04-Jan-2011, 11:10 PM | #1 |
عضو مميز
فوووق مــسـتواكـ
|
بيت الحكمة
بيت الحكمة:
هـو أول دار علـم أقيمـت فـي عهـد الحضـارة الإسـلامية، وقـد قام على إنشائها الحاكم العباسـي أبو جعفر المنصور في عاصمة الخلافة بغداد . وقد ظل بيت الحكمة يقوم بدوره طوال أيام هارون الرشيد 170-193هـ / 786-808م. ومن بعده المأمون، إلا أنه فقد ذلـك الدور أيام حكم المتوكل الذي أدان المعتزلة، وكذلك بعد انتقال العاصمة إلى سامراء عام 221هـ / 836م. نبذة تاريخية: كـان الحـاكم المنصور مولعا بعلوم الحكمة لا سيما الطب والفلك والهندسة، وهو أول من راسـل ملـك الـروم فـي طلبها فبعث إليه بكتاب أوقليدس وبعض كتب الطبيعيات، وكان المنصور شديد الحرص على هذه الكتب ووصى بها لابنه المهدي وكان المهدي قليل العناية بالكتب خاصة بعد انتشار حركة الزنادقة ببغداد التي شغلته فضعفت حركة الترجمة في عهـده، وتجـنب العلماء ترجمة كتب الحكمة والنجوم والكتب التي تبحث في الملل والنحل والأهواء والمعتقدات. ولكـن عندمـا جـاء الحـاكم هـارون الرشـيد (170-193هـ/786-808م) والذي يعد المؤسـس الحـقيقي لبيـت الحكمـة كـان كثـير الاهتمام بعلوم الحكمة وترجمة كتبها من اللغـات المختلفـة فاتسـعت دار الترجمة وزاد عدد الموظفين المشتغلين بها وتألق في عصره نجـم عـدد من العلماء فأراد مكانا لتحفظ فيه الكتب التي جمعها فأنشأ بيت الحكمة الذي تطور فيما بعد وأصبح أشهر أكاديمية علمية عرفت في التاريخ. أقسام بيت الحكمة: نشـأ بيـت الحكمة أولا كمكتبة ثم أصبح مركزا للترجمة، ثم مركزا للبحث والتأليف، ثم مـا لبـث أن أصبح دارا للعلم يتم إعطاء الدروس فيها ومنح الإجازات العلمية، ثم ألحق بها بعد ذلك مرصدا فلكيا. وبالتالي فإن هذه الدار كانت تنقسم إلى عدة أقسام هي: المكتبة : كـان قسـم المكتبـة هـو المنـوط بـه اقتناء الكتب من كل حدب وصوب وتنظيمها على الرفـوف ومناولتهـا لمن يطلبها، ويلحق بذلك قسم النسخ والتجليد الذي كان يناط به بطبيعة الحـال استنسـاخ الكتب وتجليدها وترميم ما يفسد مما هو موجود، وكانت الكتب الموجودة فـي المكتبـة فـي قمة ازدهارها حوالي مليوني مجلد. وقد كانت طرق تزويد بيت الحكمة بـالكتب كثـيرة منهـا الشـراء حـيث كـان المأمون يرسل بعثات إلى القسطنطينية لإحضار الكـتب، وكـان فـي بعـض الأحـوال يسـافر هو بنفسه ويشتري الكتب ويرسلها إلى بيت الحكمـة، ومـن طرق التزويد أيضا الاستهداء حيث كان الخلفاء يبعثون بوفود إسلامية إلى الدول الأجنبية فكانت تستهديهم من الكتب الموجودة لديهم، ومنها الغنم والمصادرة، وكذلك التـأليف والترجمـة ، وهكـذا تجمعت لهذه المكتبة طرق مختلفة ومتعددة لتصل بكتبها إلى هذا الحد الذي لم تبلغه مكتبة قبلها عددا ونوعا. مركز النقل أو الترجمة : كان قسم النقل منوطا به ترجمة الكتب من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية وربما أحيانا مـن العربيـة إلى لغات أخرى، وكان يعين في هذا القسم نقلة يختلفون من الناحية العملية والإداريـة عن الخزنة الذين يعينون في قسم المكتبة، ومن هؤلاء يوحنا بن ماسويه وجبريل بـن بختيشـوع وحـنين بـن إسـحاق الذي أرسل في رحلة إلى بلاد الروم ليتمكن من اللغة اليونانيـة، وكـانت الكتب الأجنبية تجلب إلى المكتبة وتترجم فيها، كما كان بعض النقلة يترجم خارج المكتبة ويمد المكتبة بترجماته، وكان الحاكم يقدم مكافآت سخية للمترجمين إلى حد وزن الترجمة بقيمتها ذهبا. مركز البحث والتأليف: أهـم هـذه الطرق التأليف الداخلي والخارجي حيث كان المؤلفون يؤلفون كتبا خصيصا لهذه المكتبـة، وكـان هـؤلاء المؤلفـون يقومون بذلك داخل قسم التأليف والبحث في المكتبة أو يقومـون بـذلك خـارج المكتبـة ثـم يقدمون نتاج تأليفهم إليها، وكان المؤلف يثاب على ذلك بمكافأة سخية من قبل الحاكم. المرصد الفلكي : أنشـأ المـأمون هذا المرصد في حي الشماسية بالقرب من بغداد ليكون تابعا لبيت الحكمة. وكان يعمل فيه الفلكيون الذين يستعين بهم الحاكم في استطلاع الظروف المواتية للحرب، وعلمـاء الحـيل الـذين يعـدون آلات هندسـية وما إلى ذلك، وكان بيت الحكمة يتردد عليه أفـاضل العلماء أمثال محمد بن موسى الخوارزمي أحد فلكي المأمون، ويحيى بن أبي منصور المـولى الراصـد المشـهور، وأبنـاء موسى بن شاكر الثلاثة الذين كانوا يتدربون على أعمال التنجيم تحت إشراف يحيى بن منصور، ومن خلال هذا الفريق طلب المأمون التأكد من محيط الأرض بعـد أن بلغه أن اليونان قد قدروا محيطه، وقد خرجت بعثة لصحراء سنجار لأداء هذه المهمة. المدرسة: قـرب الخلفـاء الذين جاءوا من بعد الرشيد العلماء الذين اشتهروا في عصرهم وأقاموا على تعليـم أبنائهم وتأديبهم فأجزلوا لهم العطاء ومن أمثال هؤلاء: الكسائي علي بن حمزة، وأبو زكريا يحيى بن زياد الذي حظي عند المأمون وعهد إليه بتعليم ابنيه النحو وله مؤلفات في النحـو واللغـة وابـن السـكيت وأبـو يوسـف يعقـوب بـن إسـحاق وكان يؤدب ولد جعفر المتـوكل. وارتفعـت ثقافة بعض العلماء وتنوعت، فسجلت أسماؤهم مع الفقهاء ومع العلماء وكـان البعـض يـأخذ أرزاقـا فـي هـذه الطـوائف كلهـا، كالزجاج الذي كان له رزق في الفقهاء، وفي العلماء، ومبلغ ذلك (200) دينار كل شهر. وقد أجرى الحاكم المقتدر على ابن دريد خمسين دينارا في كل شهر حينما قدم بغداد فقيرا. وعندمـا أنشـئت المدارس وعين المدرسون بها أصبح لهم مرتبات شهرية منتظمة من الخزانة العامة أو من إيراد الأوقاف التي كانت عادة تعين لينفق من ريعها على هذه المنشآت، وقد كـانت هـذه المرتبـات تخـتلف بـاختلاف مكانـة المـدرس وريع الوقف، ولكنها كانت على العموم أميل إلى الجود والسخاء. وكان يعقد مجلسا للنظر ويجري فيه من كل نوع من العلوم القديمة بأحسن عبارة، وكان يجتمع إليه تلاميذ كثيرون يأخذون