◄ منتدى قبيلة عبس الغطفانية ► يختص بتاريخ قبيلة عبس وبطونها |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-Dec-2010, 03:09 AM | #1 |
عضو فعال
|
الهوية المعاصرة ل(قبائل بني رشيد) و جذورهم التاريخية .
بسم الله الرحمن الرحيم الهوية المعاصرة لـ ( قبائل بني رشيد ) وجذورهم التاريخية وأقولها كلمة حق: لقد شعرتُ بأنني أكادُ أتوارى خجلاً وحياءً بما كاله ليّ الدكتور عبدالله بن سعد العويمري من حسن الثناء ومن عجزي عن الإيفاء بما يفرضه عليّ الواجب من شكره، وكافة الإخوة الأجلاء الذين حضروا هنا بدافع المودة والتقدير لنا، وكل من ساهم مع الدكتور عبدالله من الزملاء في إعداد وتقديم هذه المناسبة الكريمة وأخصّ بالذكر منهم الأستاذ محمد بن عايد الشقامي. وقبل البدء بقراءة ما كتبته في هذا المقام عن الهوية المعاصرة لـ (قبائل بني رشيد) وهو – حسب علمي – أوّل بحث من نوعه في هذا الصدد يستحسن التنويه إلى أمرين: الأول: إن ما كتبت في هذا البحث كان موجهاً إلى الباحثين المعنيين بتاريخ القبيلة في المقام الأول. والثاني: أنه خشية من تسرُّب الملل من الإطالة في التفاصيل فقد اختصرته في ثماني صفحات من القطع المتوسط، مع إسناد ما جاء في هذه الصفحات الثمان إلى 41 مصدراً، كل واحد منها يتكلم صراحة عما نتحدث فيه أو ما يستنتج منه قرينة ذات دلالة صريحة على أي حديث نسوقه في هذا الجانب من العلم، حتى لا يقول قائل إننا نطلق الكلام على عواهنه بلا ضابط من التثبت في مواءمة الدليل مع النص. ومن الله جلّ وعلا ثم من أهل العلم نستمدُّ العون ونقول: عندما قرر رئيس رابطة عبس العالمية الأستاذ : مبارك بن فهد الدويلة تكريم بعض الباحثين والمفكرين وطلبة العلم من أبناء قبيلة بني رشيد كان ذلك لفتة كريمة من رَجُلٍ خُلِقَ مثالاً يحتذى به في النبل والإصلاح وزيادة الفضل وقدوة حسنة في تقوية حبل الصلة بين ذوي الأرحام ، فكان له من ذلك أن أصبح في قبائل بني رشيد وجيهاً جليل القدر ؛ يتشبّه به أهلُ الخير والفلاح : وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح فهو يدركُ بغزارة علمه وسعة إطلاعه وحصافة فكره أن أهل العلم هم الواجهة الإعلامية لمجتمعهم ، في المحافل العلمية والأدبية والفكرية ، ما يوجب تحفيزهم وشحذ هممهم ، لتقديم المزيد من آثار العلم واتساع أفق المعرفة ، وفي الحديث أن رسول الله r قال : ( إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له - ) رواه مسلم في صحيحه . فما من عمل أجلُّ قدراً ولا أكثر نفعاً ولا أبلغ فائدة من الاشتغال بالعلم ، إذا خلا من تصوير الباطل في صورة الحق ، وعليه أود الإشارة إلى فضل العلم في هذا المقام بالتركيز عليه في نقطتين : الأولى : إنّه ذلك الميدان الذي انصرف إليه ابن الحنفية ( محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ) ؛ لتعويض النقص الذي كان يعاني منه على مستوى النسب من جهة أُمه ( خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة ) تجاه أخويه ( الحسن والحسين ) وأمهما فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله r بقوله : ( الحسن والحسين أشرف مني وأنا أعلمُ بحديث أبي منهما )(1). والثانية : إنه أيضاً ذلك الميدان الذي اتّجه إليه ( الموالي ) ؛ لتحقيق المساواة مع العرب ، فقد كان اسمُ الموالي في عهد الأمويين يطلق على جميع الذين أسلموا من غير العرب ، وقد كانوا على مستوى المعاملات الاجتماعية غير متكافئين مع العرب ، ولذلك تنبهوا مبكراً إلى أن ميدان العلم هو السبيل الوحيد الذي يوصلهم مقام الصدارة ، فانكبوا على التفقّه في الدين ، وجمع أخبار الرسول وأحاديثه ، وكذلك في علوم اللغة والأخبار والمغازي والتاريخ وتعريب الدواوين، حتى أصبحوا بارزين في العلم ، ولاسيما بعد انقضاء جيل الصحابة(2)، وفي هذا المنحى يذكر ياقوت الحموي في معجمه : ( أنه لما مات العبادلة : عبدالله بن عباس ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى ( الموالي ... ) فكان لهم من ذلك مكانة مرموقة ، لدرجة وصلت ببعض شيوخ قبائل العرب الصريحة النسب إلى الإدعاء بانتسابهم إلى بعض الأسر النابهة من الموالي ؛ التماساً للجاه والوجاه (3). ولشرف العلم وفضله ، أجمع اساطين الفقهاء أن منزلة أهل العلم أشرف من منزلة أهل النسب (4) ، وقال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) (5)، وفي الحديث : ( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) (6) ، فالعلمُ هو مبضعُ الطبيب لاستئصال مفاسد كل داء يعاني منه أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية بغير الحق ، ولذلك بادر الأستاذ : مبارك الدويله إلى تكريم ( العلم ) ممثلاً بأرباب القلم ، وحسناً فعل. أهم الأسباب في اختفاء هوية النسب فأي باحث يلقي نظرة على منازل القبائل العربية في الجاهلية وصدر الإسلام يجد أن أكثرها قد خلفتهم فيها قبائل عربية في العصور الوسطى بأسماء حديثة ، فهي قبائل لا أحد من الباحثين يساوره أدنى شك في أن جذورهم التاريخية تمتد إلى تلك القبائل التي أصبحت غير معروفة ، إلا أن انقطاع تواصل الإرث التاريخي بين هؤلاء وأولئك منذ أمدٍ بعيد في الإسم والنسب قد خلق متاهةً لايختلفُ حال من يبحثُ في هذا الجانب من العلم فيها عن حال من ضلّت سائمته ، وقاده اقتفاءُ أثرها إلى أن محته الرياح في مفازةِ مضلِّةِ ، فبات العثورُ عليها محكوماً بفطنة الخبير في مجاهل الأرض التي يجوبها بحثاً عن ذاهبته ، فصحراء الدوّ ( الموضع المعروف باسم الدبدبه حالياً بضواحي الحفر ) لم تكن حائلاً بين النابغة الذبياني والاهتداء إلى ضيعته(7) في هذه الصحراء ليلاً : وأني اهتديتُ والدوّ بيني وبينها وما كان ساري الليل بالدوّ يَهْتَدِي بأرض ترح فرخ الحبارى كأنه بها كوكبٌ موفٍ على ظهر قردد والقرددُ لغةً : ما ارتفع وغلظ من الأرض (8). وكذلك لا يعدمُ الباحثُ الضليع في علم النسب وليس الظالع من قراءة ما كتبه متقدمو المؤرخين والمتأخرون في مختلف العلوم الاجتماعية والتاريخية والجغرافية قراءة متنوعة ومستفيضة أن يهتدي إلى اكتشاف كثير من الحقائق المجهولة أو المهملة ، إضافة إلى