بوح انثى

بوح أنثى **

ها قد قالها :

( الباب اللي يجيك منها ريح , سدها واستريح )

قرأتها بجراحي وسمعتها بتوجعي , فاسدلت ستار الصمت
الموجع وظهري ينسدل على الجدار لأسقط متكورة حول
نفسي ,, وتسرب الهواء المنسلخ من
مقولته الى مساحات جسدي
الذي بدأ يرتجف كسعفة
في مهب ريح
عاصف !

وفرّت اللحظات بعيدة , بين صور الحب المحمولة على خافقي
وغبار ألأزمنة الموحشة ,, تدور في ذاكرتي المرتبكة
مداهمة كلماته القاسية وسط فضاء
ساكن أستيقظت فيه عيوني
الشائخة ,,

شعرت بثقل اللحظة ,, وافكار الألم تراوح في رأسي مثل اصوات
جحيم هائجة ,, تغوص في صدري كحمم لا تبرد ,,
كلمات غير مقصودة أبديتها بعفوية ,, وئدت
نبض الشوق وجفت ينابيع المودة
وراح الاحساس يلامس خيوط
الشمس الغاربة ويندس في
القلب الجامع قروح
السنين !!!

لحظات مستريبة ,, أجهز المكابر على قتيل حلمي النازف , حلم
يستصرخ الصبح الآتي بعباءته فرح الاشتعال لحد النشوة
قلب عالق ,, وعلق المكابر مستبد
من أين يطل الصباح ؟

وبيننا ساتر ريب وغيب!! مكابر أغر , وانا امرأة وطفلة غريرة
حزني عصي ّ ,, شوقي فتي ّ ,, طيف الخليل ,, شموخ النخيل
جفاء على القلب نارا ,, اتاني نزيل ,, وليل صهيل
وحزن ثقيل ,, أذن بالرحيل !!!!
لا شريك لقلبي ,, ولا وثاقا
ولا نجوى بليل

أفر اليه زلفة , واقترب بجسد انفطرت غرفاته بين يديه ,أناجيه
كاتمة لغط هاجسي ,, وصيحة تشتهي رئتي ,,
لألقي زمام نزق جنوني بأحضانه ,,فأشهد
وحيدة هذا الجراح بين حي ّ وميت
وصفح يتاح !!!!

جب مكابر , ارتل فيه بشارة دلوي جدب , فأصبر صبرا جميلا
وتطوقني سبع عجاف , ارفرف بأجنحة الغربة هائمة
حول كريم مكابر ,, اركع بمحرابه !!
وردة ترتل على اوتار الصفح
نغم الغفران !!

وأتلو توسلي طويلا , أن يأتي بعد غياب ,, ليخرجني من الجب !!
فأسكنه دربي ,, واسترد شوقي ,, واقيم بحضرته ,, أحدثه
فصول الف ليلة وليلة ,, أقترب أكثر ,, أجس ّ
جسده بأنامل نصب هد ّني وزفرات
ليل كحلت جفني

أيها المكابر !!

بيتك الندى , واحتوائي جفاف المكان, اتضرع للغفران !! وعلى
جبينك راية الصفح والوجدان !! اتكابر وانا حنين من الغدران
تقاطعني وانا واصلتك ايام الجدب والحرمان ,, فردت
ذراعي ّ وحططت رأسك الغض
على صدر دافيء ريان

أعوّذك من الحسد وأرتل ايات الشفاء بليل مداه سهدي , وفجره
يقين الدعاء ,, هجرت الهجوع ,, وانتظار وتعب
لا ينتهي إلا بأحضانك ,, فمددت لي يدا
شائكة وأغرزتها بقلب غبطتي
لظاها نار تشتتي فيك

وقبل التفات الصباح , كان همس فأسك يجرف صفحات
جدار قلبي !!ويكبني على طرقات الغربة ,,
كلمات اقتفت اثر الجراح !!
ورشته بملح الفراق ,,
حائرة بتفاصيل القسوة
والنكران

انسيتني ؟؟
لممت طيوب انداء الود ونثرتها على عتمات ايامك
رشقتك برقة الورد أجوب أزقة جسدك المتألم
غربة حارسة حبك ,, أعد عتبات اللقاء !!
وخوفي لأفتقادك !!

خوف ينمو على مرابع جسدي دالية تتسلق جدار عمري !!
ها قد قلتها ايها المكابر ,, وبنيت اسوارا وقلاعا
واحظرت حج ّ قلبي الى حبك
هنيئا انتصارك
ولجراحي
صمت القلب