12-Feb-2011, 06:26 PM | #1 |
عضو مميز
فوووق مــسـتواكـ
|
ثورة تونس.. هل بدأ دور الشعوب العربية؟
ثورة تونس.. هل بدأ دور الشعوب العربية؟ ما حدث في تونس قد يكون فاتحة لمرحلة عربية جديدة في مسيرة الدولة العربية الحديثة بعد الاستقلال؛ فالمرحلة الأولى كانت مرحلة الانقلابات العسكرية التي افتتحها بكر صدقي في العراق عام 1936، ثم حسني الزعيم في سوريا عام 1949م، وبعد ذلك كرّت سبحة الانقلابات في مصر وليبيا واليمن الشمالي، والجنوبي، والسودان، وغيرها. وقد تكررت الانقلابات في البلد الواحد كما حصل في سوريا والعراق واليمن والسودان، وكانت تلك الانقلابات تعبر عن رأي ثلة من العسكريين الطامحين لاستلام الحكم، أو عن رأي حزب من الأحزاب استطاع أن يخترق الجيش الوطني، لكنها لم تكن تعبر عن إرادة الشعب وخياره أبدًا، بل هو انقلاب نخبة بعكس ما حدث في تونس؛ فقد بدأ باحتجاج من أدنى الطبقات الشعبية، ومن مدينة قصيّة في تونس، ولم يكن أحد من المحللين المراقبين يتوقع أن يتطور ذلك الاحتجاج إلى ثورة شعبية تعمّ كامل التراب التونسي معبرة تعبيرًا حقيقيًا عن رأي الشعب بكل أطيافه. هذه الثورة الشعبية التونسية الفريدة التي ألهبت خيال الشعوب العربية هل تكون إعلانًا عن مرحلة جديدة تلعب فيها الشعوب دورًا في التغيير السياسي؟ أو هي فلتة من فلتات الدهر جرت على حين غفلة من تخطيط القوى العالمية التي تتربص بوطننا العربي؟ الإجابة عن هذا السؤال تستلزم البحث عن العوامل التي ساهمت في نجاح الثورة التونسية، وهل هي متوفرة في مكان آخر من العالم العربي؟ ثمة خمسة عوامل ساهمت في نجاح الثورة التونسية: العامل الأول: الكبت السياسي، وغياب الحريات، حيث يُعدّ نظام ابن علي من أشد الأنظمة العربية مصادرة للحريات المدنية والدينية؛ فقد قضى على كل مظهر من مظاهر النشاط السياسي المستقل، وذلك بملاحقة الناشطين السياسيين واعتقالهم، وتشديد الرقابة على كل مظاهر النشاط السياسي؛ فمنع قيام مؤسسات المجتمع المدني المسقلة، ومنع حرية الإعلام، وحرية الوصول للإنترنت، وأبقى على صورة كاريكاتورية للمعارضة، وحوّل حزب التجمع الدستوري الحاكم إلى حزب شمولي منبثّ في كل مفاصل الدولة وإداراتها، ومؤسساتها، وأصبحت الثقة بالولاء للحزب والرئيس مقدمة على الكفاءة، ما ساهم في استشراء الفساد في الطبقة الحاكمة، وتحوّلت إلى مافيا سعت إلى الاستحواذ على مقدرات البلد. العامل الثاني: تآكل الطبقة الوسطى؛ فمن المعروف أن تونس تُعدّ من أكثر الدول العربية دخلاً بعد الدول النفطية ولبنان، وقد ذكر المحللون الاقتصاديون أن النظام نجح في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات في تحقيق نمو اقتصادي ساهم في استقرار تونس، لكن بداية من منتصف التسعينيات بدأت تتضخم بطالة الشباب حتى وصلت عام 2005 إلى 30%، ثم تحوّلت إلى أزمة خانقة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، وتشكل بطالة الشباب الجامعيين نسبة كبيرة من أولئك العاطلين (محمد البوعزيزي يحمل شهادة جامعية في الفيزياء)، هذه البطالة الخانقة يقابلها ثراء غير مشروع لطبقة القريبين من الرئيس، وطبقة المتنفّذين من أعضاء الحزب الحاكم. العامل