يا أهل طيبة الأخيار البدار تكتب الآثار

يا أهل طيبة الأخيار البدار تكتب الآثار

يا أهل طيبة الأخيار البدار تكتب الآثار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لأشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد: فهذه كلمات مختصرة أذكر بها نفسي وإخوتي ممتثلا لقوله تعالى:
( وذكر فإن الذكرى تنفع المومنيين) الذاريات 55
وعنونت لها بعنوان (يا أهل طيبة الأخيار البدار تكتب الآثار)
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع بها كاتبها وقارئها فإنه جل وعلا لاحدود لفضله ولإنفاذ لكرمه
لاشك أخي المسلم إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأنها عمود هذا الدين وأنها لعظيم أمرها قد فرضها الله جل وعلا على عباده في السماء السابعة حينما أسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإنها أول ما ينظر من أعمال ابن ادم يوم القيامة فان صلحت نظر في سائر عمله وإن فسدت فسائر عمله أولى بالفساد نسأل الله العافية والسلامة لنا ولجميع المسلمين وأن الله قد حدد لها مواقيت وشرع أن تودي جماعة في المساجد وضاعف الأجر على أدائها جماعة , وقد خص الله أهل طيبة الطيبة في هذه الفريضة بمزايا دون غيرهم ,وخصوصية لايشاركهم فيها إلا من قدم على هذا البلد المبارك , ألا وهي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المسجد الذي شعت منه أنوار النبوة وانبثقت منه أنوار الهداية ومنه بعثت الرحمة إلى مشارق الأرض ومغاربها وبه صلى خير من وطئ الحصى وحوت جنباته من شرفهم الله بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
واليه شدت الوفود رحالها مبايعة ومسلمة واليه تشد الرحال إلى قيام الساعة واليه تهفو أفئدة المسلمين من كل مكان ,الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام . هو الأقدم والأبعد مسافة لكثير من سكان المدينة النبوية والأكثر جماعة وفي هذه المسائل الثلاث ترغيب : فيه يصلى على الجنائز , ومن صلى على جنازة فله قيراط من الأجر ومن صلى عليها وتبعها حتى تدفن فله قيراطان , والقيراط مثل أحد
فإذا علمت أخي القارئ أن تلك في كل خطوة تخطوها إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حسنة وأنه سيمحى عنك بها سيئة وأنها ستضاعف لك الصلاة إلى ألف صلاة فيما سواه , أي أنها تعادل في الأجر صلاة ستة أشهر فيما سواه أو تزيد , وان الجمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعادل ألف جمعة أي عشرين عاما فيما سواه وان السنة فيه تعادل ألف سنة
ولغة المضاعفة في أمور الدنيا وعروضها لأتخفى على الكبير والصغير , وقد يكتب عليك وزرها ونفعها لغيرك , وأما أعمال الآخرة فلك نفعها ولا وزر عليك إن كانت خالصة لوجه الله تعالى , وموافقة لما جاء عن نبيه صلى الله عليه وسلم , وانه سيكتب لك من القراريط في صلاتك على الجنائز مالا يعلمه إلا الله , وإن استعنت بالله وجمعت بين صلاتين كالمغرب والعشاء , فأنت في رباط وتصلي عليك الملائكة مادمت في مصلاك , وأنت في صلاة مادمت منتظرا الصلاة التي تليها , فإن قرأت ماتيسر لك من القران فلك في كل حرف حسنه والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , ولم تكن ممن عني بقوله تعالى
( وقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا) الفرقان 30
وإن جلست في مصلاك تذكر الله كتبت من الذاكرين الله وتعالى والذاكرات
وإن جلست في حلقة من حلقات العلم وما أكثرها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فستكون ممن غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
وبعد أخي الحبيب يامن تسكن بلد الحبيب هل يستوي من يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يصلي خارجه؟
وفي الختام يأهل طيبة الأخيار يامن اختاركم الله للسكن في جوار رسوله صلى الله عليه وسلم , البدار البدار واغتنموا خمسا قبل خمس . فإننا لانعلم متخفي لنا الأقدار
أسأل الله الكريم بفضله وجوده وكرمه أن يمن علينا بهذا الفضل وان ييسره لنا . وان يعيننا عليه وان لايجعل ماأقعدنا عنه الشيطان غفلة أو حرمان . إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم


منقول للفائدة