كثير من الأسباب التي من أثرها تختفي الأنساب وتضيع ، ومن أهمها ما يلي : 1- الإنقراض : فليس معنى الانقراض أن هذه القبيلة أو الأمة قد باد مجتمعُها بالفناء ولم يبق لهم على وجه الأرض من باقية ، وإنما معناه أن هذه القبيلة أو الأمة كانت في يوم ما من التاريخ ذات حضارة قائمة سواء أكانت بدائية كحال القبائل الرُّحُل ( البدو ) أم عمرانية كالحضر في المدن والقرى ، ثم بعد حين دثر أمر هذه الحضارة :- إمّا بفعل من أنفسهم ، وإمّا من جيرانهم ، فإذا استطاع من جاء بعدهم أن يتبؤّأ مقام الصدارة في مكانهم ، ويغيّب في كنفه ظاهر وجودهم ، عندئذٍ يصبح ذلك المجتمع القديم قد باد أو انقرض ظاهريّاً ، فيما أفراده يتوالدون ويتكاثرون ، ولكن باسم من اختلطوا به ، فصاروا من جملة رعاياه في كل شيء (9). 2- انتساب الكل إلى الجزء : فقد تعلو شهرةُ إحدى فروع القبيلة ؛ لسبب من الأسباب المختلفة على شهرةِ الأصلِ ، فيدفع ذلك إلى انتساب الكلِّ إلى الجزء. 3- ألقاب السوء : قال أعزُّ من قائل : (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )) (10) وقال المفسرون : ( أي ولا يعب بعضكم بعضاً ، ولا يدع بعضكم بعضاً بلقب السوء ) (11) ، ومع الأسف الشديد فإن تاريخ العرب مليء بالتصنيفات الإيديولوجية التي تمعنُ في إطلاق الألقاب السيئة السمعة على الخصم ، من أجل التشهير والإقصاء السياسي (12) وأستطيع القول وبثقة أن الأسباب الثلاثة الآنف ذكرها قد اجتمعت في أسلاف بني رشيد ، وأن الأخير منها هو جحر الأفعى الذي خرجت منه دابة الأرض ، لتفعل في بعض الأنساب من التشويه والتلطيخ فعلتها بعصا سليمان بن داود عليه السلام. الأبعاد التاريخية للهوية المعاصرة لقبائل بني رشيد 1- جاء في الرحلة الحجازية لـ (أوليا جلبي) عام 1081هـ خبر إنتهاب الحاج الشامي في قلعة العلاء من قبل ابن رشيد ، وهذا الخبر نفسه ورد ذكره في قافلة الحاج الشامي لـ ( مأمون عبدالله أصلان ) باسم ( عرب حمولة الرشيد ) ، وجاء في كتاب : ( معان : kark Barbir ، ص 49 ) في جدول هجمات القبائل على قوافل الحاج أن المهاجم في عرب حمولة الرشيد يدعى ( حمود آل رشيد ) ، وقد نوّه محقق رحلة ( أوليا جلبي ) عن الخلط بين ابن رشيد هذا وابن رشيد الشمري ؛ لأن هذا الأخير لم يظهر على الساحة السياسية في المنطقة إلا في القرن التاسع عشر ، فيما الأول كان ظهوره عام 1671م ، أي : قبل ظهور ابن رشيد الشمري بأكثر من مئتين عام ، وقد علق الأستاذ المحقق : راشد بن حمدان الأحيوي على هذا الخبر وما نقل عنه قائلاً : ( وفي ظني أن هذا النص هو أقدم نص عن قبيلة بني رشيد .. ) (13). 2- زودني الأستاذ والباحث : فائز بن موسى البدراني بوثيقة صادرة من محكمة المدينة المنورة في القرن الحادي عشر من الهجرة باسم شيخ عشيرة ينتهي نسبه إلى ( الرشيدي ) ، ثم بلقب يشار به إلى قبيلة بني رشيد الحاضرة وهذه الوثيقة ترتبط في الزمان والمكان ارتباطاً وثيقاً بـ ( عرب حمولة الرشيد ) الوارد ذكرهم في رحلة (أوليا جلبي) ؛ لأنه لم يرد في السجلات التاريخية التي أطلعنا عليها عن أهل هذه المنطقة ما يشير إلى توافق اسم بني رشيد القبيلة الحاضرة مع غيرهم في هذه الجهة من الحجاز ، وعليه فإنهم هم المعنيون فيما تقدم ذكره في الرحلة الحجازية. 