لمسة طبيعية على خزانة الأدوية .. ؟؟

لمسة طبيعية على خزانة الأدوية .. ؟؟









مع إنتشار الوعي الصحي، يتكاثر عدد الأشخاص الذين يفرغون خزائن مطابخهم من المنتجات الغذائية المصنعة، ليملأوها بالأطعمة الكاملة الصحية. ويتساءل خبراء العلاجات: متى ستمد عملية التغيير هذه لتشمل خزانة الأدوية في منازلنا؟
هل نظرت إلى محتويات خزانة الأدوية في منزلك مؤخراً؟ هل لاحظت أنّ الكثير من محتوياتها لايزال نسخة منقحة عن تلك الأدوية التي كنت تستخدمها في طفولتك؟ يبدو أنّ هذه هي حال الكثيرين منّا، كما تقول الدكتورة مادلون هوب، الأخصائية الأميركية في طب الأعشاب ومديرة كلية بوسطن للدراسات الخاصة بالعلاج بالأعشاب. فمحتويات هذه الخزانة، هي عادة أدوية يمكن شراؤها من الصيدليات من دون وصفة طبية، وتكون مشابهة لتلك التي كانت أمهاتنا يداويننا بها.
وإذا كانت هذه حالتك فالأفضل أن تعيد النظر في هذه الأدوية. صحيح أنّ هناك حالات قد لا تزال تحتاج فيها إلى إستخدام مضادات الإلتهابات المعروفة، أو مراهم المضادات الحيوية، إلا أنّ بعض العلاجات الطبيعية قد تكون أسرع وأكثر فاعلية من بعض هذه الأدوية. والأفضل من ذلك، هو أنّه غالباً ما لا يكون لهذه العلاجات الطبيعية أي تأثيرات جانبية سلبية، أو القليل جدّاً منها.
ليس عليك، بالطبع، أن تستبدل كل محتويات خزائن أدويتك دفعة واحدة، وليس عليك أن تتبنى العلاجات الطبيعية كافة، فالعلاج الذي قد يفيد البعض، قد لا يفيد البعض الآخر. وإذا أردت أن تبدأ في إضفاء لمسة طبيعية صحية على خزانة أدويتك، يمكنك أن تبدأ بالعلاجات التالية:
1- مرهم الآذريون (Calendula cream):
هذا المرهم مفيد لعلاج لدغات الحشرات والتهيجات الجلدية.
يعود إستخدام هذا المرهم، المحضر من زهرة الآذريون أو القطيفة، إلى مئات السنين. وهو فاعل جدّاً في حالات الحكة، لسعات النحل والبعوض والحشرات الأخرى، وحروق الشمس الخفيفة والأكزيما وغيرها من الإضطرابات الجلدية. فهذه العشبة تحتوي على زيوت أساسية مضادة للجراثيم وللإلتهابات، ومخففة للتهيجات. يجب إختيار مرهم تتراوح نسبة الآذريون فيه بين 2 و5 في المئة، وتوضع كمية معتدلة منه في موضع الإصابة بمعدل 4 مرّات في اليوم.
2- زيت الخزامى وزيت شجرة الشاي (Lavender and Tea Tree oil):
زيتان مفيدان لعلاج الجروح، الحروق، فطريات القدمين، الإلتهابات البسيطة، ويمكن إستخدامهما كمعقمين طبيعيين.
يتميّز هذان الزيتان العطريان بقدرتهما الطبيعية على مكافحة الجراثيم. وعلى الرغم من أن شهرة زيت الخزامى تقوم أساساً على كونه زيتاً مهدئاً يبدد التوتر والقلق ويساعد على النوم، إلا أنّه يتمتع أيضاً بقدرة على التخفيف من حدة الألم الناتج عن الحروق الطفيفة التي تصيبنا في المطبخ، إضافة إلى حروق الشمس، كما أنّه يساعد في الوقاية من تشكل الندوب، ويخفف من آثار الحروق. ويعتبر زيت شجرة الشاي أيضاً معقماً قوياً يقضي على الجراثيم بفاعلية كبيرة. ويمكن إستخدام قطرة أو قطرتين منه على الجروح لتفادي إلتهابها. وقدرة هذا الزيت على مكافحة الفطريات تجعله علاجاً فاعلاً في حالات الإصابة بفطريات أصابع القدمين واسعة الإنتشار. وكانت إحدى التجارب قد أظهرت أن فاعلية زيت شجرة الشاي العطري، في التخفيف من الحكة والحرقة المرافقتين للإصابة بفطريات القدمين، تفوق بمرتين فاعلية علاج مشابه وهمي. ويتوجب إستخدام الزيتين المعقمين بكميات صغيرة، فالإكثار منهما قد يسبب جفاف الجلد.
يمكن إضافة بضع قطرات من زيت الخزامى وزيت شجرة الشاي إلى زجاجة من الماء، ويستخدم المزيج لتنظيف وتعقيم الأسطح المختلفة في المطبخ، وقبضات الأبواب والحنفيات وغيرها في أنحاء المنزل.
3- أقراص ومرهم زهرة العطاس (Arnica):
علاج طبيعي للكدمات الزرقاء، الرضوض، الصدمات، آلام العضلات والتوائها.
يتمتع هذا المرهم، المحضر من خلاصة زهرة العطاس المنتشرة في الجبال الأوروبية، بقدرته على تخفيف حدة الألم. وتقول الرواية إنّ الناس اكتشفوا قدرات هذه الزهرة في العصور الماضية، عندما لاحظوا أنّ الماعز تنكب على قضمها بعد تعرضها للسقوط وللإصابات المؤلمة على سفوح الجبال. وجاءت الدراسات العلمية لتؤكد خصائص زهرة العطاس في ما يتعلق بالتخفيف من الألم. فقد تبين أنها تحتوي على عنصر يسمى هيلينالين، يكبح إستجابة الجسم الإلتهابية في مواجهة الإصابات. ولكن لا يجب إستخدام الأزهار أو العشبة مباشرة لأنّها قد تسبب التسمم، ويجب الإكتفاء بإستخدام المراهم أو الأقراص المحضرة من خلاصتها. وفي حالة الآلام العضلية في الجسم بأكمله يمكن تناول 5 أقراص من خلاصة زهرة العطاس في اليوم. أما في حالة الإصابات الخفيفة والموضعية، مثل الكدمة أو العضة المؤلمة، فيمكن إستخدام المرهم الموضعي مباشرة بعد الإصابة، أو في أسرع وقت ممكن بعدها، وتكرار إستخدامه بين 3 و5 مرّات في اليوم، حتى إختفاء الورم أو الكدمة.
4- الصبار (Aloe Vera):
يفيد في علاج الحروق المنزلية الخفيفة وحروق الشمس المعتدلة والخفيفة.
يساعد هلام الصبار على تبريد وإراحة طبقات الجلد الخارجية، ويخفف من السخونة والتهيجات الناتجة عن الحروق. فالسائل اللزج الذي يخرج من نبتة الصبار يحتوي على مضادات إلتهاب طبيعية تدعى ساليكليتس. ومع تراجم الألم والورم، تقوم عناصر أخرى في الصبار بحث الجسم على إنتاج مضادات أجسام تسرّع عملية الشفاء. وكانت تجارب مخبرية قد أظهرت الصبار يساعد على تسريع عملية تجدد الخلايا الجلدية بمعدل أربعة أضعاف. ويؤكد الأخصائي الأميركي جاكوب تيتلبوم، أنّ الصبار يبرهن على فاعلية كبيرة في علاج حروق الشمس، ويؤدي إلى نتائج ممتازة. وهو ينصح بوضع مرهم الصبار على موضع حروق الشمس أو الحروق المنزلية الطفيفة، بمعدل مرّة كل ساعتين، أو حتى يخف الألم ويتبدد. وعند إختيار المرهم يجب أن يحتل الصبار فيه المرتبة الأولى على لائحة المحتويات. وقد يسبب هذا المرهم جفاف الجلد، خاصة في حالة الحروق، لذا يستحسن إستخدام مرهم مرطب للجلد بعد نهاية العلاج.
وعوضاً عن مرهم الصبار، يمكننا بكل بساطة أن نشتري نبتة صبار ونحفظها في منزلنا. وعند الإصابة بحرق يمكن قطع جزء من ورقة كبيرة وقديمة من أسفل النبتة، وإستخدام السائل الذي يخرج منها مباشرة على الجلد الأحمر الملتهب. ويعمل هذا السائل بسرعة على تخفيف الألم. ويمكن تكرار العملية حسب الحاجة إذا استمر هذا الألم.
5- زيت الأوكالبتوس (Eucalyptus):
مفيد لعلاج إلتهابات الجهاز التنفسي.
يتم إستخراج هذا الزيت من أوراق شجرة الأوكالبتوس ورؤوس أغصانها، وهو يتمتع بخصائص مضادة للجراثيم والفطريات، إضافة إلى قدرته على مكافحة الإلتهابات والعدوى وتسريع عملية الشفاء. وزيت الأوكالبتوس يساعد أيضاً على التخلص من البلغم الذي يتراكم في الرئتين، ومجاري الجهاز التنفسي. ولهذا الغرض يمكن إضافة قطرتين أو ثلاث قطرات من زيت الأوكالبتوس إلى الماء المُغلى في وعاء وإستنشاق البخار المتصاعد منه. وبالنسبة إلى الأطفال المصابين بالرشح وإحتقان الأنف، يمكن وضع بضع قطرات من هذا الزيت في المبخرة الكهربائية وتشغيلها في غرفتهم أثناء الليل. وخلال النهار يمكن التخفيف من الإحتقان لديهم، عن طريق جعلهم يتنشقون من وقت إلى آخر، منديلاً نضع عليه بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس. وتجدر الإشارة إلى أنّ المنثول، وهو واحد من العناصر الأساسية في زيت الأوكالبتوس، يُستخدم في تحضير القسم الأكبر من المراهم المستخدمة لفرك الصدر والظهر أثناء الإصابة بالرشح والإنفلونزا. ومثله مثل بقية الزيوت العطرية ذات الفاعلية القوية، يتوجب إستخدام زيت الأوكالبتوس بكمية ضئيلة كي لا يتسبب في تهيج الجلد.
6- زيت ونقيع وأقراص النعناع البستاني (Peppermint):
علاج لتشنجات المعدة والنفخة (النقيع والأقراص)، الآلام، بما فيها آلام الرأس (الزيت العطري).
يمكن إستخدام زيت النعناع العطري موضعياً وبكمية ضئيلة للتخفيف من ألم العضلات وآلام الرأس. ويقول تيلتبوم إنّ هذا الزيت يعمل على إستثارة وحدات الإستقبال في أعصاب الجلد، ما يطغى على إشارات الألم ويلغيها، لأن هناك عدداً محدوداً فقط من الإشارات التي يمكن أن تعبر العصب في الوقت نفسه. ويمكن أيضاً الإستفادة من خصائص النعناع البستاني عن طريق تنشقه أو إحتساء نقيعه أو تناول قرص من خلاصته. وللتخفيف من إحتقان الأنف، تضاف بضع قطرات من زيت النعناع إلى المبخرة، فاستنشاق البخار المتصاعد يساعد على تسهيل عملية التنفس. وفي حالة الإصابة باضطرابات مَعدية بعد الوجبة، يمكن إحتساء فنجان من نقيع النعناع، فهو يسهل عملية الهضم، ويساعد على تحلل الأطعمة في الجهاز الهضمي. وتعتبر أقراص النعناع أكثر فاعلية عند الإصابة باضطرابات في الأمعاء. فالنعناع يساعد على إراحة العضلات وعلى التخفيف من التشنجات، التي يمكن أن تحصل في الأمعاء أثناء عملية الهضم. وفي دراسة أميركية أجريت في العام 2007، تبين أنّ المصابين بأمراض معوية الذين يتناولون قرصاً من خلاصة النعناع البستاني، قبل ساعة من تناول الوجبة، يلحضون تحسناً نسبته 75 في المئة في حدة العوارض التي تصيبهم عادة. وينصح الأخصائي الأميركي جيمي والاس، مدير مركز ياستير للعلاجات الطبيعية في سياتل، بتناول أقراص النعناع المغلفة بطبقة تمنع إحتكاك الزيت بفتحة المريء أثناء إبتلاعها، ذلك أنّ هذا الزيت قد يتسبب في توسع هذه الفتحة، ما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بالإرتدادات الحمضية. لذلك فإن تناول الأقراص المغلفة بطبقة من المادة العازلة، يقي المريء الضرر، ويسمح بإطلاق سراح الزيت من الأقراص في المكان الذي نحتاج إليه فيه، أي في القولون.
ولعلاج آلام الرأس الناتجة عن التوتر، نستخدم ما بين قطرتين و4 قطرات من زيت النعناع لتدليك جلد الجبين. ومن الضروري الإكتفاء بهذه الكمية، لأنّ الإكثار من الزيت يؤدي إلى تهيج الجلد. وللتخفيف من حدة السعال، تضاف 3 أو 4 قطرات من الزيت إلى وعاء من الماء الساخن، أو إلى المبخرة، ويتم إستنشاق البخار المتصاعد. وينصح الأخصائي الأميركي مارك بلومنثال بإستخدام مزيج خلاصة أوراق النعناع وزيت النعناع العطري، للتخفيف بسرعة من إضطرابات المعدة والغازات، وينصح بإحتساء كوب من الماء المضاف إليه بضع قطرات من هذا المزيج.
7- زيت الناردين (Valerian):
علاج ممتاز للأرق.
كان اليونانيون القدامى يستخدمون الناردين منذ قرون لمساعدتهم على النوم، وهو يُعتبر حتى يومنا هذا واحداً من أفضل العلاجات النباتية المعروفة لمكافحة الأرق. وكان العديد من الدراسات قد أظهر أن تناول الناردين يقصّر المدة التي نحتاج إليها قبل الخلود إلى النوم، وذلك من دون أي تأثيرات جانبية، كتلك التي يخلفها تناول الأقراص المنومة. ويحتوي زيت الناردين على عناصر مهدئة تساعد على النوم. كذلك أظهر بعض الدراسات أنّه يحث الدماغ على إفراز المزيد من الناقلات العصبية المهدئة التي تبدد الأرق.
وتختلف فاعلية الناردين بإختلاف نوع المنتج، لذلك يتوجب التقيد بالتعليمات المدونة على الزجاجة. أمّا الجرعة المعهودة فهي 300 ملغ من خلاصة الناردين (يشكل الزيت 0.5 في المئة منها). وعوضاً عن تناولها دفعة واحدة، يستحسن تناول 3 أقراص يحتوي كل منها على 100 ملغ، على إمتداد الفترة المسائية، فمن شأن ذلك أن يساعد الجسم على الإنتقال تدريجياً إلى حالة النوم. أمّا في حالة إستخدام خلاصة الناردين (سائل مركز مستخلص من العشبة)، فيمكن إضافة جرعة واحدة منه إلى كوب من الماء وإحتساؤها بعد العشاء، وإحتساء واحدة أخرى قبل النوم. وتجدر الإشارة إلى أنّ الناردين يسبب القلق والتململ لدى 10 في المئة من الناس، لذلك يجب تناول جزء من الجرعة فقط في المرّة الأولى، للتأكد من أنّه لن يؤدي إلى مثل هذه النتائج لدينا.