيقاعات لتحسين نوعية نومنا ومزاجنا ولتنظيم عملية الأيض لدينا، والتخفيف من خطر إصابتنا بالأمراض المزمنة. ايقاعات الحياة لدى كل المخلوقات الحية إيقاعات داخلية تنظم الوظائف الخلوية والعمليات الفيزيولوجية. وتلعب هذه الدورات الإيقاعية دوراً شبيهاً بساعة تقرر، متى وكيف تقوم أجسامنا بكل شيء مثل التوق إلى الطعام، العطش، توليد الطاقة، التيقظ، النوم، تعديل المزاج، الحفاظ على حرارة الجسم وغير ذلك. وعلى الرغم من أن هذه الإيقاعات تنبع من داخل الجسم، إلا أنها تتأثر بالعوامل الخارجية، مثل تقلبات الحرارة أو السفر عبر مناطق ذات توقيت مختلف. والواقع أن ما نعانيه من عوارض، عندما نسافر لمسافات طويلة، ونقطع بلداناً تختلف في التوقيت عن مكان انطلاقنا، ينتج عن محاولة الإيقاعات البيولوجية إعادة تنظيم نفسها. وأقوى العوامل الخارجية تأثيراً في الساعة البيولوجية هو التعرض للضوء وللظلمة. ويعمل الدماغ على تقصي التغيرات الضوئية التي تحصل على امتداد اليوم عن طريق خلايا القرنية في الجزء الخلفي من العين. وعندما تقوم وحدات حساسة تجاه الضوء في هذه الخلايا بتلقي ضوء ما، تقوم بإرسال معلومات حول قوته وديمومته إلى مجموعات من الخلايا العصبية تدعى اختصاراً "scn"، موجودة في الهايبوتالاموس (ما تحت السرير البصري) في الدماغ. والواقع أن "scn" هي المنظم الكبير لإيقاعات الجسم البيولوجية، أو "الساعة الرئيسية" التي تقوم بمهمات عدة أبرزها الارتفاع والانخفاض اليومي في حرارة الجسم (الذي يبلغ أدنى مستوياته في الخامسة فجراً) وضغط الدم (الذي غالباً ما يكون مرتفعاً بنسبة 20% في أواخر فترة بعد الظهر أكثر مما يكون عليه في الصباح). والساعة الرئيسية تُبلغ الغدة الصنوبرية في الدماغ متى تفرز الميلاتونين، وهو هرمون يساعد على النوم ويتمتع بخصائص مضادة للأكسدة. ويقول البروفيسور مايكل تيرمان، مدير مركز العلاج بالضوء والإيقاعات البيولوجية في كلية الطب في جامعة كولومبيا الأمريكية، إن إفراز الميلاتونين يبدأ قبل ساعتين من إحساسنا بالرغبة في النوم ليلاً، ويستمر حتى فترة قصيرة قبل استيقاظنا صباحاًً. وتجدر الإشارة إلى أن العامل الوراثي، هو الذي يحدد، إلى حد كبير، ما إذا كان الفرد صباحياً (أي أنه يستقيظ مبكراً بشكل طبيعي) أو مسائياً (أي انه لا يشعر بالرغبة في النوم إلا في وقت متأخر ليلاً). ويقول المتخصص الأمريكي مارك ريا، إن الميلاتونين يلعب دور الناقل، بين الساعة الرئيسية والعديد من الساعات الفرعية الموجودة في أنحاء الجسم، مثل تلك الموجودة في البنكرياس، الجلد، وأعضاء داخلية عدة أخرى بما في ذلك الكبد. ويقول ريا إن كل جهاز في الجسم لديه إيقاعه الخاص الذي تنظمه الساعة الرئيسية. والواقع أن التنسيق بين الساعة الرئيسية والساعات الجانبية الفرعية (الضروري لإبلاغنا ماذا نفعل ومتى نفعله) يعتمد على دورة الضوء والظلمة الطبيعية التي تستغرق 24 ساعة. وعندما يضطرب تعرضنا للضوء والظلمة، يمكن للساعة الرئيسية أن تفقد قدرتها على التحكم في توقيت الساعات الفرعية. وهذا يؤدي إلى خلل في الاتساق بين إيقاعاتنا الداخلية، ما قد يتسبب في مشاكل صحية عدة. عندما تتوقف الساعة عن العمل إن كمية وقوة الضوء اللازم لجعل الساعة الرئيسية ترسل إشارات "الاستيقاظ" إلى الجسم مساويتان لكمية ونوعية الضوء الذي يصل إلى العين عند شروق الشمس. غير أن الكثير من أنواع