إضاءة نقدية

لماذا لا ننتقد ؟
لماذا يتم نشر القصائد للإعلام و الجمهور ؟
لماذا لا نتقبل النقد بصدر رحب ؟

أكثر من سؤال يتبادر إلى أذهاننا عندما نرى موقف البعض من النقد .
و لو أخذنا الشعر مثالاً فإن القصيدة إذا قام شاعرها بنشرها للجمهور أصبحت ملك للجمهور و أعني أن الجمهور له الحق بانتقادها و لن يستطيع الشاعر منع الجماهير من انتقاد قصائده طالما أنه قام بنشرها و ليس بإمكانه متابعة كل فرد من الجماهير أساسا ، و الذي يريد أن لا تتعرض قصائده للنقد أفضل له أن يحتفظ بقصائده و لا يقوم بنشرها !!


و أنا لا أخاطب أحدا بعينه الخطاب للجميع و أنا شخصيا لما أنشر قصائدي أكون متوقع ردود فعل كثيرة و أدرك تماما أن أذواق الناس مختلفة و كل له وجهة نظر و لما يحصل النقد البناء فأتعامل معه بأدب و أستفيد و ان كانت لي وجهة نظر أبديتها و كذلك لست مجبرا على الرد على كل انتقاد .


البعض يقول يجب أن لا نحطم أحدا و يجب أن نشجع و أن لا نبدي العيوب !
و هذا خطأ ، لأن التشجيع الحقيقي يكون بالمناصحة و عدم المجاملة و قد قيل : ( صديقك من صَدَقَك و ليس من صَدَّقَك ) فعندما نبدي الملاحظات و نوضح الأخطاء إن وجدت فمن المفترض أن ينتبه لها صاحبها و يتعامل معها و يعالجها بحيث تكون له أداة مساعدة للتطوير و البعد عن الأخطاء السابقة فهذا هو التشجيع الحقيقي ، أما إذا كنا في كل الأحوال نصفق و نجامل و نمدح و نشوف الخطأ و نسكت عنه فهذا غش و ليس تشجيعاً .


كذلك أحب أن أشير إلى نقطة مهمة جدا و هي طريقة النقد و أسلوبه فيجب أن يكون النقد بناءً و يكون خالي من التجريح و يكون القصد منه النصح الفعلي بطريقة مهذبة و قبل ذلك يجب أن لا يقوم أحد بالنقد إلا عندما يكون مؤهلا لذلك ( يعني على سبيل المثال ما يجي واحد ينتقد و يقول البيت الفلاني فيه الوزن مكسور ، و البيت أساسا سليم و الوزن لا هو مكسور و لا شي !! ) فهذا اتهام باطل و ليس نقداً بناءً .


و هذا الكلام لا ينطبق على الشعر فقط بل شامل لكل عمل يقوم به الشخص .


و تقبلوا أزكى تحياتي .