القصيدة المعقدة للاصمعي + القصة كاملة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كان أبو جعفر المنصور يحفظ القصيدة من أول مرة مهما كانت طويلة وعنده خادم يحفظ القصيدة من ثاني مرة وعنده جارية تحفظها من ثلاث مرات ..... أبو جعفر الذي بنا مدينة بغداد شرط على رابطة الأدباء أن يعطي الشاعر على قصيدته وزنها ذهب إذا كانت من قوله ولا يعطيه شيئاً إذا كانت من مقولة أبو جعفر فيأتي الشاعر ويكون قد نظم قصيدة من أفكاره فيدخل على بلاط أمير المؤمنين
فيقول له أبو جعفر هل تحفظ الشروط فيقول الشاعر نعم فيسرد الشاعر القصيدة كلها فيقول أبو جعفر إني أحفظها منذ زمن فقال الشاعر أنا الذي نظمتها فكيف تحفظها فيقول له أبو جعفر اسمعها فيسردها عليه ويكون قد خبأ الغلام وراء الباب الغلام يحفظها من مرتين سمعها من الشاعر ومن أبو جعفر فيسردها كلها والجارية سمعتها ثلاث مرات فكذلك الأمر تسردها كلها فأصيب شعراء العراق بعقدة فيقول الشاعر أنا لست بشاعر حتى جاءهم الأصمعي قال مالي أراكم كأيبين وقاتمين قالو يا أصمعي ننظم القصيدة من أفكارنا ليلة كاملة فندخل على بلاط أبي جعفر وإذا به يحفظها هو والغلام والجارية
قال دعو الأمر لي لأن في الأمر خدعة فنظم أعقد قصيدة كثر فيها من حروف اللام والراء والكاف والهاء ولما طلع الفجر
تنكر الأصمعي لأنه من خارج بغداد وهو لايحق له أن يروي القصيدة ويكسب الجائزة
فدخل إلى القصر وقال السلام عليكم فرد عليه وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وقال للحراس أصرفوا هذا الشحاد وأعطوه قال ياسيدي أنا لست شحاداً أنا شاعراً من أعراب الموصل قال له أتحفظ الشروط قال نعم إني أحفظ الشروط
فيسترخي الخليفة ليستمع ما سيقوله الشاعر وينظم الأصمعي قصيدته المعقدة فيقول ...... صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً
مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيد لي
وسيدي ومولى لي
فكم فكم تيمني
غزيل عقيقلي
قطفته من iوجنة
من لثم ورد الخجل
فقال لالالالالا
وقد غدا مهرول
والخوذ مالت طربا ً
من فعل هذا الرجل
فولولت وولولت
ولي ولي ياويل لي
فقلت لا تولولي
وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا
أنهض وجد بالنقل
وفتية سقونني
قهوة كالعسل لي
شممتها بأنفي
أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلي
بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لي
طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب لي
شوى شوى وشاهش
على ورق سفرجل
وغرد القمر يصيح
ملل في ملل
ولو تراني راكباً
على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة
كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي
في السوق بالقلقلل
والكل كعكع كعكع
خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هارباً
من خشية العقنقلي
إلى لقاء ملك
معضم مبجل
بأمر لي بخلعه
حمراء كالدم دملي
أجر فيها ماشياً
مبغدداً للذيل
أنا اللأديب الألمعي
من حي أرض الموصل
نظمت قطعاً زخرفت
يعجز عنها الأدب لي
أقول في مطلعها
صوت صفير البلبل
فقال له أتحفظها يا أمير المؤمنين فقال له أبو جعفر ها
قال له أتحفظها فقال والله ما سمعتها فنادى للخادم وقتال له أسمعت هذه القصيدة فقال لا
ونادى للجارية وقال لها اسمعتها قالت له لم اسمعها في حياتي
فقال للشاعار هات قصيدتك كي نزنها ونعطيك بوزنها ذهباً فلأصمعي ذكي لما نظم القصيدة وزنها بمافي خزانة الدولة فأخذ مال الدولة فقال له خربت بيتي فقال هذا شرط وذهب الأصمعي وهو يخرج فتنحنح الأصمعي فقال أحد الحراس هذا هو الأصمعي فقال له أمط اللثام فلم يميطه فأماطه غصباً عنه قال كيف تجرأت في مجلسنا وبلاطنا ياأصمعي قال نعم ياسيدي إنك بذكائك قطعت أرزاق الشعراء قال أعد الخزنة فقال له لاأعيدها حتى ترضي الشاعر على القول والمقول قال لك ذلك قال ولك خزانة الدولة وعندئذٍ فرج الله عن الشعراء .... ولككم تحياتي واتمنى أن تلين أعجبكم والى لقاء ...... اللاصمعي