عنه ويدرس عليه بعضهم ما يرغب فيه من العلوم. وكـان التلاميـذ يتلقـون العلـم بالمجـان كمـا كـانوا يحـصلون على الطعام والعناية الطبية ويتنـاول كـل منهـم دينـارا من الذهب كل لمصروفاته الأخرى، وقد حظي بيت الحكمة في عهدي الرشيد والمأمون بجعله دار إقامة للطلاب والأساتذة على حد سواء. أمـا عـن المنهـج المتبـع فـي الدراسـة فـي بيت الحكمة فكان يتم من خلال نظامين: نظام المحـاضرات، ونظـام الحـوار والمنـاظرة والمناقشة. وكان المدرس يحاضر في بعض العلوم العاليـة فـي قاعات كبيرة، يساعده المعيد فيجتمع بفئة من الطلاب ويشرح لهم ما استغلق مـن المحـاضرة ويناقشـهم فـي مادتهـا والأسـتاذ أو الشيخ هو المرجع الأخير في موضوعه، وكان الطلاب ينتقلون من حلقة إلى أخرى يعالجون في كل منها فرعا من فروع العلم. وكـان التـدريس يشـمل مـن العلـوم الفلسـفة والفلـك والطب والرياضيات واللغات المختلفة كاليونانيـة والفارسـية والهنديـة إلـى جانب اللغة العربية. وعندما ينهي خريج بيت الحكمة دراسـة علـم مـن العلوم يمنحه أستاذه إجازة تشهد بأنه قد أتقن ذلك العلم، فإذا كان من الممتـازين نصـت الشـهادة عـلى أنـه قد أجيز له تدريسه، فكان حق منح الشهادة للأستاذ. وكان طريقة المنح أن يكتب الأستاذ للخريج إجازة يذكر فيها اسم الطالب وشيخه ومذهبه الفقهي وتاريخ الإجازة. إدارة بيت الحكمة : تعـاقب عـلى إدارة بيـت الحكمـة فـي بغـداد عدد من المديرين العلماء، وكان يطلق على المدير لقب "صاحب" فكان مدير بيت الحكمة يسمى صاحب بيت الحكمة، وأول مدير لبيت الحكمـة هـو سـهل بن هارون الفارسي من أئمة المتكلمين، وقد ولاه هارون الرشيد القيام بخزانـة كتب الحكمة، وكان ينقل من الفارسي إلى العربي ما يجده من الحكمة الفارسية، وحـين تـولى المـأمون الخلافـة عينـه مديـرا لبيـت الحكمة، وكان يعاونه في هذا المنصب شـخص آخـر هو سعيد بن هارون الملقب بابن هريم، وكان ممن تولى إدارة بيت الحكمة أيضا أحمد بن محمد، والحسن بن مرار الضبي |
لولا الظنون الطيبه مات الاحساس
.... ولولا .. التسامح ,, بالحياة .. انقرضنا ولولا الامل تهنا على سكة الياس .... ولولا .. مخاسير ,, الزمن .. ماتعضنا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 8 | |
, , , , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما الحكمة من تغيير المكان لأداء السنة؟ | بلسم الروح | ◄ المنتدى الإسلامي ► | 20 | 07-Sep-2012 04:08 PM |
خذوا الحكمة من أفواه المجرّبين .. ؟؟ | بوغالب | ◄ منتدى الصحة والغذاء ► | 4 | 17-Dec-2010 10:07 PM |
شاهدوا ارادة هذا الرجل الصيني وتعلموا الحكمة منه! | الامير الوحيد | ◄ المنتدى العــام ► | 2 | 23-Jun-2010 02:38 PM |
الحكمة من الأمر النبوي الشريف بأن يقول العاطس (الحمد لله), | علي الفريج | ◄ منتدى الصحة والغذاء ► | 5 | 01-Jun-2010 02:41 PM |