الاتصالات بالمجان

STC تتمسك بالمجان شركة الاتصالات تتمسك بعرضها المجاني رغم طلب "الهيئة" إيقافه
عبدالرحمن الجعفري

الرياض، الدمام: حسين بن مسعد، خالد الزومان، مشعل العنزي

في خطوة مفاجئة طلبت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من شركة الاتصالات السعودية وقفاً فورياً لعرضها الأخير المتضمن منح شهر مجاني لعملاء الجوال المفوتر اعتباراً من السبت الماضي لمخالفته أنظمة وضوابط الهيئة.
والمفاجأة الكبرى جاءت في رد شركة الاتصالات السعودية "stc" الرافض للقرار, حيث أعلنت أنها لن توقف عرضها وأكدت توافقه مع الأنظمة ما يزيد من حدة الموقف, وقد يعرض سوق الاتصالات إلى تصعيد محتمل بين طرفي المعادلة.
وقال محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن بن أحمد الجعفري لـ"الوطن" إن البيان الصادر من الهيئة حول تجاوز "stc" (شهر مجاناً)، دليل على أن هيئة الاتصالات تراقب السوق ومطلعة على جميع التجاوزات، وحريصة أن تكون المنافسة عادلة بين الشركات دون تمييز مشغل على آخر.
وأكد الجعفري أن هيئة الاتصالات لم تمنح "stc" ترخيصاً يخولها تقديم عرض مجاني لعملائها داخل شبكتها"، مشيراً إلى أن هذا العرض اجتهاد من الشركة، مبيناً بأنه لا يجوز لأي مشغل أن يروج لأي خدمة تسويقية والإعلان عنها ما لم يحصل على ترخيص مكتوب. وقال إن عمل الهيئة قائم على أساس العدل بين كافة الشركات العاملة في جميع القطاعات التي تقع ضمن نطاق إشرافها، والمستمد من سياسة قيادة البلاد. وأضاف "لا يخفى على الجميع لو ترك المجال للمشغل الرئيس
"stc" بالتسويق لخدمات ترويجية بأسعار مخفضة، فإن ذلك سيهدد مستقبل التنافس الصحي للقطاع، وبالتالي سينعكس سلبا على اقتصاد القطاع ككل، مضيفاً "من هنا يتضح أهمية دور الهيئة في تنظيم المنافسة في القطاع من جهة، ومن جهة أخرى ضعف موقف أي شركة لا تحصل على الترخيص لخدماتها الجديدة من الهيئة".
وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أعلنت في بيانها أمس عدم موافقتها على العرض, مؤكدة بأن العرض مخالف لأنظمتها وطلبت من الشركة إيقافه فوراً، وقال البيان "والهيئة إذ تعلن هذا لتؤكد حرصها على حفظ كافة حقوق المشتركين وحماية المنافسة العادلة".
إلى ذلك أكدت شركة الاتصالات السعودية في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه استمرارية عرض (شكراً) والذي أطلقته خلال هذا الشهر لعملائها.
وأشار البيان إلى أن العرض لا يخالف القوانين والأنظمة المعمول بها, وأكدت لعملائها بأنها ستستمر بتقديم أفضل الخدمات ذات الجودة العالية وبأفضل الأسعار بما يحقق رضاءهم ورغباتهم.
وتابع البيان "أن حملة (شكرا) ما هي إلا أحد برامج التقدير والوفاء وليست باقة سعرية أو عرضا ترويجيا, وقد قدمت جميع المعلومات المطلوبة نظاميا لهيئة الاتصالات بحسب المعايير المطلوبة والمدة الزمنية المحددة.
وقال البيان شركة الاتصالات السعودية STC تحتفل اليوم بوصول عملائها بخدمة الجوال إلى أكثر من 20 مليون عميل وتقدم لهم مكافأة (شكرا) وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه تقديرا لثقتهم بها".
من جانبه اعتبر المستشار القانوني المحامي عسير القرني في تصريح لـ "الوطن" أن شركة الاتصالات قصرت من خلال تجاوز خصوماتها الحد المسموح به نظاماً حسبما ينص عليه نظام هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
