60 هدفا في عام واحد فقط،

عندما يفكر أحدنا في لاعب قد سجل 60 هدفا في عام واحد فقط، فقد يبدو الأمر أن الحديث يتم عن حقب أخرى في كرة القدم. ولكن مع ميسي فذلك أمر ممكن، ولذلك فهو الأفضل في العالم. وقد سبق له أن برهن بأنه الرقم "1" في المراوغة بسرعة، ولكنه أيضا مع مضي كل موسم تزداد قدرة ليو التهديفية شيئا فشيئا، وعليه قد يصبح ميسي رأس الحربة الصريح في المنتخب الأرجنتيني، لست أستبعد ذلك. والآن ضد البرتغال من الوارد جدا أن يلعب هو في ذلك المركز بسبب الطريقة التي يلعب بها البرتغاليون.

لا يفاجئني المستوى التهديفي لميسي. فهو من ناحية لاعب يمتلك العديد من المزايا ومن الناحية الأخرى فهو لاعب مبهر على الصعيد التقني، وهو الأمر المحوري لكي تتمكن من تسجيل الأهداف بجميع الوسائل كما سبق لميسي أن قام بذلك. ولكنني أعتقد من ناحية أخرى أن هذا الكم من الأهداف الـ60 التي سجلها هي نتاج لاحترافيته ونضجه وجديته. فهو على الرغم من كونه الأفضل في العالم، فهو لديه رغبة دائمة في التحسن والتفوق على ذاته، وها هي النتائج نراها بأم أعيننا.

لا يعني لي أن الأهداف التي سجلها ميسي مع المنتخب هذا العام كانت في المباريات التي دربت فيها المنتخب، فكان يجب أن يسجل ميسي عدة أهداف في المونديال، ولكن الحظ لم يحالفه. لقد قام بكل شيء بشكل طيب، فكل الكرات كانت تصطدم إما في القائم أو في حارس المرمى للفريق الخصم. هل لي دخل في الهدف الذي سجله ميسي أمام البرازيل كتلك التي يسجلها عادة في برشلونة ؟ لا، لا أبدا، فماذا سأقول له أنا ؟ تلك أشياء يخترعها هو على أرضية الميدان. مهمتي هي محاولة إحاطة ميسي بلاعبين كما هو الحال في البارسا. فباستوري يمكن أن يكون لاعبا يمكن ربطه بميسي. فإن كان الحديث عن تشافي وإنييستا في برشلونة، فنحن نعلم أن لاعب من أمثال غاغو وبانيغا والذين نعرفهما منذ أن كانا يافعين بإمكانهما أن يأخذان دور صناعة اللعب كما كانا يفعلان، فهما قادران أن يقوما بهذا الدور. الحقيقة أيضا أنني كمدرب للمنتخب ليس لدي خيارات عديدة على مستوى صانعي الألعاب. وهذا له علاقة بما أقوله دوما، أي بطريقة العمل التي يتم اتباعها على صعيد اللاعبين الشباب. فإن قمت بإعطاء لاعب ما في سن الـ12 أوزانا ولم تعطه الكرة، فسيكون من الصعب أن تجد لاعبا مثلا تشافي أو إنييستا، فهما كما هو حال ميسي يعيشون مع كرة القدم طوال الوقت منذ نعومة أظفارهم.