هل يستطيع الطفل إتقان لغتين!!

هل يستطيع الطفل اتقان لغتين ؟؟؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلينأما بعد ...
يعاني البعض من تكلم أبنائهم اللغة العربية بطريقة ركيكة مكسرة،

وأنأبناؤهم يتكلمون أحياناً فيما بينهم باللغة الإنجليزية،

أحببت طرح بعض النقاط التيأسأل الله أن ينفع بها،

علماً بأنها وجهة نظر، فأبدأ مستعيناً بالله :

أولاً: هل يستطيع الطفل إتقان لغتين؟
أثبتت الدراسات أن الطفل يستطيع إتقان أكثر من لغةبيسر وسهولة،

يقول مجاهد ديرانية: إن الطفل يستطيع اكتساب أكثر من لغة

خلال السنواتالست الأولى من عمره بسهولة شديدة.
ولكي يتقن الطفل لغتين لا بد أن يكون هناكبناء لكل اللغتين،

فالبعض يعتقد أن دراسة الطفل في المدرسة والتواصل باللغةالإنجليزية هو الأفضل،

لأن اللغة العربية سيكتسبها الطفل بعد العودة إلى الوطن،

وهذا غير صحيح لأن بناء اللغة الأم هو الأساس،

تقول د. ماجدة مدكور (دكتوراة تعليماللغات الاجنبية):

"إن إتقان اللغة الأم هو القاعدة الأساسية لتعلم أية لغة أجنبيةثانية"،

بل من خلال المشاهدة والسماع أن أغلب من يعود إلى أرض الوطن

بعد سنواتالدراسة يجد مشقة في تأقلم أبنائهم في المدارس السعودية،

فالبعض يعزو ذلك للمنهج وآخر للمباني، وثالث للمعلمين، ورابع للنظام التعليمي،

ومع إيماني بأن هناك خللفيما سبق ولكن هناك سبب مهم يغفل البعض عنه

وهو أن أبناء المغتربين ذوو لغة عربيةركيكة تعيق تواصلهم بل قد يتعرضون للسخرية بسببها.
ويعزو مجاهد ديرانية عبقريةالأطفال الصغار وإبداعهم إلى افتقارهم للتجربة المسبقة،

التي تدفعهم للتجريبوالابتكار والإبداع،

بعكس الكبار فهم ضحايا لتجاربهم وخبراتهم العقليةالسابقة.

ثانياً: هل اللغة الأم تتأثر باللغة الثانية؟
ينخدع البعض بسرعةقابلية الأطفال للتعلم فيهمل اللغة الأم

ويظن أن الطفل لن يتأثر بذلك،

ذكرت أ.د. ريما سعد الجرف (دكتوراه في اللغات والترجمة) في بحثها:

هل نعلم اللغة الإنجليزيةللأطفال قبل سن السادسة؟

عدة نقاط مهمة لا بد من قراءتها بتمعن، وهي:
- أن منالاعتقادات الشائعة الخاطئة تعلم اللغة الإنجليزية في الصغر لا يؤثر سلبا على تعلماللغة العربية،

بل حذرت الباحثة من ميل الطفل إلى استخدام اللغة الأجنبية بدلا مناللغة الأم

ونسيان اللغة الأم بالتدريج.
- أظهرت نتائج العديد من الدراسات أهميةإتقان الأطفال للغة الأم قبل تعلمهم للغة الأجنبية :

إن قيام المدارسالدولية بوضع الأطفال الصغار في برامج الطفولة المبكرة

دون دعم من اللغة الأم لهآثار سلبية على الأطفال.

إن تعلم الأطفال للغتهم الأم من شأنه أنيساعدهم في بناء الأساس الأكاديمي

الذي سيساهم في نجاحهم الدراسي والمهني فيالمستقبل.

إن القدرة على القراءة باللغة الأم تشكل القاعدة الهامة

التييبني عليها الطفل مهاراته القرائية باللغة الثانية.

- هناك عدد من الدراسات التيأثبتت نتائجها أن الأطفال الذين يواجهون صعوبات

في اللغة الأم أو في القراءة باللغةالأم يعانون من صعوبات في تعلم اللغة الثانية.

- لفت نظر الباحثة عدم تفكير ولامبالاة الأمهات والمثقفين

ممن يدعون إلى تعليم اللغة الإنجليزية في سن مبكر بمستقبل اللغة العربية،

والخطر الذي تواجهه من غزو اللغة الإنجليزية وتغلغلها في جميع مناحي الحياة.

- وإذا كان لا بد من تعليم اللغة الإنجليزية ينبغي أن لا يكون ذلك على حساب اللغة العربية.

وينبغي أن تكون لغة المحادثة في المنزل العربية فقط،

مع ضرورة تحفيظ الطفل سور من القرآن الكريم منذ الصغر حتى يستقيم لسانه.

فاستخدام اللغة الأم لا يتحقق بالولادة أو بالوراثة بل بالتعلم والممارسة.

إضافة إلى أن اللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات

في وجود شكلين مختلفين هما اللغة المحكية وهي العامية،

واللغة المكتوبة المقروءة وهي الفصحى. وهذه تختلف عن العامية،

لذا ينبغي تعليمها وتعلمها، لأن تعلمها لا يتم آليا.

اتمنى الفائدة للجميع
الاستاذ/ عبدالعزيز عبدالله البخيت

مبتعث من أمريكا
منقوووووول