أوباما يتفوق في الاستطلاعات.. وماكين واثق من النصر

يوم الحسم: «يا أبيض يا أسود»



يتوجه ملايين الامريكيين اليوم الى صناديق الاقتراع في 50 ولاية لانتخاب الرئيس الرابع والاربعين لهم من بين المرشحين الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين وكشفت سلسلة استطلاعات الرأي لوكالة رويترز ومعهد زغبي نشرت نتائجها امس الاثنين تقدم اوباما على منافسه في ست ولايات من بين ثماني ولايات رئيسية في معركة الوصول الى البيت من بينها اوهايو وفلوريدا فيما اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب ونشرت نتائجه صحيفة يو أس ايه توداي امس تقدم اوباما 11 نقطة على ماكين.

ويأمل اوباما الذي يمكن ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة في تحقيق حلم زعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كنغ الذي اغتاله رجل ابيض عام 1968، ويشبهه كثيرون بالرئيس الراحل جون كيندي في قوة شخصيته والامل في التغيير وكان كيندي اغتيل في مدينة دالاس عام 1963 في ظروف غامضة لم يكشف عنها حتى اليوم.

وصب المرشحان في اليوم الاخير لحملتيهما الانتخابية امس اهتمامهما على كسب اصوات المترددين بمختلف الولايات بعد ان تقاسما تقريبا اصوات المستقلين.

ورغم الاستطلاعات التي تؤكد تقدمه فقد حذر اوباما انصاره من المغالاة في الثقة بالنفس خلال تجمع حاشد في ولاية اوهايو التي هي واحدة من 12 ولاية ستحدد مسار انتخابات اليوم. وقال لانصاره «لا تظنوا ولو للحظة ان هذه الانتخابات انتهت.. يجب الا نستريح ولو للحظة واحدة حتى اجراء الانتخابات».

ومن جانبه حاول منافسه ماكين كسب ود الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في بنسلفانيا وهي أفضل أمل له وربما اخر أمل في سرقة ولاية تميل للديموقراطيين تقليديا من أوباما مع سعيهما لكسب أصوات 270 عضوا في المجمع الانتخابي للفوز في سباق البيت الابيض.

كما زار ماكين أيضا بيتربورو في ولاية نيوهامبشير وهي ولاية أخرى فاز فيها الديموقراطيون في انتخابات عام 2004 والتي حقق فيها ماكين نتائج طيبة في انتخابات عام 2000 وفي الانتخابات الاولية للحزب الجمهوري في وقت سابق من العام.

ويكافح سناتور اريزونا الجمهوري للتغلب على التحدي القوي الذي يمثله له اوباما في نحو 12 ولاية فاز بها بوش في انتخابات عام 2004 ويقول هو وكبار مساعديه انه يقلص الفارق بينه وبين منافسه الديموقراطي.

وقال ماكين في بنسلفانيا «اصدقائي لقد خضت الكثير من الحملات. وأعرف متى تتحقق قوة الدفع. سنفوز في بنسلفانيا وسنفوز في هذه الانتخابات. احس بذلك واشعر به بل أعرفه.»

وطاف ماكين امس سبع ولايات وسيزور اليوم كولورادو ونيومكسيكو واريزونا ويدلي بصوته اليوم في موطنه اريزونا.

وعاد كل مرشح الى موطنه وهو يردد نغمته الرئيسية في الايام الاخيرة من هذه الحملة حيث شبه أوباما ماكين ببوش ونشر اعلانا جديدا يشبه ماكين أيضا بديك تشيني نائب الرئيس الحالي الذي لا يلقى شعبية على السواء. وقال صوت المذيع «ليس هذا هو التغيير الذي نحتاجه».

اما ماكين فقد جدد هجومه على أوباما كليبرالي قد تضر سياسات الضرائب التي يروج لها بالمشروعات الصغيرة. وكان أوباما قد صرح بأنه سيرفع الضرائب على من تزيد دخولهم عن 250 الف دولار في العام.

ويسعى كل مرشح لا الى الفوز بالانتخاب الشعبي بل ايضا الى الفوز باصوات الكلية الانتخابية التي تحسم الوصول الى البيت الابيض. وتتكون الكلية الانتخابية من 538 صوتا وعلى الفائز ان يحصل على 270 صوتا من اعضائها.

وتنفرد الولايات المتحدة بهذا النظام غير المباشر لتحديد الرئيس ونائبه والذي تم استحداثه لاول مرة عام 1800 وتشير الاستطلاعات الاخيرة الى ان اوباما سيحصل على 333 صوتا بالكلية مقابل 180 صوتا لمنافسه ماكين.

ويوزع نظام الكلية الانتخابية الاصوات بشكل نسبي بين الولايات ذات الكثافة السكانية الاكبر مع السماح للولايات الاصغر بان تلعب دورا مهما في الانتخابات بالاضافة الى دوره الكبير في الموازنة بين دور الحكومات المحلية والحكومة الفيدرالية.

وسيشمل اقتراع اليوم بالاضافة الى انتخاب الرئيس، انتخاب نصف عدد اعضاء الكونغرس وعدد من حكام الولايات.