"القولون العصبي" يصيب النساء أكثر .. ؟؟

"القولون العصبي" يصيب النساء أكثر .. ؟؟





تشكل مجموعة الأمراض الباطنية، من ضغط وسكر وكوليسترول وقولون وسمنة.. منغصات للمصاب بأي منها، وتدفعه إلى ما يحمد عقباه إن أهملها أو غض الطرف عنها، لأنّها في النهاية صمام الأمان لمن لا يعانيها.
هذا ما يؤكده الدكتور سمير عيداروس إختصاصي الأمراض الباطنية والسكري الطبية الكبرى بدبي. وهو في هذا الموضوع يوضح لنا ماهية كل داء منها ودوائه، وكيفية تفاديه والتعامل معه، فضلاً عن العلاقة الوطيدة بين السكري والضعف الجنسي عند الرجال، ومخاطر الريجيم السريع وجرثومة المعدة.
* ما أهم الأمراض الباطنية المنتشرة حالياً؟
- الضغط، والسكري، وإرتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، وإضطرابات القولون، والإمساك المزمن، وعسر الهضم.. هذه هي أهم الأمراض الشائعة والتي تشكل إزعاجاً بالغاً للمريض بشكل مستمر.
- القولون العصبي:
* القولون العصبي وما يصاحبه من تقلصات يسبّب إحراجاً للمريض، ذكراً كان أم أنثى.. نود إلقاء نظرة شاملة عليه، من مسببات، وأعراض، وطرق علاج؟
- القولون العصبي عبارة عن اضطرابات، تتبعها بعض التغيّرات المصحوبة بانتفاخ وإسهال أو إمساك، وأحياناً غثيان وصداع وآلام في المفاصل، علاوة على آلام البطن، وتعد هذه الأمور أعراضاً للمرض. أمّا مسبباته، بالنسبة إلى الأطفال فاغلبها وراثي، أمّا الكبار فيرجع المرض إما إلى الحالة النفسية وما يصاحبها من توتر وقلق وضغوط حياتية مستمرة، أو لطبيعة الطعام التي قد تعمل على زيادته وتهيجه، ومنها كثرة الدهون والتوابل والحار. والقولون يصيب "حواء" بنسبة أكبر نظراً للمسؤولية الملقاة على عاتقها، علاوة على التغيرات الهورمونية التي تتعرض لها بين الحين والآخر.
أمّا علاج القولون فهو دوائي وغذائي، ولابدّ من إلتزام الاثنين مجتمعين، ويكون الغذائي بالإقلال من الزيوت والبقوليات والحار والتوابل قدر المستطاع، والإكثار من المسلوق والمشويات والخضراوات والفاكهة والزبادي كبديل للبن الذي يعمل على تهييج القولون وخروج الغازات.
ومن المعروف أنّ القولون قد يأتي مصحوباً بإمساك أو إسهال، مع خروج غازات، ومن ثمّ يعطى المريض أدوية ومليِّنات للتخلص من هذه الغازات أو أدوية مضادة للإكتئاب حسب درجة المرض، وفي كل الحالات يُنصح بممارسة الرياضة والمشي لمدة نصف ساعة يومياً على الأقل.
- الإمساك المزمن:
* و"الإمساك المزمن".. ما مفهومه، ومسبباته؟
- يعرَف "الإمساك المزمن"، بالإمتناع عن قضاء الحاجة بشكل يومي. أمّا عن مسبباته فمنها ما هو عضوي، مثل ضيق فتحة الشرج، وغالباً ما يكون في صغار السن، أو وجود بعض الإلتهابات المزمنة والتقرحات بالقولون أو وجود شرخ شرجي أو بواسير، أو إرتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم أو السمنة وعدم الحركة، وعدم تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
وأعراضه، غالباً ما تكون في شكل إمساك مصحوب بآلام شديدة بالقولون وانتفاخ ومعاناة عند قضاء الحاجة، وقد يأتي مصحوباً بصداع.
أمّا العلاج فمنه ما هو دوائي أو عوامل تساعد على التقليل منه، مثل الإكثار من شرب الماء والألبان لمن لا يشكون القولون، وتناول الألياف والحركة المستمرة، وعدم الجلوس لفترات طويلة.
- عسر الهضم:
* ماذا عن عسر الهضم، ومسبباته وطرق علاجه؟
- هو عدم هضم الطعام بصورة طبيعية، سواء من حيث الإمتصاص أو الهضم، وغالباً ما تأتي أعراضه في شكل آلام بالمعدة والقولون وانتفاخ ورائحة كريهة للبراز، ومسبباته تعود إلى قصور في بعض الأنزيمات المساعدة على عملية الهضم أو لوجود بعض الديدان أو الفطريات. وعلاجه الدوائي لتقليل العسر، وقتل الديان والفطريات والإكثار من الخضراوات والفاكهة، والإبتعاد قدر المستطاع عن الأغذية المشبعة بالدهون والمشروبات الغازية، وعدم الأكل والنوم مباشرة.
وننصح بعدم النوم قبل ساعتين من الأكل، والإمتناع عن التدخين لأنّه ثبت علمياً أنّ التدخين يؤدي إلى تقليل الأنزيم الخارج من البنكرياس الذي يساعد على الهضم، أما في حالات التدخين فهو يحجم هذا الإنزيم.
* هل ثمّة علاقة بين شرب الماء وظهور الكرش؟
- شرب الماء يقلل من عملية الهضم، لذا ننصح بشرب الماء بعد الأكل بنصف ساعة، ولا يفضل شرب أي مشروب غازي في أثناء الأكل، ويفضل التقليل منه إن شربت مضطراً، وغالباً ما يكون شرب الماء مفيداً قبل الأكل مباشرة لإنقاص الوزن، الأمر الذي يقلل من دخول كمية الطعام إلى المعدة.
- مسببات السمنة وأمراضها:
* وما مسببات السمنة ومضاعفاتها وأمراضها؟
- تحدث السمنة لعدة أسباب منها؛ ممارسة عادات غذائية سيِّئة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وبعض العوامل الوراثية (أحد الوالدين أو كلاهما مصاب بالسمنة)، أو اختلال الهورمونات في الجسم، مثل الغدد الصماء. والعادات الغذائية السيِّئة وقلة الحركة هما السببان الرئيسان لحدوث السمنة. ولا ننسى العوامل النفسية، فهي غالباً ما تؤدي إلى إلتهام الكثير من الطعام.
وهناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري وكذلك بينها وبين إرتفاع ضغط الدم، ويجب على مريض السكر تخفيف وزنه، لأنّه يؤدي إلى ضبط السكر في الدم. كذلك فإن زيادة الوزن تؤدي إلى حمل زائد على مفاصل الجسم وأربطته.
وتؤدي زيادة الوزن أيضاً إلى تزايد كمية الإنثناءات بالجلد، ولذلك يكون الجلد عرضة للإلتهابات والإصابات البكتيرية والفطرية وعدم تحمل الطقس الحار. ويوجد إرتباط لدى المريض بالنقرس بين إرتفاع حمض البوليك والسمنة. وتتسبب السمنة كذلك في الإصابة بتصلب الشرايين وآلام المفاصل وبعض أنواع السرطان. إضافة إلى عدة مضاعفات صحية أخرى مثل إلتهاب الجلد والإصابة بالإضطرابات النفسية والإكتئاب.
وتتركز الدهون في هذا النوع في منطقة البطن، وهي أكثر شيوعاً بين الرجال، وتتميّز بشكل التفاحة، ويكون البدين أكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض القلبية والأمراض الأخرى المصاحبة للسمنة.
ويعتمد برنامج علاج السمنة على ثلاثة محاور رئيسة:
- نظام غذائي منخفض السعرات، وزيادة النشاط الرياضي، وممارسة أسلوب حياة صحي، وفي كل الحالات يجب أن يحرص كل فرد على تحقيق التوازن الغذائي، وهو تناول كل مجموعات الطعام الرئيسة، بمعنى تناول الخضراوات والفواكه والحبوب واللحوم والألبنان يومياً، وذلك للحصول على جميع العناصر الغذائية المهمة.
والوجبة المتوازنة يجب أن تحتوي على 55-60% من السعرات من النشويات، و25-30% من الدهون، و15% من البروتينات، ويجب أن تبقى هذه النسب ثابتة مهما انخفضت السعرات.
