التـرف والثرهـ على الفرد والمجتمع

بسم الله الرمن الرحيم

أخذت الدنيا وزينتها يألباب وعقول الكثير من المسلمين اليوم حيث صاروا عبيدا لها ، وأصبحوا يرون أن تعاليم الإسلام وأحكامه تشكل عبئا ثقيلا عليهم وحاجزا منيعا بينهم وبين التمتع بمباهج الدبيا وشهواتها فأخذوا يحاربونها ومن دعى إليها .

ماهو الترف ؟
الترفه لغة : التنعم بطييبات الحياة
ومعنى : هو تجاوز حد الإعتدال فى نعمة من النعم



موقف الإسلام من الترف :
ذم الإسلام الترف وحذر منه فى القرآن والسنة :
قال تعالى :" حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون " (المؤمنون ـ 64 )
وايضا :" وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا " ( المزمل ـ 11 )وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فوالله ماالفقر أخشى عليكم ولنكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم "
ودعوة الإسلام إلى ترك الترف لايعنى الإمتناع هن التمتع بنعم الدنيا ومباهجها ولكن هى دعوة إلى الإقتصاد فى الإنفاق وعدم تعلق القلب بهذه النعم وانشغاله بها عن الآخرة ، والرسول الذى حذر من الترف يقول :" إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس ".



مظاهر الترف :



1ــ صرف الأموال الطائلة على بناء القصوروالدور والإستراحات والتوسع فى البناء والمبالغة فى أنواع الأثاث والرياش والأوانى إلى حد يفوق كثيرا الحاجة الفعلية .


2ــ صرف المال الكثير لشراء السيارات الفارهة ، وهذه الظاهرة منتشرة فى الدول الخليجية حيث تملك الأسرة
عددا من السيارات بعدد أفرادها .
3ــ المبالغة فى اقتناء الملابس الفاخرة لكل المناسبات والفصول وكذلك وسائل الزينة والإعتناء بالشكل خاصة لدى النساء .
4ــ الإفراط فى تنوع و تناول الطعام والشراب مما ينتج عنه انتشار السمنة ومايصاحبها من أمراض .
5ــ الحرص على جلب الخدم والسائقين لإلى حد يفوق الحاجة للتباهى من ناحية ، ولإراحة النفس من جهةأخرى.
6ــ كثرة استخدام وسائل الترفيه والترويح عن النفس من مزاح وألعاب وزيارات وسفر والتوسع فى ذلك إلى حد كبير قد يفوق امكانات الشخص .
7ــ ضياع الأوقات فى أمور لاتفيد الأمة بل ربما تكون سببا فى انهيارها مثل الحفلات الماجنة والمسابقات الرياضية التى يبالغ فيها الى درجة الهاء الشباب عن واجباتهم الدينية والدنيوية ،وانتشار البطالة المقنعة .




أسباب الترف :

1ــ طول الأمل ونسيان الموت مما يؤدى إلى الغفـلة وقسوة القلب وبالتالى ضعف الخشية من الله تعلى .
2ــ عدم موازنة الإنسان بين حاجاته الروحية والجسمية .
3ــ حب التقليد والتاثر بضغط الواقع فيكون الشخص "ابن بيئته " ، ان احسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء.
4ــ ضعف التربية والتوجيه للشباب فى البيت والمدرسة والإعلام .
5ــ كثرة المال ووفرة النعم.
6ــ ضعف الوازع الدينى فيطلق للنفس عنانها للجرى وراء الملذات دون ضوابط .




آثار الترف :


1ــ قلة العبادة والتكاسل عن الطاعات ( وهذه أصبحت آفة لدى بعض الدعاة ) ونسيان الآخرة .
قال بعض السلف :" يسير الدنيا يشغل عن الآخرة " ، فكيف بكثيرها ؟
2ــ يصبح الإنسان عبدا للهوى والشهوة فيرد الحق ويكذبه .
4ــ الإكثار من المباحات والتوسع فيها أحد مداخل الشيطان على النفس البشرية .
5ــ ضياع عمرابن آدم فى أمور ان لم تكن فى سيئاته فلن تكون فى حسناته ، فيضعف استشعاره ومراقبته لله تعالى وانتشار البطالة وظهور العجز والكسل واللامبالاة لدى الشباب .
6ــ العجب بالنفس والتكبر على الآخرين ( وهاتان الصفتان توجدان لدى بعض الدعاة نتيجة العيش فى بيئة مترفه ) والغفلة عن محاسبة النفس وقد تؤدى هذه الصفات إذا تمكنت من الإنسان إلى قطع الرحم وأعرف نماذج كثيرة .
7ــ كسر قلوب الضعفاء والفقراء لما يراه هؤلاء من فوارق طبقية بينهم وبين المترفين العابثين بالمال بغير حساب ، وهذا قد يؤدى الى صراع طبقى فى المجتمع ، وهذا الصراع الطبقى أحد أسباب سقوط الأمم .
8ــ التشار الأمراض العضوية كالسكر والضغط .



علاج الترف :



1ــ العودة الى تعاليم الدين الحنيف ومعرفة أن الدنيا جسر عبور للآخرة ، والقليل من زهرتها يكفى لأن العمر أقصر من أن يضيع فى الجرى وراء ملذات الدنيا وشهواتها .
2ــ محاسبة النفس وتربيتها على استشعار أمور الآخرة ومراقبة الله تعالى .
3ــ التربية الصحيحة على القيم والمثل الإسلامية فى المدرسة والبيت التى تدعو إلى العمل و النظر إلى المال على أنه وسيلة لتيل رضاء الله وليس غاية .
4ــ دراسة السيرة النبوية المطهرة وسيرة السلف الصالح الذين دان لهم العالم وهم شعث ، غبر ، جياع .




م/ن للفاائدهـ