هتكوا عرضها وهم صم بكم

هتكوا عرضها وهم صم بكم

بينما كانت تسير بظلمة الليل الى مسار الانعطاف الانحرافي , وجدت من كان يتحرش بها في الماضي القريب , أرادت الصراخ ففعلت أمام انظار الملأ ولكن مامن مجيب , قام بضربها حتى فقدت وعيها , اختطفها ولم يحركوا ساكنا .

استيقظت وهي مقيدة معراه , تتفقد الغرفة يمنه ويسره , ولكن لم تجد أحدا , صعقت من العالم والناس

(( اليس هناك من ينقضني ؟ ألهذه الدرجة وصلنا الى نهاية الشهامة والكرامة ؟ أين هم ذكور الدنيا ؟ أين هم من دعم غيري ورفعها الى السماء الى أن اصبحت نجمة ؟ بكيت أمامهم ولم يرحموني , وأنا مريم العذراء في العفة والطهارة , ذهبوا ورحلوا ولكن الى أين ؟ أقوم بلعنهم أم ادعوا لهم بالتحرر من قيودهم والنهوض أمام الاستعمار المحلي الحاصل ؟ ))

دخل عليها كريه الرائحة , وهو ثمل العقل , يتخبط بمشية أشبه باسرائيلي اصبح فكره الخلاص من كل من يمشي بعروقه دم الاسلام , قال لها وهو ثقيل اللسان :

(( نحن نخطط لكي نأسر ونذل ونكسر اعينكم , لا نقتل العذارى امثالك , أيتها الثقافة اتعتبرين نفسك مرجعا لتلك الامة ؟ أين هم أبناءك المتيمين بالنخوة والفروسية ؟ فهم قد اكتفوا بجعلك رمزا لحضارتهم الزائلة , وشغلوا انفسهم ببناء المنتديات الثقافية من دون رواد لها , اقسم لك بانني سأجعلك اسيرة لهذه الغرفة الى ان تتعفني , وسأقوم بادلالهم اليك , ولكن لن تجدي من يفتح هذا الباب الى ان يرث الله الارض ومن عليها , فأنا راحل الى تدمير الادب والتاريخ وجميع العلوم , لكي يجهلوا احبابك ويزدادوا ضلالا )) .

(( تعمدت ان اجعلها نهاية وخيمة لكي تفيقوا من غفلتكم التي اكملت سنوات عديدة , واتمنى ان تتهنوا بالمنتديات المسماه بالثقافة ))

الكاتب : البقاء للعظماء , الموضوع من مخزون ثقافتي وليس مسروقا , أسف منقولا كما يسميه البعض ****