وصفة سلوكية لتجنب الإصابة بالسرطان .. ؟؟

وصفة سلوكية لتجنب الإصابة بالسرطان .. ؟؟





ما هو السرطان.. وما العوامل المسببة له؟ ومم يتكوّن الورم السرطاني الخبيث وكيف ومتى ينتشر في خلايا الجسم؟ وما سبل الومقاية منه؟.. أسئلة حملناها إلى الدكتور عادل أنيس الحاج إختصاصي الأورام، والذي أوجز في كلماته وكان دقيقاً في توضيحاته وشروحه وحدد الأسباب من دون أن يلجأ إلى التهويل أو التهوين، لكنّه في مطلق الأحوال قدّم وصفة وقاية.
وقبل أن نبدأ أسئلة وأجوبة الحوار، طالعنا تقارير من منظمة الصحة العالمية تقول: إنّ الوفيات السنوية بسبب الأمراض السرطانية يمكن أن ترتفع إلى 17 مليوم حالة بحلول عام 2030، مقابل 7.6 مليوم حالة متوقعة العام الجاري، وذلك إذا لم يتخذ إجراء عاجل لتجنب عوامل الخطر، مشيرة إلى السرطان يتسبب في حالة وفاة واحدة من بين 8 حالات وفاة على مستوى العالم، مسجلاً بذلك عدداً في الوفيات أكثر من الملاريا والسل والإيدز مجتمعة.
وأظهرت إحصاءات المنظمة أن أكثر من 12 مليوناً حول العالم يصابون بالسرطان سنوياً، وأن أكثر من 30% من هذه الحالات يمكن منعها من خلال تدابير بسيطة، مثل تجنب التدخين، وتناول الطعام الصحي، وممارسة التمرينات الرياضية، مشددة على أنّ التدخين أحد أكبر مسببات المرض وأن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل يومياً، تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.
* ما هو السرطان؟
- كل عضو في جسم الإنسان يتكوّن من أنواع مختلفة من الخلايا التي تنقسم بصورة منتظمة، لتعوض عن الخلايا التالفة وتحافظ على جسم بوضع صحي جيِّد. ويعد السرطان مجموعة أمراض تنشأ نتيجة تحوّل الخلايا خلال عملية التعويض إلى خلايا غير طبيعية، تتوالد وتتكاثر من دون سيطرة أو نظام، غير عابئة بأي قوانين ترعى التوازنات الطبيعية في الجسم، وعادة ما يصيب هذا الخلل فئة معيّنة من الخلايا ذات الهوية والوظيفة الواحدة.. والأسباب الرئيسة لنشأة هذا الخلل بيولوجية بحتة، غير معلنة سريرياً، ومرض السرطان حينما يصبح ظاهراً سريرياً، يكون قد أمعن بالتكوّن والتمركز والتحضير للإنتشار في الجسم.
* ما العوامل التي تسبب هذا المرض؟
- يكمن سبب مرض السرطان في تحوّلات تصيب جينات معيّنة، تجعل الخلايا المرتبطة بأنظمة هذه الجينات، تتصرف مزاجياً دون أية إمكانية لإحتوائها أو التحكم في سلوكها، فتتكاثر وتتجمّع بشكل أورام خبيثة، ثمّ تغزو وتستعمر الأنسجة المجاورة، ثمّ تنطلق لتتوسع وتنتشر.
هذه التغيّرات الطارئة، ناجمة عن تفاعلات بين عوامل جينية وعوامل خارجية، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيَّنة، والأسبست والتبغ والملوثات الغذائية وملوثات مياه الشرب، وبعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات، كما يلعب الهرم العمري دوراً رئيساً في الإصابة بهذا المرض وتطوّره.
* ما مراحل تكوّن الورم السرطاني وكيف ينتشر؟
- يمر الورم السرطاني بعدة مراحل، ويبدؤها بالتحوّل الجيني ثمّ يأتي السلوك الشاذ للخلايا الواقعة تحت تأثير هذه الجينات، وبعد ذلك يتوالد وينقسم عشوائياً، ما ينتج عنه حدوث الأورام، ثمّ عملية الغزو الموضعي، وأخيراً الإنتشار إلى أعضاء بعيدة.. وخلال هذه المراحل تتميّز الخلية السرطانية بإمكانات حيوية خارقة، تجعل من تحركها مستقلاً وفاعلاً وخلاقاً، بشكل يمنحها القدرة على تخطي كل العقبات التي تواجه نموها وحركتها.
