نعم فلننثر الأمل

أيها الإخوة والأخوات ..
لتعم الفرحة الجميع ولنسع إلى إشاعة الفرحة والبهجة كما أباح الله لنا ، ولننثر الأمل أينما سرنا وأنّى اتجهنا


من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده الأمين

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة عيد الفطر المبارك


ويقول الشاعر



أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل


جميلة تلك الكلمات في كلمة الملك وولي عهده . نعم في زماننا هذا نحتاج إلى بارقة أمل


في ظل متغيرات كبيرة تشهدها حياتنا ومجتمعنا وحتى العالم بأسره , تقلبات فكرية وثقافية


وإجتماعية وأحداث متعاقبة بعضها غريب وبعضها دخيل , كوارث متعاقبة , حروب , مجاعات

براكين , زلازل , فياضانات , بطالة , أزمة إقتصادية تجوب العالم .


أصبح الكثيرين غير قادرين على التكيف مع تلك التغيرات وتلك الأحداث مما أنعكس بالسلب


على نفسياتهم , فتجد حال المجتمع في عصرنا هذا يتحدث عن السلب ويتغاضى عن الإيجاب


وتجد أن العزائم ترتخي ومواجهة الصعاب والشدائد ليست كسابق عهود مضت .



فالأمل أصبح لديهم مفقود والتطلع للمستقبل بنظرات أكثر رغبة وتفاءل أصبحت ضعيفة إن لم


تتلاشى . ضغوطات الحياة المختلفة أصبحت تؤثر على نفسيات الناس على الرغم من التقدم


الحضاري بخلاف الماضي القريب لأجدادنا في وقت كان فيه المجتمع يعاني من الفقر والعوز

والجهل والحاجة , ولكن نجد أن عزائم الرجال كانت قوية وأن الأمل لديهم كبير ومتجدد


وحتى الإبتسامة كانت موجودة على الرغم من حالهم وحتى من عاصر تلك الأجيال السابقة


يجد إختلافا مع جيلنا الحالي والذي أكتظت مستشفيات الصحة النفسية بهم من حالات الإكتئاب

والقولون العصبي و القلق وإلإنعزال وغيرها .



الحقيقة أننا نحتاج أن نتوكل على الله أولا وأن نفتح مجالات أوسع من الأمل والإعتقاد الجازم


أن الحال سيتغير لكل الظروف التي تحيظ بالإنسان , وأعظم حل لمثل هذه الأمور أن نرى من هم


أقل منا من العمالة الوافدة أو من الفقراء البسيطين الذين يقتاتون على القليل المتيسر .


ربما الأجيال تختلف وعزائم الرجال ونظرتهم ومعايشتهم لواقعهم أيضا يختلف من زمان لآخر


و لكن مع ذلك نحن نحتاج لمزيد من النظرة الإيجابية والتغاضي عن كافة الأمور السلبية


فكما نوقن أن هناك فرح فكذلك هناك حزن وكما أن هناك ضحك فحتما هناك بكاء ولكن في كلى


الحالات والمواقف لايمكن الثبات على إحداها . نتطلع لجيل أكثر تفاءل وأكثر قدرة على مسايرة


التغيرات وأكثر صبر وعزيمة . وأن لا يلتفت الإنسان للخلف بل أن يتطلع للأمام وأن يتعض


من الماضي ولكن أن لايفكر فيه فيثني عزيمته أو يؤثر عليه فيتوقف في مسيرته .


لنتعلم مامعنى حياة حتى نعايشها ولنقرأ في تاريخ السابقين حتى نتعظ . ولنقرأ في كتاب الله


وأشعار الحكماء وكتب الفقهاء حتى نجعل لنا دستورا حياتيا نسير عليه . ولنعلم أن الحياة في

مجملها زائلة ولكن العبرة في آخرتها و كيفية معايشتها .



ولتعلموا أن الحياة إبتسامة فابتسموا



عذارا على الإطالة كل عام وأنتم بخير