يا سدحان..الراتب ما يكفي الحاجة..ولو زعلت؟

مليونا مواطن من أبناء ملك الإنسانية حاولوا أن يقدموا مطالبهم بصورة حضارية عبر هشتاق أصبح عالميا ، وهو الراتب _ما يكفي_الحاجة وهو ذو معنى بليغ ، فالهشتاق لم يكن بالضرورة يعني أن الراتب ضئيل لكنه أراد أن ينوه أن متطلبات الحاجة أعلى بكثير منه..وإزاء هذا لا مناص من أمرين:

1/ زيادة الراتب ليتناسب طرديا مع ارتفاع الأسعار .
2/ إلزام التجار بخفض الأسعار ، ومراقبتها ، ثم محاسبة من يحيد عن هذا الأمر.

ولا أعتقد أن في ( استجداء) أحد الأمرين زعزعة للأمن ، أو خروج عن نظم وقوانين البلدان المعاصرة فضلا عن المتحضرة .. لذلك ، أجد أن نعت الأمر بالفتنة! هو مجرد اسطوانة فارغة ومحاولة حقيرة للتقرب لولي الأمر -حفظه الله- والذي كثيراً مايلوم وزرائه وكبار المسؤولين ويقول لهم بعد كل ميزانية عامرة بأن لا عذر لكم عند التقصير.

ثم إن من يرى الأمر فتنة، ليته يخرج على الملأ بإبراء ذمة، وإعلان الرقم الذي يقف عنده راتبه وبعض مخصصاته، ليتيقن الجميع أن تهييجه منطلق من غيرة على الوطن لا مجرد خوف من هبوط مدخوله الشهري العالي، وليته يجرب ولو لشهر واحد أن يكون راتبه أقل من 6000 مثل 60٪ من الشعب ليعلم هل هذا الراتب يكفي الحاجة أم لا؟

قبل 30 عاماً كان من يستلم مثل هذا الراتب يستطيع بسهولة أن يشتري منزلاً ويصرف على أسرته ويدخر منه أيضاً!

وقبل 15 عاماً كان مستلم مثل هذا الراتب يستطيع أن يستأجر منزلاً ويصرف على أسرته ولكن بدون ادخار!.

الآن "وهنا بيت القصيد" مستلم مثل هذا الراتب يصعب عليه استئجار شقة غير حديثة ، والصرف على أسرته منه إلى حين نزول الراتب القادم ! أما الادخار فلا يعرف معناها اللغوي أصلاً ، ومن ينصح به يعد ممازح لا أكثر؟

ثم بودي أن أسأل من يخشى الفتنة ، ألا ينبغي عليه حث من بيده الأمر على تعجيل ما عُطل بعضه بفعل فاعل وبعضه الآخر بسبب البيروقراطية المملة؟؟

*لماذا لا ينصح بإيجاد حل لطوابير صندوق التنمية العقاري والذي لو دخل سباق مع سلحفاة لضمن المركز الثاني دون شك!

*لماذا لا ينصح بمتابعة وزارة التجارة والأمر عليها أن تراقب مؤشر الأسعار والذي(يخضر) عاماً بعد الآخر وتحاسب من يسبب هذا الاخضرار المتزايد وغير المبرر خاصة أسعار المواد الأساسية كالحليب والسكر والأرز و"وايت المياه!!" ويكون الأمر هذا بالتزامن مع توجيه وزارة الشؤون البلدية بوضع حد للسعر الخيالي لمتر الأرض السكنية.

*لماذا لا ينصح بسرعة النظر في النسبة المتزايدة للبطالة شباب وشابات

كل هذه مطالب مشروعة لحياة شريفة وكريمة لأي مواطن، ليس لأحد منة في تحقيقها، أو المزايدة على مواطنين لايقلون عن غيرهم وطنية ، وليس على المتزلفين استغلالها في تحقيق ربح متصاعد أو تهييج الدولة على إخوانٍ لهم لمجرد تعبيرهم عن مطالبهم بطريقة حضارية متقدمة ليس فيها اعتداء ولا تجمعات محظورة.

وقفة:
الذي لا يساعد أحداً عند الحاجة لن يساعد أبداً والذي لا يقدم نصيحة عند الحاجة لن يقدم أبداً (جوته)