۩۞۩ عـ ــ ــزتنا فــي تمــيزنـــا ۩۞۩

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





أورد الدكتور عبدالله الخاطر في كتابه الهزيمة النفسية قصة شابين عربيين نزلا في فندق في أوروبا، ودفعتهما الهزيمة النفسية وضعف الدين إلى مشاركة القوم في خمورهم، والأكل من خنازيرهم، والخوض في لهوهم ..
وبعد أيام جاء إلى الفندق عربي ثالث، فتألم لحاله اخوانه، ثم ذهب لإدارة الفندق وقال لهم: أنا مسلم، وديني يحرم لحم الخنزير، ويأمرني باجتناب الخمور، ويحذرني من أن أخوض مع الخائضين، وعليه أريد طعاما بمواصفات معينة، وفي مكان نظيف، فكان له ما أراد، فاحتج اخواه وقالا انه من بلدنا، فلماذا يفضل علينا؟ فقيل لهما ان اخاكما هذا احترم عقيدته ودينه فكان جديراً بالاحترام، أما انتما فلا ميزة لكما عندنا ..





لقد ضرب لنا هذا الشاب أروع الأمثلة في الاعتزاز بالدين، والتمسك بالعقيدة، وعدم الانجراف وراء المتغيرات التي تخالف تعاليم الدين الإسلامي الحني ..



وفي زمن النبوة لما كثر الناس بالمدينة، اهتم عليه الصلاة والسلام بالطريقة التي يجمع فيها الناس للصلاة، فمن الصحابة من أشار عليه بأن ينصب راية عند حضور الصلاة، فاذا رأوها آذن بعضهم بعضا، ومنهم من ذكر له بوق اليهود، فلم يعجبه ذلك ..

ومنهم من ذكر له الناقوس، فقال: هو من فعل النصارى، إلى أن أرى عبدالله بتزيد رضي الله عنه الأذان، ولما جاء عمرو بن عبسة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخبره عن الصلاة قال له «صل الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع،
فانها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار»
ثم قال «وصل العصر بعد الفيء ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فانها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار» فنهاه عن الصلاة في هذين الوقتين،
لانهما وقتا صلاة الكفار وعبادتهم، والإسلام قطع التشبه بالغير من أصله في جميع الجوانب إلا ما كان فيه مصلحة دنيوية وليس فيه مخالفة للشرع والدين، ففي المظهر العام أمر باعفاء اللحى واحفاء الشوارب ..
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى» وفي باب الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم «خالفوا اليهود، فانهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم»
وكذلك الصيام ففي صحيح مسلم
أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر» وهذا مثال آخر ضربه لنا النبي صلى الله عليه وسلم ليبين لنا حرصه على الاعتزاز بهذا الدين، وبعده عن التشبه بغيره من غير المسلمين.