* كيف يمكن أن نعرف إن كانت بعض الأورام خبيثة أم لا؟
- يجب أن يخضع الورم موضوع المرض لفحوصات نسيجية وخليوية تحت المجهر ليتم التأكد من طبيعته، حميدة كانت أم سرطانية.
ويدخل في صميم هذه الفحوصات، طرق بيولوجية متنوعة، تزيد دقة التشخيص.. هذه الطرق مجتمعة، تصور معالم الخلايا التي تكوّن المرض، وتتميّز هذه المعالم بالعدوانية والفظاظة وفقدان الهوية.
* هل الألم من سمات المرض؟
- ليس ضرورياً؛ لأنّ المرض يكون في بداياته صامتاً، حيث تصلح تسميته بالخبيث، أمّا بالنسبة إلى الألم، فهو من سمات المراحل المتقدمة في السيرة الحياتية لمرض السرطان، وهو ينتج عن التعديات التي يمارسها الورم السرطاني على مكونات ومعالم الجوار.
* وهل يمكن تأخير أو منع نمو المرض؟
- عندما يشخص مرض السرطان في مكان ما، ومن نوع ما، يصبح ممكناً التخطيط للتصدي له بالطرق العلاجية المناسبة، فإما أن يكون إيقاف نموه أو حتى القضاء عليه والتخلّص منه بشكل تام، وهذا يعد نتيجة لمدى تأثير وتجاوب الخلايا السرطانية مع العلاجات المستخدمة.
ونستطيع أن نصف العلاجات الشائعة الإستخدام بالآتي:
- العمل الجراحي
- المداواة بالأشعة
- العقاقير الكيميائية
- العلاجات الهادفة (التي تستهدف خلايا محددة)
* هل للوراثة دور في الإصابة بالمرض؟
- لاشكّ في أنّ للوراثة دوراً في نشوء أنواع معيّنة من السرطان، ولذا فإن معرفة التاريخ العائلية تعد مهمة في تشخيص الحالة. وقد تم التأكد من ذلك في نوعين من الأورام، خاصة سرطان المبيض والثدي، وسرطان القولون. وقد ثبت أنّ هناك تغيّرات كيميائية حيوية في الكروموزومات ترتبط بإحتمال حدوث السرطان، ما يعد مؤشراً لإرتباط الوراثة بحدوث السرطان.
ويمكن القول في هذا المجال إنّ نسبة تراوح بين 10% و15% من أمراض السرطان وراثية.
* هل هناك عوامل خاصة تساعد على إنتشار وتوسع المرض في المجتمعات؟
- نعم هناك عوامل كثيرة تساعد على إنتشار المرض، منها البيئة ونمط الحياة، والعادات السيِّئة مثل تعاطي المخدرات والتدخين وعوامل فيزيائية وبيولوجية وعوامل فيروسية، وإستعمال الأواني البلاستيكية، وتناول الدهون وتكرار إستعمال زيت الطبخ، والملوثات الصناعية، والتعرض للأدخنة الناجمة عن الوقود داخل المباني، والعدوى المنقولة جنسياً، وقلة تناول الفواكه والخضراوات والكسل، وفرط الوزن وما إلى ذلك.
* كيف يتم تجنبه والحد منه؟
- بتجنب العوامل التي سبق ذكرها والإبتعاد عن الأخطار المهنية التي تسبب السرطان، والتقليل من التعرض لأشعة الشمس، والقيام بالكشف الدوري، لأنّه إذا اكتشف المرض في مراحل مبكرة، تزداد فاعلية العلاج؛ والمراد هنا الكشف عن الورم حينما يكون في موضع معيّن قبل أن ينتقل إلى أماكن أخرى.. وعليكم في الإعلام توعية الناس وتثقيفهم صحياً ليصبحوا قادرين على تمييز عوارض وسمات المرض، مثل التقرحات والكتل والسعال المستمر والنزف غير معروف السبب.