مربي ماشية يحمل أكياسا من الخبز اليابس لإطعام المواشي

تدرس وزارتا التجارة والزراعة إيجاد آلية خاصة تمنح الجمعيات التعاونية الزراعية فرصة استيراد الشعير من الخارج، وبيعه بأسعار تنافسية في السوق المحلية، تأتي هذه التحركات بصورة متسارعة مع ارتفاع الأسعار ووصولها لمناطق قياسية بلغت 55 ريالا للكيس الواحد.
وكانت أسعار الشعير قد زادت بنسبة 83% عالميا بسبب نقص المساحات المزروعة والتطورات المناخية العالمية، ليرتفع طن الشعير من 180 دولارا بنهاية العام الماضي إلى 330 دولارا بنهاية الشهر الماضي.
وأكد رئيس مجلس الجمعيات التعاونية في المملكة الدكتور ناصر التويم في تصريحات خاصة إلى "الوطن" أنه مع الصعود القياسي لأسعار الشعير ( 55 ريالا للكيس ) تدرس كل من وزارتي "التجارة والصناعة"، و "الزراعة" إيجاد آلية تسمح للجمعيات التعاونية باستيراد الشعير من السوق الخارجي وبيعه في السوق السعودية بأسعار تنافسية، مؤكدا أنه سيتم التوصل لهذه الآلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال إن ارتفاع أسعار الشعير المستورد قاد إلى ارتفاعات سعرية أخرى للأعلاف الخضراء، وللبطاطس، والدقيق، مشيرا إلى اعتماد مربي الماشية عليها كبدائل للشعير، محذرا من الارتفاعات القياسية للأسعار محليا باعتبارها خطرا يهدد الثروة الحيوانية و إمكانية توفر اللحوم للمستهلكين بأسعار عادلة، وأكد أن الوضع الحالي صعب، مما يتطلب إيجاد حلول عاجلة.
ووعد التويم بسرعة استيراد الشعير من الخارج وبيعه بأسعار تنافسية، ستكون أقل من مستوياتها لدى التجار المحليين، إلا أنه اشترط وجود الآلية المناسبة لذلك.
وقال:"وجدنا تأييدا كبيرا من قبل الجهات الحكومية ذات العلاقة، إلا أننا نحتاج للتسهيلات في الوقت ذاته، إضافة إلى ضرورة وجود إعفاءات جمركية، لأننا سنقوم بدور مهم جدا ً في دعم مربي الماشية، والمستهلكين في الوقت ذاته".
من جهة أخرى أكد مدير مؤسسة "المرزوقي لبيع وتوزيع الأعلاف" سعد المرزوقي في تصريحه إلى "الوطن" أن سوق "الشعير" في المملكة بحاجة ماسة إلى إيجاد حلول جذرية وعاجلة للحد من الارتفاعات السعرية المتتالية، وقال "أتمنى ألا تكون الحلول المطروحة وقتية، تزول مع الأيام كما حدث في فترات سابقة، مشيرا إلى أهمية إيجاد الحلول الجذرية لإبعاد سوق الشعير في المملكة عن تطورات الأسواق الخارجية، التي تقود دائما إلى ضعف المعروض وارتفاع الأسعار". وذكر أن حصول الشركة على التراخيص اللازمة من وزارة التجارة قبل عامين سيسهم في رفع سقف الإنتاج من صناعة الأعلاف المركبة إلى أربعة ملايين طنّ في العام بحلول عام 2014".
إلى ذلك كانت قد أظهرت بيانات أعدتها وزارة التجارة أن استهلاك المملكة من الشعير سيتراجع خلال العام الجاري إلى 7.5 ملايين طن، بانخفاض مقداره 0.2 مليون طن مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغ فيه الاستهلاك قرابة 7.7 ملايين طن، وهو ما يعني أن استهلاك الشعير مازال مرتفعا.