الأضواء الصناعية التي نستخدمها اليوم، بما في ذلك تلك المستخدمة لإنارةٍ الشوارع والمكاتب، تحتوي هي أيضاً على أنواع الموجات الضوئية الموجودة في الضوء الطبيعي الذي يوقظنا. لذلك فإن التعرض لهذه الأضواء الصناعية يخدع الساعة الرئيسية، إذ يجعلها تعتقد أن هناك شروقاً متواصلاً للشمس، وأن علينا أن نبقى مستيقظين ومتيقظين. وفي هذه الموجات الضوئية، يعني عدم تلقينا الإشارة المناسبة للاستيقاظ. ويعتقد العلماء أن التعرض الزائد للأضواء التي تحاكي ضوء الشمس، يلعب دوراً في زيادة إمكانية الإصابة بظاهرة مقاومة الأنسولين، وبسكري الفئة الثانية وبالسمنة في البلدان المتطورة (حيث تتوافر الإضاءة المتواصلة طوال اليوم). كذلك أظهرت بعض الأبحاث أن المبالغة في محاكاة الضوء الطبيعي في حياتنا اليومية يزيد من توقنا الشديد إلى تناول الكربوهيدرات. فقبل أن يبدأ البشر زراعة الحبوب، كانت الطاقة المتأتية من الكربوهيدرات متوافرة فقط من الربيع إلى الخريف. وكردة فعل لذلك، تطورت أجسمانا لتخزن الكربوهيدراتٍ خلال موسم زراعة الحبوب، تحضيراً لفصل الشتاء الذي لا تتوافر فيه الكربوهيدرات. وكانت نتيجة ذلك أن أجسامنا لم تكن تتوق إلى تناول الكربوهيدرات في الشتاء. غير أن ذلك تغير مع اختراع المصباح الكهربائي. ويقول المتخصص الأمريكي البروفيسور بينت فورمبي، إن الجسم يترجم التعرض للضوء الصناعي لساعات طويلة خلال النهار، بأن الفصل الحالي هو فصل الصيف، ثم يبدأ في التوق إلى تناول الكربوهيدرات كي يتمكن من تحزين الدهون للفصل الذي سيشح فيه الطعام والذي سيدخل فيه في سبات شتوي. والحال هي أن وعينا هذا التأثير الفصلي يمكن أن يساعدنا في التغلب على التوق إلى تناول الكربوهيدرات. من جهة ثانية، فإن عدم حصولنا على ما يكفي من ساعات النوم يزيد من إمكانية تعرض أجسامنا لزيادة في الوزن. وذلك لأن نقص النوم يخفف من قدرة الجسم على أيض الغلوكوز، ويؤدي إلى تراجع في وظيفة الغدة الدرقية، إضافة إلى رفع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يعوق الجهود المبذولة لتخفيف الوزن. إن التعرض لضوء شديد ليلاً يرسل إلى الساعة الرئيسية إشارت محيرة تؤدي إلى مشاكل عندما نرغب في التمتع بليلة نوم هادئة. فإذا كانت غرفة نومنا مليئة بالأضواء الصناعية، فإن الساعة الرئيسية في أجسامنا ستعتقد أن الوقت نهار، مايزيد من صعوبة خلودنا إلى النوم. وتخريب موعد النوم لا يتطلب الكثير من الأضواء. فقد أظهرت دراسة أميركية حديثة أن مجرد التعرض أثناء الليل لضوء مصباح خافت لفترة 40 دقيقة فقط يؤدي إلى خفض مستويات الميلاتونين بنسبة 50%. وغني عن الذكر أن اضطرابات النوم ونقصانه يؤثران في صحتنا وفي حالتنا النفسية والانفعالية وفي قدرتنا على العمل. ويقول عالم النفس الأسترالي البروفيسور آدم فليتشير، المتخصص في مساعدة الشركات على التعامل مع مخاطر نقص النوم والإرهاق لدى الموظفين، إن أبرز مؤشرات عدم حصولنا على ساعات كافية من النوم، هي تغلبُ المزاج الاكتئابي علينا، غياب الطاقة والدافع، وسيطرة المشاعر السلبية. وفي حال استمرار هذا الافتقار إلى النوم، تبدأ قدرتنا على التواصل مع الآخرين بالتراجع. ثم نبدأ بعد ذلك في ارتكاب الاخطاء ونسيان المعلومات والأشياء. وفي مراحل لاحقة نجد انفسنا نستغرق في النوم من دون حتى أن نقصد ذلك. وفي الوقت الذي يؤدي فيه التعرض الزائد للضوء إلى