3- تحدث أوبنهايم عن الرشايدة في ( عين الجدي ) في فلسطين ، وعدّهم من القبائل القيسية ، وأن صيحة الحرب عندهم هي : ( صبيان عبس ) ، ومثلهم في كل شيء كمثل الرشايدة في نجد والحجاز(14) ، وقد ذكرهم في هذا الاسم والمكان "سيتزن" عام 1806م ، وأبعد من هذا التاريخ لجوء مجموعة من عشائر الصقور إليهم في حدود 1750م. أي في القرن الثاني عشر للهجرة (15). 4- أفرد المؤرخ محمد البسام : ( من أهل القرن الثاني والثالث عشر الهجري ) ذكراً لذوي رشيد في موضعين : الأول : في تهامة(16) ، وهؤلاء كانوا يتواجدون جنوب ( جدة ) بضواحي ( الليث ) و ( القنفذه ) ، وقوامهم أنذاك ( البراعصة ) الذين هاجروا لاحقاً من جهات جدة (17)، وهم اليوم من أهم قبائل بني رشيد في شرق السودان . والثاني : في الحجاز(18) ، وجاء ذكرهم بعد قبيلة بلي وقبل قبيلة ولد سليمان من عنزه ، وفي ذلك دلالة قاطعة على أنهم هم قبيلة بني رشيد الحاضرة ، ويقوي هذا الدليل ما ذكره إحدى المنتسبين إليها لـ ( دواتي ) عام 1878م (19) ، بأنهم يعرفون بنجد باسم بني رشيد ، وذكرهم بمثل هذا أيوب صبري باشا عام 1289هـ(20) ، ومحمد لبيب البتنوني عام 1327هـ(21) والشيخ العبيّد 1377هـ (22). 5- حفلت كتُب المؤرخين السودانيين بذكر قبيلة الرشايدة في شرق السودان منذ منتصف القرن التاسع عشر للميلاد (23) ، وينقل الدكتور : يوسف فضل حسن عن نسّابة القبيلة أنهم منحدرون من ( رشيد الزول ) (24) ، ومثل هذا ينقل عنهم الدكتور : وليام يانج (25) ، والشيء نفسه يقال في قبيلة بني رشيد في نجد والحجاز(26) . ما سبق تاريخ لا جدال فيه ، وابعاده تصل إلى القرن الحادي عشر للهجرة ، غير أن هذا البعد التاريخي يضيف إلى هويتهم المعاصرة بعداً آخر أقدم حقبة من الزمن ، فعلماء النسب يجمعون – بحق – على أن سلالة الرجل الواحد لا يمكن أن تمثل بطناً أو فرعاً قبل أن يمضي على نشأتها ثلاثمائة عام على الأقل، ناهيك عن أن تمثل قبيلة ، وعليه يتضح مما تقدم من الشواهد والقرائن التاريخية ، أن هذا السلف الكبير ( رشيد ) كان من أهل القرن الثامن الهجري وأن أسماء القبائل السابق ذكرها سواء أكانت باسم : ( حمولة الرشيد ، أم الرشيدي ، أم ذوي رشيد ، أم الرشايدة ) ما هي إلا أسماء لمسمى واحد ، بدليل اتحادها في الاسم واللقب معاً ، والشيء نفسه يقال في قبائل بني رشيد في كل من : السعودية ، والكويت ، ودول الخليج ، والسودان ، وإريتريا ، ومصر ، وليبيا ، والشام وغيرها . وعند هذا الحد نتوقف عن تسليط الأضواء على البعد التاريخي للهوية المعاصرة لهذه القبائل أعلاه ، ولنا أن نقول لمن قال أن تسمية هذا المجتمع المتعدد القبائل باسم بني رشيد أو الرشايدة كانت تسمية حديثة لا يتجاوزُ حدها الأقصى استقلال دولة الكويت، تزامناً مع شيوع شهرة إحدى أطرافها في ذلك البلد – نقول : كفى عبثاً وتطاولاً بخلاف الحق . هذا عن الهوية المعاصرة، فماذا عن جذورهم التاريخية؟ لاشك في أن الحديث عن الجذور التاريخية لقبائل بني رشيد هو الآخر أيضاً يعتوره من انقطاع الصلة بين هذه القبائل وقدماء أسلافهم منذ زمن بعيد ما يعتور قبائل العصر ككل على نحو مماثل ، والواقع أن ثورة الأبحاث في علم النسب في العصر الحديث قد أهدت إلى أهل الأنساب بوجه عام مفاتيح العلم لمعرفة الشيء الكثير عن أصولهم التاريخية ، فاستُبدل ظلام الجهل بنور العلم وكان من أثر ذلك أن عدداً كبيراً من الأبحاث التي تعني بعلم النسب قد قالت كلمتَها في نسبة قبائل بني رشيد إلى قبيلة عبس من غطفان من قيس عيلان ، إلا أن هذا النسب لا يزال مثار جدل بين الباحثين. والسبب أن هذه القبائل كانت تقاطع باسم لقب من ألقاب الفسق كان في الأصل نسباً أصيلاً وعريقاً في بني عامر بن صعصعة من هوازن ، وقد ذكره في بني عامر بن صعصعة غير واحد من المؤرخين منهم : الإمام أبو علي الهجري(27) والآمدي (28)، وأبو عبيدة(29) ، والعالم الجليل السخاوي (30) ، ثم تحول فيما بعد القرن الخامس من الهجرة من أصل أصيل إلى لقب يستخدم للمقاطعة الاجتماعية، وقد طالت ناره قبائل شتى ؛ جلّها قبائل قيس عيلان ، ومن بينها عبس ، وهي أصل النسب لقبائل بني رشيد ، وعبس هذه ذكرها أيضاً غير واحد من المؤرخين بهذا اللقب ؛ منهم : بركاردت(31) ، وموري(32) ، وأوبنهايم(33) ، وعبدالسلام الدرعي(34) ، وأيوب صبري باشا(35) ، والبتنوني(36) ، والعبيّد (37)، وغيرهم مما يجهر بوجاهة القول أن لنسب قبائل بني رشيد إلى عبس أصلاً من الصح ولم تأتِ من فراغ أبداً ، وعندي أن فروعاً من غطفان ، وبني عقيل بن عامر بن صعصعه ، وغيرهم قد مازجتهم ، وهم ما يعرف اليوم بقبائل بني رشيد. وقد يسأل سائل ويقول : هل تداخل بعض الفروع من غطفان وبني عامر وغيرهم في بني رشيد يضعّف انتساب هذه القبائل إلى عبس ؟ والجواب : كلاّ فإن من عادة العرب إذا علت شهرة الفرع شهرة القبيلة فمن المألوف جداً أن يدفع ذلك فروع القبيلة إلى الانتساب لذلك الفرع، مثل : انتساب فروع قبيلة طيء إلى شمّر(38) ، وخثعم إلى شهران(39) ، وبجيلة إلى بني مالك (40)، وكذلك إذا تفكك كيان القبيلة لأي سبب كان فإن بعض فروعها ينتسب إلى من له معه صلة بالأب الأبعد مثل : انتساب وائل إلى عنزه وعنزه إلى وائل (41) ، وفي الأمثلة مزيد ، ونسبُ قبائل بني رشيد يقدم لنا شكلاً من أشكال هذه الأنساب . وبالإجمال فإن النظرة التاريخية في وحدة النسب لأية قبيلة سواء أكانت باسم قديم أم حديث لا تختلف قيد أنملة عن صورة الأنساب التي ضربنا الأمثلة فيها أعلاه ، وتؤكد أن الوحدة الاجتماعية قائم كيانها على صلة القرابة أكثر من أي شيء آخر ، وإن من أقوى الروابط التي تصون وحدة الجماعة من الوهن والضعف هو الشعور بوحدة النسب ، فأي حديث في اختلاف أصول فروع القبيلة يقود حتماً إلى التفرق والتمزق ثم إلى الزوال . ولذلك ينبغي للجميع الابتعاد عن الخوض في مثل هذا الحديث حتى لو صح شيء منه ، صوناً لوحدتهم الاجتماعية من التآكل والاندثار. ومما لابُدَّ من الإشارة