الثالث: أن الشعب التونسي من أكثر الشعوب العربية تعليمًا وتثقيفًا ووعيًا بالحداثة السياسية، ولديه رصيد كبير في النضال السياسي منذ أيام الاستعمار الفرنسي، وثمة جاليات تونسية كبيرة في أوروبا لها تأثير كبير في نقل الوعي السياسي، وليس أدل على الوعي السياسي المرتفع لدى الشعب التونسي أنه قام بعدة احتجاجات سياسية واسعة ضد نظام أبو رقيبة وضد نظام ابن علي مع شدة قبضة النظامين الأمنية، ومنها (الانتفاضة العمالية) في1978، و (أحداث قفصة) عام 1980، و(ثورة الخبز) في1984 م. العامل الرابع: الثورة الإعلامية من إنترنت وفضائيات وأجهزة اتصال محمولة ذات كاميرات للتصوير؛ فهذه الثورة الإعلامية ساهمت في إذكاء الحماس، ونقْل ما يدور في مدينة من المدن التونسية إلى شباب المدن الأخرى، مما ساهم بكسر حاجز الخوف، وانتقال الاحتجاجات من مدينة إلى أخرى، ونقلت الأحداث للعالم ساعة بساعة، مما ساهم في التعاطف العالمي العارم مع الشعب التونسي، وهذا ما دفع الدول الغربية المتحالفة مع الدكتاتورية التونسية إلى التماهي مع شعوبها، و المسارعة لشجب التعامل العنيف مع المحتجين، حتى إن بعض المحللين السياسيين سمّى تلك الثورة (ثورة الإنترنت والفضائيات). العامل الخامس: جنوح المجتمع الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب؛ فقد عُقدت محاكمات لمجرمي حرب الإبادة في رواندا، و محاكمة لمجرم الحرب الصربي رادوفان كرزيدتش، وجرت محاولة لمحاكمة دكتاتور تشيلي أوغستو بينوشيه، بعد سقوطه، وصدرت مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني بتهمة جرائم الإبادة في دارفور، و لا شك أن هذه المحاكمات جعلت قيادة الجيوش في بلدان العالم الثالث تدرك أنها ستكون تحت طائلة المساءلة من المجتمع الدولي إن هي استعملت العنف والقوة في إيقاف المظاهرات والاحتجاجات، وحدث من استعمالها للقوة وقوع ضحايا، وقد كانت القوة هي الأسلوب الناجع في إرهاب الشعوب المحتجة، والقضاء على أية بادرة للثورات. هذه العوامل الخمسة – من وجهة نظري – هي التي ساهمت في نجاح الانتفاضة التونسية، وأعتقد أن بعضًا من الدول العربية تتوفر به هذه العوامل مجتمعة، فهل في الأفق انتفاضة جديدة؟ العلم عند الله. |
لولا الظنون الطيبه مات الاحساس
.... ولولا .. التسامح ,, بالحياة .. انقرضنا ولولا الامل تهنا على سكة الياس .... ولولا .. مخاسير ,, الزمن .. ماتعضنا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الجميع ) الأعضاء الذين قرأوا الموضوع هم : 8 | |
, , , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ثورة الشعوب | ناصر الشريف | ◄ منتدى الشــعر الشعبي ► | 10 | 11-Dec-2013 07:16 AM |
اكثر الشعوب اجازات في العالم | معلم فكر | ◄ المنتدى العــام ► | 9 | 18-Feb-2012 08:01 AM |
علمو كل الشعوب اشلون حنا وافين< تصميمي هموسة > | همس المشاعر | ◄ منتدى التصميم والجرافيكس ► | 22 | 23-Mar-2011 03:19 PM |
ثورة بن الذيب ( كلنا تونس ) | لافي بداي | ◄ منتدى عيون الشــعر ► | 5 | 24-Jan-2011 11:03 AM |
من غرائب الشعوب في العالم واعيادهم | ابوعلي المهيمزي | ◄ المنتدى العــام ► | 3 | 04-Aug-2010 04:12 AM |