◄ منتدى الخواطر والنثر ► يختص بالنصوص الفصحى-حر -خواطر - نثر |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-Dec-2012, 12:34 PM | #1 |
مشرف المنتدى الأعلامي |
رمى اللهُ هاتيكَ العيونَ بما رمتْ
طربتْ ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ= وَعَاوَدَنِي مَا كَانَ مِنْ شِرَّتِي قَبْلُ فَرُحْتُ، كَأَنِّي خَامَرَتْنِي سَبِيئَة ٌ= منَ الراحِ ، منْ يعلقْ بها الدهرَ لا يسلو سَلِيلَة ُ كَرْمٍ، شَابَ فِي المَهْدِ رَأْسُهَا= وَ دبَّ لها نسلٌ ، وَ ما مسها بعلُ إِذَا وَلَجَتْ بَيْتَ الضَّمِيرِ، رَأَيْتَهَا= وراءَ بناتِ الصدرِ ، تسفلُ ، أو تعلو كَأَنَّ لَهَا ضِغْناً عَلَى الْعَقْلِ كَامِناً= فَإِنْ هِيَ حَلَّتْ مَنْزِلاً رَحَلَ الْعَقْلُ تعبرُ عنْ سرَّ الضميرِ بألسنٍ= منَ السكرِ مقرونٍ بصحتها النقلُ مُحَبَّبَة ٌ لِلنَّفْسِ، وَهْيَ بَلاَؤُها= كَمَا حُبِّبَتْ فِي فَتْكِهَا الأَعْيُنُ النُجْلُ يَكَادُ يَذُودُ اللَّيْثَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ= إِذَا ما تَحَسَّى كَأْسَهَا الْعَاجِزُ الْوَغْلُ تَرَى لِخَوَابِيهَا أَزِيزاً، كَأنَّهَا= خَلاَيَا تَغَنَّتْ فِي جَوَانِبِهَا النَّحْلُ سَوَاكِنُ آطَامٍ، زَفَتْهَا مَعَ الضُّحَى= يدا عاسلٍ يشتارُ ، أوْ خابطٍ يفلو دنا ، ثمَّ ألقى النارَ بينَ بيوتها= فطارتْ شعاعاً ، لا يقرُّ لها رحلُ مروعة ٌ ، هيجتْ ، فضلتْ سبيلها= فَسَارَتْ عَلَى الدُّنْيَا، كَمَا انْتَشَرَ الرِّجْلُ فبتُّ أداري القلبَ بعضَ شجونهِ= وأَزْجُرُ نَفْسِي أَنْ يُلِمَّ بِهَا الْهَزْلُ وَ ما كنتُ أدري - وَ الشبابُ مطية =ٌ إلى الجهلِ - أنَّ العشقَ يعقبهُ الخبلُ رمى اللهُ هاتيكَ العيونَ بما رمتْ= وَ حاسبها حسبانَ منْ حكمهُ العدلُ فَقَدْ تَرَكْتَنِي سَاهِي الْعَقَلِ، سَادِراً= إلى الغيَّ ، لاَ عقدٌ لديَّ ، وَ لاَ حلٌّ أَسِيرُ، وَمَا أَدْرِي إِلى أَيْنَ يَنْتَهِي= بِيَ السَّيْرُ، لكِنِّي تَلَقَّفُنِي السُّبْلُ فَلاَ تَسْأَلَنِّي عَنْ هَوَايَ؛ فَإِنَّنِي= وَرَبِّكَ أَدْرِي كَيْفَ زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ؟ فَمَا هِيَ إِلاَّ أَنْ نَظَرْتُ فُجَاءَة ً= بحلوانَ حيثُ انهارَ ، وَ انعقدَ الرملُ إِلَى نِسْوَة ٍ مِثْلِ الْجُمَانِ، تَنَاسَقَتْ= فرائدهُ حسناً ، وَ ألفهُ الشملُ منَ الماطلاتِ المرءَ ما قدْ وعدنهُ= كذاباً ؛ فلا عهدٌ لهنَّ ، وَ لاَ إلٌّ تكنفنَ تمثالاً منَ الحسنِ رائعاً= يُجَنُّ جُنُوناً عِنْدَ رُؤْيَتِهِ الْعَقْلُ فكانَ الذي لولاهُ ما درتُ هائماً= أَرُودُ الْفَيَافِي، لاَ صَدِيقٌ، وَلاَ خِلُّ فويلمها منْ نظرة ٍ مضرجية ٍ= رُمِيتُ بِهَا مِنْ حَيْثُ وَاجَهَنِي الأَثْلُ رُمِيتُ بِهَا وَالْقَلْبُ خِلْوٌ مِنَ الْهَوَى= فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَقَلَّ بِهِ شُغْلُ لقدْ علقتْ ما ليسَ للنفس دونها= غَنَاءٌ، وَلاَ مِنْهَا لِذِي صَبْوَة ٍ وَصْلُ فَتَاة ٌ يَحَارُ الطَّرْفُ في قَسَمَاتِهَا= لها منظرٌ منْ رائدِ العينِ لا يخلو لَطِيفَة ُ مَجْرَى الرُّوحِ، لَوْ أَنَّهَا مَشَتْ= عَلَى سَارِبَاتِ الذَّرِّ مَا آدَهُ الْحِمْلُ لها نظرة ٌ سكرى ، إذا أرسلتْ بها= إلى كبدٍ ؛ فالويلُ منْ ذاكَ وَ الثكلُ تُريقُ دِمَاءً حَرَّمَ اللهُ سَفْكَهَا= وَتَخْرُجُ مِنْهَا، لاَ قِصَاصٌ، ولا عَقْلُ لنا كلَّ يومٍ في هواها مصارعٌ= يهيجُ الردى فيها ، وَ يلتهبُ القتلُ مصارعُ شوقٍ ، ليس يجري بها دمٌ= وَ مرمى نفوسٍ لا يطيرُ بهِ نبلُ هنيئاً لها نفسي ، على أنَّ دونها= فوارسَ ، لا خرسُ الصفاحِ ، وَ لاَ عزلُ مِنَ الْقَوْمِ ضَرَّابِي الْعَرَاقِيبِ وَالطُّلَى= إِذَا اسْتَنَّتِ الْغَارَاتُ، أَوْ فَغَرَ الْمَحْلُ إِذَا نَامَتِ الأَضْغَانُ عَنْ وَتَرَاتِهَا= فَقَوْمِيَ قَوْمٌ لاَ يَنَامُ لَهُمْ ذَحْلُ رجالٌ أولو بأسٍ شديدٍ ونجدة ٍ= فَقَوْلُهُمُ قَوْلٌ، وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا إِلَى الأُفْقِ شَمْسَهُ= وَ سالَ بدفاعِ القنا الحزنُ والسهلُ مساعيرُ حربٍ ، لا يخافونَ ذلة= ً ألا إنَّ تهيابَ الحروبِ هوَ الذلُّ إذا أطرقوا أبصرتَ ، بالقومِ خيفة َ= لإطراقهمْ ، أوْ بينوا ركدَ الحفلُ وَ إنْ زلتِ الأقدامُ في دركِ غاية ٍ= تَحَارُ بِهَا الأَلْبَابُ كَانَ لَهَا الْخَصْلُ أولئكَ قومي ، أيَّ قومٍ وعدة ٍ= فلا ربعهمْ محلٌ ، وَ لاَ ماؤهمْ ضحلُ يَفِيضُونَ بِالْمَعْرُوفِ فَيْضاً، فَلَيْسَ فِي= عطائهمُ وعدٌ ، وَ لاَ بعدهُ مطلُ فزرهمْ تجدْ معروفهمْ دانيَ الجنى= عَلَيْكَ، وَبابَ الْخَيْرِ لَيْسَ لَهُ قُفْلُ تَرَى كُلَّ مَشْبُوبِ الْحَمِيَّة ِ، لمْ يَسِرْ= إِلَى فِئَة ٍ إِلاَّ وَطَائِرُهُ يَعْلُو بَعِيدُ الْهَوَى ، لاَ يَغْلِبُ الظَّنُّ رَأْيَهُ= وَ لاَ يتهادى بينَ تسراعهِ المهلُ تصيحُ القنا مما يدقُّ صدورها= طِعَاناً، وَيَشْكُو فِعْلَ سَاعِدِهِ النَّصْلُ إِذَا صَالَ رَوَّى السَّيْفُ حَرَّ غَلِيلِهِ= وَإِنْ قَالَ أَورَى زَنْدَهُ الْمَنْطِقُ الْفَصْلُ لهُ بينَ مجرى القولِ آياتُ حكمة =ٍ يَدُورُ عَلَى آدَابِهَا الْجِدُّ وَالْهَزْلُ تلوحُ عليهِ منْ أبيهِ وجدهِ= مَخَايِلُ سَاوَى بَيْنَهَا الْفَرْعُ وَالأَصْلُ فَأَشْيَبُنَا فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ أَمْرَدٌ= وَ أمردنا في كلَّ معضلة ٍ كهلُ لَنَا الْفَصْلُ فِيمَا قَدْ مَضَى ، وَهْوَ قَائِمٌ= لَدَيْنَا، وَفِيمَا بَعْدَ ذَاكَ لَنَا الْفَضْلُ |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 8 | |
, , , , , , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|