إليه في هذا السياق هو أن علم الجينات الوراثية ( DNA ) قد أظهر وفقاً لنتائج تحاليل مجموعة أفراد من قبائل بني رشيد ، ومن فروع مختلفة في أكثر من بلد من البلدان العربية – أنهم جميعاً من أصل جيني واحد يعود إلى أصل قيسي ، وهذا العلم هو الذي بوسعه أن يقطع قول كل خطيب في معرفة الأصل لأي جماعة من الناس ، بطريقة علمية لا مجال لباب الاجتهاد فيها ، فلندع الحديث في هذا الموضوع لأهل الاختصاص ، فهم الأجدر في إيضاح بيانه منا . ونخلص إلى القول بان الجذور التاريخية لقبائل بني رشيد تعود إلى أصول قيسية عدنانية صحيحه ومن أعراق كريمة المنبت والأصل ، هذا ما في محفظتي في هذا المجال ، وفوق كل ذي علم عليم. عطاالله ضيف الله الرشيدي الـمـصـادر 1 العقل السياسي العربي : 3/ 275 22 مخطوطة النجم اللامع : ص 372 2 نفس المصدر : 3/ 244 23 تاريخ شرق السودان : جـ2 / 740 3 مقدمة ابن خلدون : 112 24 دراسات في تاريخ السودان جـ1/ 175-178 4 فقه السنة لسيد سابق : 2/102 25 بدو الرشايده : 156 5 المجادلة : آية : 11 26 المصدر نفسه / 156 هامش ( 1 ) 6 صفوة التفاسير : 3/341 27 التعليقات والنوادر : جـ4/ 1899 7 صفة جزيرة العرب : 327 28 المؤتلف والمختلف : ص : 134 8 محيط المحيط : 735 29 النقائض : 1/388 9 الإسلام والتاريخ : 160 ، 178 30 الضوء اللامع : مجلد : 5 جـ: 10 / 52 10 الحجرات : آية : 11 31 ملاحظات عن البدو الوهابين : 4/22-23 11 صفوة التفاسير : 3/235 32 أبناء اسماعيل بدو وادي النيل : 284 12 العقل السياسي العربي : 3/315 33 البدو مجلد 4/ جـ 1 / 121 13 بدو الرشايده : ص 186 34 مخلص رحلتي الدرعي : 83 14 البدو : جـ2 / 117 35 مرآة جزيرة العرب : جـ 2/ 272 15 موسوعة عشائر فلسطين : ص 136- 138 36 الرحلة الحجازية : 51 16 عشائر العرب 37 مخطوط النجم اللامع : 372 17 حسب المرويات المتواترة عندهم 38 جمهرة أنساب الأسرة المتحضرة في نجد : جـ2/ 922 18 عشائر العرب : 87 39 حمد الجاسر : مجلة الحرس الوطني عدد 17/1404هـ السنة الخامسة 19 رحلات في صحراء العرب : جـ2 / 70 40 في سراة غامد وزهران : 416 20 مرآة جزيرة العرب : جـ2 / 273 41 جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد : جـ 2/ 922 21 الرحلة الحجازية للبتنوني : 51 |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 70 | |
, , , , , , , , , , , , , , المطوع, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , سالم العتيبي, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الملحمة الرشيدية للامجاد التاريخية | العود | ◄ منتدى الشــعر الشعبي ► | 26 | 02-Feb-2013 10:23 AM |
موقع جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة | جنرال المهامزة | ◄ منتدى وطـني ► | 8 | 05-Mar-2012 04:37 AM |
مواقع خدمية للإستعلام برقم الهوية | لافي بداي | ◄ المنتدى الإعــلامي ► | 12 | 13-Jan-2012 05:45 PM |
تعريج للخواطر التاريخية | جابر المهيمزي | ◄ المنتدى العــام ► | 2 | 06-Mar-2010 12:13 AM |