كتبت فضفضه بداخلي ومادري وين انزله قلت مافيه الا هنا....<يارب ماازعج احد/،

في أحد ليالي القيض الهادئه (القيض=الصيف لغير المتحدثين باللغه الفرنسيه)
كنت أجلس وحيده تتسامر أفكاري فيما بينها وعندما تقابست تلك الأفكار
وقفت غاضبه وقلت لهن " الشرهه على اللي معطيتكن وجه وجالستن معكن "
فذهبت إلى نافذة غرفتي المطله على حديقة المنزل ورفعت نظاري للسماء
فإذا بي أرى القمر مكتملاً نظرت لساعتي إلا أننا في اليوم الأربع طعش من الشهر
كان يجلس وحيداً متمللاً فأخرجت رأسي من النافذه
وهمست له بعذوبه "بخ" فألتفت لي مبتسماً عرفت حينها أن كلاً منا بحاجه للأخر
قلت له " مالي أراك وحيداً ياعزيزي "
فأجاب قائلاً " أبد الله يسلمك ماليش حاقه أنتي مابالك وحيده "
قلت له بحزن " وحيدةً دوماً أنا "
قال لي بكل حنان " حسناً لما لاتخرجين لنتسامر سوياً "
لا أخفيكم سراً فلقد أنبسطت جداً بدعوته فقلت له " حسناً أنتظرني يا عزيزي "
لبست شبشبي و أخذت فرشتي و خرجت للحديقه وجلست أمام القمر مبتسمه
قال لي بحنان " لما وحيدةً أنتِ"
لم أستطع أن أجيب عليه فبقيت صامته
قال " كثيراً من هم حولكِ .. وكثيراً من أنتِ حولهم .. فلما الوحده.؟ "
تمردت الكلمات على شفتي وخرجت ثائرتاً فقلت " في الرخاء ياعزيزي "
صمت قليلاً و قال "و الشده ..؟ "
قلت " لا أجد أحد إطلاقاً "
قال بألم " لماذا ؟ "
قلت " لأننا بزمن المصالح "
قال " وما بال هذا الزمان ..؟ "
حينها تدفقت الكلمات و أبت أن تتوقف أرهقتني كثيراً و أنا أحاول إرجاعها صرخت قائله
"أي زمناً تسأل عنه ..؟ زمناً يأكل الكبير الصغير..؟ أم زمناً يُقهر به اليتيم ..؟
زمناً تجرد من الأمان ..؟ أم زمناً هو عاراً على الأزمان.. ؟
نحن بزمناً نرى الحق باطل والباطل حق .. نحن بزمناً البقاء للأقوى والقوي هو الظالم
نحن بزمناً تنتهك به الأعراض .. و تستباح الدماء بلا غيرةً ولا حياء
نحن بزمناً نحتقر الصغير ..و ننبذ الكبير
زمن مجرد من القيم والمبادئ .. زمن يسعى بعضنا لتدمير بعض
زمن مؤلم ببشاعته وترذله.. زمن يخشى الأخ من أخيه و الأب من أبنه
زمناً مؤلم ياعزيزي القمر مؤلماً جداً "
صمت قليلاً ثم رد علي قائلاً " إن منكم من قال
نعيب زماننا والعيب فينا......... وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ..... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ..... ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا "
أخرسني رده و طال الصمت بيننا وقفت بألم بعدما أصطدمت بالواقع
نفضت فرشتي لأعود لغرفتي فرفعت رأسي لأودع القمر لكنني صدمت بدموعه التي ملئت عيناه
سئلته قلقه " ما بال الدموع تملأ عيناك ياعزيزي القمر "
رد علي غاضباً " من فرشتس اللي مليانه غبار نفضتيها على عيوني لا بارك بعدوتس "
أحرجني هذا الموقف كثيراً فذهبت مسرعتاً لغرفتي هاربتاً من أكثر المواقف المحرجه بالنسبة لي
أيقنت بعدما وصلت لغرفتي أنه من باب الأدب أن أعتذر للقمر عنا بدر مني فقررت الأعتذار بالليلة القادمه
لكنني صعقت عندما علمت أن القمر بحالة خسوف حينها أيقنت أن دموعه لم تكن من غبار "فرشتي"
بل من زمان عاب من عيبنا و من بشر عابوا من عيب زمانهم

:: ::
عزيزي القمر كانت ليلة رائعه التي قضيتها معك
فشكراً لأنصاتك و عذراً لأبكائك....
محبتكم بنت رجال