الأمير نايف فقيد دولة وأمة رحمك الله

[frame="7 10"]

لم يكن خبر وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز فاجعة وطنية بقدر ماكانت فاجعة للأمة الإسلامية ككل , لقد كان نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رمزا من رموز الدفاع عن حياض العقيدة الإسلامية الصحيحة من غير غلو أو إفراط أو تطرف , (( نايف المدافع عن العقيدة )) , ((نايف رجل الحلم والحكمة )) , ((نايف الرسالة الهادفة )) , (( نايف أسد السنة وناصر الدين )) , الرجل الذي إن صمت هيبة , وإن تحدث حكمة , الرجل الذي خالف كل المفاهيم ((الدبلوماسية )) في لغة الخطاب مبتعدا عن ذات ((أنا )) , ويقدم ذكر صلاح الفرد والمجتمع من خلال دينه وعقيدته , لم يتحدث في يوم من الأيام إلا محذرا من ماذا ؟ من إستهداف العقيدة ((السلفيه )) , العقيدة المحمديه , البعيدة عن التطرف الفكري والعقدي , عن الإخلال والغلو والتطرف , تعاطى مع كل المستجدات المعاصرة الدخيله على مجتمعنا المحافظ بلغة أقل مايقال عنها (( لاحياة من غير دين بالأدلة والبراهين )) , نصف عمره ويزيد أمضاه في خدمة الوطن والمواطن ((رجل الأمن الأول)) , فمن يمكنه أن يطيق صبرا هذا الكم من القضايا الأمنية الداخلية والخارجية ؟, فقد الكثير من صحته , بل ربما أفضل لحظات حياته , في سبيل طاعة ولي الأمر وخدمة هذا الوطن المعطى , ترأس الكثير من اللجان الخيرية , وارتبط اسمه بكل عمل ديني معتدل , لم يرق كثيرا هذا النهج لأعداء الأمة والعقيدة , تجلت عظمة هذا الرجل بعد وفاته , بتلك الأصوات النشاز التي فرحت بل عدته عيدا لخبر وفاته رحمه الله ! , وهذه من نعم الله على عبده نايف , الذي مات موتت العظماء , ضرب بيد من حديد على كل متطرف ((خارجي )) يريد أن يصور الإسلام بصورة سيئة , تجعل من أعداء الأمة يضعون هذه الصور من التطرف من نهج ديننا ودولتنا , ومع كل هذا وضع الكثير من لجان المناصحة المتعددة , ليس لأن نايف قال! ولكن لأن الدين والعقيدة التي تربى عليها نايف وعلمناها من علمائنا قالت ((ناصحوهم )) , دافع مرارا وتكرارا عن دعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب , وكم كان حريصا رحمه الله في تبيين كذب وزور ماقذفت به تلك الدعوة التجديديه , وأن مايقال عنها ليس إلا من باب الكره الدفين للإسلام والمسلمين .
في آوائل عام 2000 للميلاد , شنت صحفا روسية هجوما عنيفا على المملكة وعقيدتها , وطالبت بإغلاق الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية , واتهمت الدولة بأنها ترعى التطرف ويقصدون بذلك الجهاد الإسلامي في الشيشان , إلا أن سموه أكد أن الدولة ليست كما تريد تصويرها أي دولة غربية , وأنها تفخر بتخريج الآلاف من الدعاة في البلدان الإسلامية , ولم تكن تلك الهجمات الوحيدة على المملكة وشريعتها .
ومع كل ذلك كان الأمير نايف يزداد إصرارا وعزيمة في بذل وافر الجهد في مقاومة التيار الآخر ,الذي يرى في الشريعة الإسلامية في السعودية سدا منيعا في نفث الفكر والتوجه الإلحادي , وكم كان أميرنا الراحل رحمه الله فخورا بأمته الإسلامية وبتاريخها , وعراقتها , ومجدها , وحضارتها , ولم يكن سموه متقبلا أو مداهنا ماكان عليه الغرب من فكر وتوجه إلا ماكانت تمليه عليه العلاقات ((الدبلوماسية )) للدول والمصالح الوطنية , من غير إنقياد ,وإذعان ,أوإعجاب , أو مخالفة شرعية .
ولقد برزت مواقفه دوليا في التعريف العالمي ((للإرهاب )), والدفاع عن الإسلام من إلصاق مسمى ((الإرهاب )) بالإسلام , إن العزة والشموخ والكبرياء للإنسان المفتخر والمعتز بدينه وعقيدته تجلت في شخص نايف , فعلى الرغم من تلك التقارير الخبيثة التي رأت في سموه فكرا متشددا , كان الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يرون صمام الأمان للعقيدة والدين في شخص سموه , فقلما ترى في هذا الزمن رجل في منصب ونفوذ يرعى العلم والعلماء والدفاع عن قضايا الأمة , نايف بن عبدالعزيز ارتبط اسم غيره بعرض من الدنيا فارتبط اسمه رحمه الله بالعلم والعلماء , وبالإشراف على حملات التبرعات للبلدان الإسلامية المنكوبة .
رحم الله نايف بن عبدالعزيز وغفر الله ذنبه واسكنه فسيح الجنان وثبته عند السؤال , وإنا لله وإنا إليه راجعون .

[/frame]