وينصح كل فرد بتناول الخضراوات والفواكه والحبوب (الخبز والمكرونة والقمح..) يومياً وأن يتناول البقوليات مرّة أو مرّتين أسبوعياً.
- السكري والضعف الجنسي:
* ما طبيعة العلاقة بين السكري والضعف الجنسي عند الرجال والنتائج التي تترتب عليها؟
- 50% من المصابين بمرض السكري تقريباً يعانون الضعف الجنسي، كما أن تقدم العمر وطول مدة الإصابة بالسكري تزيد من إحتمالية الإصابة بالضعف الجنسي.
ويؤثر السكري في كل مكونات عملية الإنتصاب، ولكي يحدث إنتصاب يحتاج الشخص إلى دورة هورمونية سليمة، وكذلك يحتاج إلى سلامة الأعصاب والأوردة والشرايين والأجسام الكهفية للعضو الذكري.
ومن المحتمل أن يؤدي السكري إلى ضعف الأعصاب الطرفية والأنسجة بالعضو الذكري ويؤدي إلى حدوث تصلب بالشرايين مع تليف وضمور في الألياف العضلية اللاإرادية في العضو الذكري والتي تؤدي بدورها إلى حدوث ما يسمى بالتسريب الوريدي، إضافة إلى حدوث خلل بالدورة الدموية، مما قد يقلل من التوصيل الشرياني المهم لحدوث الإنتصاب.
ويمكن أن يكون السبب نفسياً نتيجة معرفة مرضى السكري مسبقاً بالإرتباط الوثيق بين الضعف الجنسي والسكري. وهناك علاقة وطيدة بين مرض السكري وانخفاض هورمون الذكورة بالجسم، وبالتالي فإن نقص الهورمون يؤدي إلى ضعف الرغبة والإنتصاب معاً.
وهناك الكثير من الأدوية التي يمكن أن تستخدم لمساعدة الأنسجة بالعضو الذكري مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات وكذلك موسعات الشرايين، وبعد إجراء الفحوصات الضرورية لتشخيص سبب المشكلة يمكن للطبيب وصف العلاج المناسب ليتمكن الرجل من الممارسة الجنسية بصورة منتظمة.
* حدثنا عن سمنة الطفل أو زيادة وزن الطفل؟
- تعني زيادة الدهون في الجسم وتراكمها، إما بزيادة عدد الخلايا الدهنية وإما زيادة حجم الخلايا وبالتالي زيادة الدهون بالجسم.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى السمنة عند الأطفال:
* إهمال تناول وجبة الإفطار والمبالغة في زيادة الأطعمة الدسمة في الغداء والعشاء.
* الإكثار من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
* قلة النشاط الرياضي والحركي للأطفال.
* كثرة الجلوس أمام التلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو.
* العوامل الوراثية لأنّ الإستعداد الجيني يؤدي إلى حدوث السمنة.
* أمراض الغدد الصماء مثل نقص هورمون الغدد الدرقية وزيادة نشاط الغدد الجاركلوية (الكظرية).
- الوقاية من السمنة عند الأطفال:
يجب على الآباء والأُمّهات اتِّباع بعض الطرق والأساليب لوقاية أطفالهم من السمنة وزيادة الوزن، ويجب على جميع المدارس بمختلف المراحل التعليمية (إبتدائي – متوسط – ثانوي) الإهتمام بالرياضة المدرسية والتركيز على اللياقة البدنية للأطفال والمحافظة على صحة الأطفال والتركيز على الوقت المخصص لحصص الألعاب الرياضية وتوعية الأطفال وتثقيفهم بأهمية الرياضة للمحافظة على أجسامهم وصحتهم.
والوسائل المساعدة في التقليل من زيادة وزن الطفل هي:
- ممارسة الرياضة بإستمرار.
- التقليل من الفترة الزمنية لمشاهدة التلفاز وبرامج الكمبيوتر والألعاب.
- الإكثار من تناول اللبن ومشتقاته.
- الإكثار من الفواكه والخضراوات.
- التقليل من العناصر الغذائية المكونة من الدهون والنشويات (الكربوهيدرات).