أنفلونز الخادمات

شهدت الحياة الاقتصادية في بلادنا نهضة كبيرة وازدهار ملحوظ


أدركت قطار التطور والتوسع ونافست الدول في الصناعة والتجديد
فأخذت تحلق عالياً في سماء الخير على أجنحة النعمة .


تطاولوا في البنيان وزينوا البيوت وتنوعوا في الطعام


والرزق يأتيهم من كل مكان حتى ازدهرت وتوسعت .



في هذا الصخب الكبير تزاحمت الأعمال عند الناس


وتعددت متطلباتهم اليومية , وأعمالهم الرسمية


حتى لم يستطيعوا أن يكملوا واجباتهم المنزلية


وأصبح وجود الخدم في البيوت من الأشياء الأساسية


والأمور المسلّمة فيها , فالأب مشغول في استثمار أمواله الخاصة ,


والزوجة بين السمر مع الصديقات والخروج للمناسبات


والأبناء يصارعون الوحدة والفراغ القاتل داخل المنزل .



في الصباح يستيقظون على صوت الخادمة , يأكلون من صنع يديها
ويلبسون الثياب على ذوقها , وينامون في أحضانها
حركة البيت وجماله قائم عليها فهي الطاهية وهي المربية


وما يزيد الأمر سوءاً والتعجب حسرةً المعاملة السيئة للخادمات


الأم تستقبل الخادمة في الصباح بالصراخ وتسمعها الويل في الليل


وتصدر عليها أمر جاف أو تكلفها أمر أجوف


حتى يزيد تمرد الأطفال وتتكاثر عليها الأعمال


فتشتعل نار الحقد في قلبها وتلتهب الضغينة في داخلها


لتجتمع الأفكار السوداء في عقلها ويبرمجه عزيمتها


وعند الرحيل تصنع سحراً أو تؤذي طفلاً أو تسرق شيئاً ثميناً .



في الوقت الحاضر تغيرت نفوس النساء عن الماض
وأصبحن من عشاق السخط ومدمني الشكوى



صراخ الأطفال لا يُحتمل والأواني المنزلية لا تُطاق


وأخذت الأُسر تستقبل الخادمات وتفتح الأبواب لهن


لتؤكد البلوى التي لم يستطع الناس الاستغناء عنها


ويبدأ القلق الذي اكتُشف من مصنع الخوف


ثم نعيد تكرار الأفعال البشعة والأعمال الشنيعة من الخادمات


فلا ثقافة كافية تمنعهم ولا فكر واعي يردعهم


رجعوا من أهاليهم بعد أن لسعهم الفقر ولدغتهم الحاجة


حتى المعاملة الحسنة ربما لا تجدي نفعاً مع بعضهم


لأنهم شرائح منسوخة من طباع البيئة التي عاشوا فيها


والمعاملة الطيبة هي نهج محمد صلى الله عليه وسلم


فلنحسن التعامل مع الخدم أُسوة بنبينا واقتداء فيه


لنقضي على خطورتهم بطيب المعاملة وحسن الأخلاق .