اضطراب في مواعيد النوم وإلى تراجع في نوعيته، فإن قلة التعرض للضوء المناسب يمكن أن تؤثر سلباً في المزاج. سبل إعادة التوازن إلى ايقاعاتنا البيولوجية 1- الاستيقاظ في الوقت نفسه يومياً: يقول المتخصص الأمريكي مايكل سمولنسكي إن من شأن ذلك تثبيت الساعة البيولوجية على التوقيت المرغوب. وإذا تأخرنا في الخلود إلى النوم في إحدى الليالي، لا يجب أن نتأخر في الاستيقاظ صباح اليوم التالي، بل علينا التعويض عن فترة النوم المفقودة بأخذ قيلولة مدتها ثلث ساعة بعد الظهر. وفي إمكان من تزعجه القيلولة أن يخلد إلى النوم مساء اليوم التالي قبل ربع ساعة من موعده المعتاد. 2- برمجة التعرض للضوء الساطع: يقول فليتشر إن تأثير الضوء في الجسم يختلف باختلاف موعد التعرض له. نأخذ مثالاً على ذلك شخصاً يستيقظ الساعة 8 صباحاً وينام الساعة 11 مساءً. إذا أقدم هذا الشخص على تعريض نفسه لضوء النهار من الساعة 6 إلى 8 صباحاً، لأيام متتالية عدة، سيقوم دماغه بإعادة برمجة، وسيبدأ بالاستيقاظ يومياً في وقت أبكر من المعتاد، وسيشعر بالنعاس في وقت أبكر مساء. كذلك فإذا تعرضنا لضوء اسطع في الساعتين الأخيرتين من يقظتنا، فإن الدماغ سيتلقى إشارة بأن يبقى مستيقظاً لوقت أطول مساءٍ، ويظل نائماً لساعة متأخرة صباحاً. وهذا يعني أن ساعتي التعرض لضوء ساطعٍ يمكن أن يكون لهما تأثير معاكس تبعاً للوقت الذي يتم فيه ذلك. 3- الخروج إلى الهواء الطلق نهاراً: يجب على الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الضوء خلال النهار، أن يتخذوا الخطوات المناسبة لزيادة تعرضهم للضوء الطبيعي. يمكن مثلاً تناول وجبة الغداء في الحديقة، أو الخروج في نزهة قصيرة على الأقدام يومياً. ومن شأن هذا التعرض القصير لأشعة الشمس أن يزيد من درجة تيقظنا ويعزز من إفراز الفيتامين d. 4- النوم لفترة أطول: صحيح أنه من غير الممكن في عالمنا اليوم العودة إلى النوم لمدة 12 ساعة كما كان يفعل أجدادنا القدامى، إلا أن جميع العلماء يؤكدون ضرورة النوم لمدة 8 ساعات كل ليلة. 5- عدم إضاءة الأنوار ليلاً: ينصح فليتشر باستخدام ضوء خافت جداً ليلاً، إذا اضطررنا إلى الاستيقاظ ليلاً، وذلك لأن إضاءة ضوء ساطع ولو لفترة قصيرة يمكن أن يوقف إفراز الميلاتونين الذي قد لا يعود إلى مستواه الطبيعي، إلا بعد مرور ثلث ساعة على إطفاء الأنوار من جديد صحيح أن ذلك قد لا يؤدّي إلى إعادة برمجة ساعة الجسم البيولوجية، لكنه قد يعرقل العودة السريعة إلى النوم. والعين حساسة للضوء، حتى عندما نكون نائمين، فخلايا الشبكية تمتص فوتونات الضوء عبر الأجفان المغلقة. فإذا كان هناك مصباح مضاء في مكان ما حولنا، فإن أجسامنا تعرف ذلك، حتى عندما نكون نائمين. وللتخفيف من تعرضنا للضوء أثناء النوم، علينا إزالة كل الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم، وتزويد النوافذ بستائر عازلة للضوء. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 3 | |
, , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وجود الحفيد كيف يؤثر على الإجداد ..؟؟ | بوغالب | ◄ المنتدى العــام ► | 4 | 13-Dec-2010 11:41 PM |
الملحدون وأبي حنيفه | عبدالكريم المهيمزي | ◄ منتدى القصص والثـقافة ► | 6 | 08-Jul-2010 04:24 PM |
ّّّ الجو بآرد وأبي قلبك يدفيني ..ّّ | المهيمزية | ◄ قسم الجوال ► | 6 | 07-Feb-2010 09:07 PM |