وبالنسبة لملاك السهم ومدى أحقيتهم بالاعتراض على الإكثار المضر من الخصومات والعروضات التي تؤثر بربحية السهم يرى القرني أن الأمر مرتبط بالمسؤولية "التخويلية" للإدارة التنفيذية وصلاحيتها في توقيع وإطلاق العروض حسب النظام الأساسي للشركة.
وفي محاولة لتنظيم النشاط في هذا القطاع الحساس طالب المستشار الاقتصادي محمد العنقري هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن تنظم عمليات العروض بشكل أكبر، مفيداً أن العروض المرتبطة بخصومات خاصة المجانية منها تؤثر على إيرادات الشركات وبالتالي على ربحيتها، مشيراً إلى أنها تدخل أحيانا ضمن مصاريف الدعاية وكسب ولاء العملاء والمحافظة عليهم وجذب المزيد منهم.
وشدد على أنها قد تخرج إلى منطقة السلبية إذا كانت لفترات طويلة وبشكل واسع فإنه يكون له أهداف أخرى تؤثر من خلالها على المنافسين بشكل يؤثر سلبا على مستقبل الاستثمار ويكبد الآخرين خسائر فادحة لها انعكاس سلبي على بيئة الاستثمار وجذب المزيد من الأموال له ويلحق الضرر بالموجودين على الساحة حاليا خصوصا الموجودين حديثا مما يكبدهم خسائر فادحة تضطرهم لتقليص مصاريفهم والتأثير على توسعاتهم وكذلك الموظفين الذين سيكونون أول المتأثرين بتقليص أعدادهم إذا ما تم التغاضي عن أسلوب العروض التي يستفيد منها العملاء مؤقتا لكن الأثر السلبي يبقى طولا في حال فشل بعض مشغلي الخدمات عن الاستمرار بالسوق مما يعيد مبدأ الاحتكار بقوة أكثر للساحة وبالتالي التحكم بأسعار الخدمات لذلك كان لابد من تدخل هيئة الاتصالات لضبط السوق.
وأكد تأخر خطوة هيئة الاتصالات في الرد على عرض شركة الاتصالات, لأن العرض تم الإعلان عنه منذ فترة ولم يكن هناك أي تحرك، مطالبا الهيئة بتنظيم مبدأ العروض من خلال الموافقة المسبقة قبل الطرح.
وتابع بأن على الشركات المنافسة الاهتمام بجودة الخدمات وتحسين مستوى الأسعار أفضل من تقديم عروض لفترات بسيطة لن يستفيد منها أحد لأن تقليل الفاتورة بفترة لا يلغي أثرها على الدخل دائما وبالتالي تخفيض الأسعار أجدى من عروض مؤقتة تهدف لخلق روح الإقصاء من السوق كما أن على المساهمين مناقشة إدارات الشركات بأسلوب العروض حتى لا يؤثر على ربحية السهم وبالتالي التوزيعات النقدية التي استثمروا من أجلها.
في السياق ذاته قال خبير في تقنية الاتصالات لـ "الوطن" إن هيئة الاتصالات قامت بتوقيف هذا العرض لعدم حصوله على الموافقة.
وأوضح "في السابق كانت شركات الاتصالات العاملة بالمملكة تطلق عروضها وتقوم الهيئة بمحاسبتها وتغريمها لعدم حصولها على الموافقة على تلك العروض حيث وصلت الغرامات إلى 5 ملايين ريال كما أن النصيب الأكبر منها حصلت عليه شركة الاتصالات السعودية 30 مليون ريال".
وذكر الخبير أن عرض الاتصالات لا يستفيد منه سوى 30 % من مشتركيها أي لا يتجاوز 5 ملايين مشترك من أصل 20 مليون مشترك لأن العرض يستهدف أصحاب الخطوط المفوترة فقط.
من جهته نفى نائب الرئيس للعلاقات والاتصال في موبايلي حمود الغبيني ما تناقلته بعض مواقع الإنترنت ورسائل الجوال بعنوان "إيش ينفعك شهر والأيام تجري، خذ أربعة شهور وأنت حددها"، والذي نص على منح مشتركي شبكة "موبايلي" أربعة أشهر مجانية، يتم تحديدها خلال العام الواحد حسبما يراه المشترك نفسه مناسباً له.