القذافي خربها ويقذف بالكتاب الابيض ويمزق ميثاق الامم المتحدة

الرئيس الليبي معمر القذافي يقذف في الهواء كتاباً عن فلسطين خلال أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس
نيويورك: الوكالات

في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 40 عاما، مزق الرئيس الليبي معمر القذافي جزءا من ميثاق الأمم المتحدة أمس، وقذف بالكتاب الأبيض في الهواء، بعد أن وصفه بأنه يتضمن حل القضية الفلسطينية.
ورفض القذافي ـ في كلمته التي استغرقت 95 دقيقة متجاوزة الوقت المحدد بـ 15 دقيقة ـ وجود الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي أسماه "مجلس الرعب"، واصفاً حق الفيتو بأنه "إرهاب".
ولوح بالانسحاب من الأمم المتحدة، معتبرا أن ميثاقها انتهى العمل به. وطالب بتعديل نظام العضوية في المجلس لتكون وفقا للاتحادات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي. ومن جانبه، دعا الرئيـس الأمريكي باراك أوباما إلى عهد جــديد متعـدد الأطراف.
وأوضح ـ في أول خطاب له أمام الجمعية العامة ـ أن الشهور المقبلة حاسمة في مجال تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي، متهما البرامج النووية لكل من كوريا الشمالية وإيران بتهديد العالم.
كما اعتبر مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة غير شرعي.

--------------------------------------------------------------------------------

دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلى "عهد جديد من الارتباط والتعاون المتعدد الأطراف لمواجهة تحديات الكون"، متعهدا بالعمل مع الدول الأخرى. وقال في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 192 "إن الوقت حان كي يتحرك العالم في اتجاه جديد. علينا السعي من أجل عصر جديد من الارتباط القائم على المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل". وأكد حاجة العالم الملحة لحلول مشتركة لمشاكله. وفي إشارة لسياسة سلفه جورج بوش قال إنه يرفض التصرف الانفرادي لبلاده في مواجهة القضايا الدولية، ويجب تحمل المسؤولية بشكل مشترك عن مشاكل العالم. وأشار في ظل تصفيق حاد من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أنه أمر بإنهاء التعذيب ضمن أول الإجراءات التي اتخذها لدى توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة وأنه قرر إغلاق معسكر جوانتانامو، وأمر في الوقت نفسه بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق العام المقبل.
وأضاف أن الشهور الـ 12 القادمة ستكون حاسمة بالنسبة إلى جهود تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي وتعهد بالسعي نحو إخلاء العالم من الأسلحة النووية. وقال أمام قادة أكثر من 120 دولة إن جميع الدول ستكون أقل أمنا إذا تجنب بعضها عمليات التفتيش الدولية، مبينا أن "حكومتي كوريا الشمالية وإيران، بأفعالهما حتى اليوم تهددان بأخذ العالم إلى هذا المنحدر الخطر.
وحول السلام في الشرق الأوسط، قال أوباما إن الولايات المتحدة تعتبر مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة غير شرعي. وأضاف "نواصل التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية". وحث على إحراز المزيد من التقدم في مفاوضات السلام، قائلا "لقد حان الوقت لاستئناف المفاوضات"، مشددا على تأييده لحل إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية.
كما تناول أوباما العديد من القضايا العالمية، مثل الاختلال المالي العالمي، وقضية تغير المناخ، والإرهاب، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بأن تصبح باكستان ملاذا آمنا للإرهابيين.
وفي سياق متصل، طالب الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقعد دائم للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن.
اتهم القذافي في أول خطاب له أمام الأمم المتحدة الدول صاحبة حق النقض في مجلس الأمن الدولي بخيانة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إن ديباجة الميثاق تنص على أن كل الدول متساوية سواء كانت كبيرة أو صغيرة. وأضاف وهو يقرأ من نسخة من ميثاق الأمم المتحدة إن حق النقض يخالف الميثاق وقال إنه لا يقبله ولا يعترف به.
وأسقط القذافي الذي ألقى خطابه مرتديا عباءة نحاسية اللون وقد لصق على صدره شعار إفريقيا بدبوس نسخة الميثاق الورقية على المنصة عدة مرات قبل أن يلقيها من فوق كتفه. وقال إن حق النقض يجب أن يلغى، ومجلس الأمن لم يخلق الأمن وإنما خلق الرعب والعقوبات.
وقال الزعيم الليبي الذي ألقى كلمته بعد أوباما مباشرة إن حقيقة أن "65 حربا" اندلعت منذ إنشاء الأمم المتحدة منذ 60 عاما تثبت أن المبادئ التي تأسست عليها المنظمة الدولية قد تعرضت للخيانة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد افتتح أمس الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك، داعيا المشاركين فيها إلى مواجهة تحديات المناخ والأسلحة النووية والفقر.
وألقى كل من الرؤساء البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري مدفيديف والإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون خطابات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس.