نعم من يضمن الرخيص يدوم !

من أشهر البرامج الوثائقية التي واكبت تطور المملكة وعصر الطفرة الإقتصادية خلال الثمانينات

الميلادية من القرن الماضي برنامج (( سعودي )) أحد أشهر البرامج عن تاريخ المملكة العربية

السعودية والذي عايش قصة كفاح وتوحيد وعايش قصة حضارة وبناء . سواء الفكرية أو الصناعية

أو الثقافية والرياضية والتعليمية . ولاشك أن تلك الحقبة الزمنية من أفضل الحقب في تاريخ المملكة

ولازلت أتذكر تلك الحلقة التي تحدثت عن الزراعة في المملكة العربية السعودية وماتقدمه الدولة

من دعم للمزارعين سواء الدعم المادي أو المعدات وسواها . وأتذكر حديث خادم الحرمين الشريفين

الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حينما تحدث عن الزراعة في السعودية .

وذكر أن الخبراء الأجانب قد ذكروا أن أرض المملكة غير صالحة للزراعة لأسباب متعددة وأن

الزراعة مكلفة ومن الأفضل أن يستوردوا ؛ لأن الإستيراد غير مكلف ورخيص وحينها قال الملك

رحمه الله ردا عليهم بقوله : (( ولكن من يضمن الرخيص يدوم ))

رحمك الله يا أبا فيصل نعم من يضمن الرخيص يدوم , من يضمن دوام الحال . حينما أرى واقعنا اليوم

وأرى الحديث في المجالس والصحف عن غلاء الأسعار . مواد غذائية , مساكن , أراضي وغيرها .


أتذكر كلماته رحمه الله والتي مفادها لابد من حل ومخرج والامر الذي لا تستطيع عليه ، عليك بالبديل .


ولعل خلال السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي كانت هناك خطة من قبل الدولة لتوطين

البادية في المدن واليوم نرى العكس لإختلاف الظروف وإختلاف الوقت . الواقع يقول أن الغلاء سوف يتزايد

فأوربا تسرح موظفيها وتقلل نفقات الدول فيها وتطلب الدعم من بعضها البعض والحال من بعضه في أغلب

دول العالم . المسألة هنا أن لا نفكر بإنخفاض قيمة الشيء ولكن التفكير في البديل . فلست مجبر

على الغالي مادام هناك بديل ومن الممكن أن يحتوي مستقبلا على كافة الخدمات الأساسية التي

تحتاجها كمواطن . وأرمي هنا في حديثي للقرى والتوجه إليها والإستفادة من قلة التكاليف فيها

مقارنة مع المدن أو حتى المحافظات . ومانراه اليوم يشير لشبكة متصلة بين مدن وقرى ومحافظات

المملكة العربية السعودية سواء سكنيا أو من ناحية الطرق والمواصلات . فالمسألة ليست أن ننتظر

أن الغالي يرخص ولكن البحث عن بديل للغلاء . ونحن كشعب نردد دائما ان عصر الظفرة عصر وأنتهى

وربما يعود والله أعلم ولكن نتعايش مع الواقع .


كل عام وأنتم بخير .