بقلمي / رد الجميل من تقوى القلوب

رد الجميل من تقوى القلوب

في صباح يوم شديد البرودة أستيقظ سلطان من النوم والبرد القارص يكاد يقبض قلبه الرقيق

ثم اغتسل ولبس معطفه الطويل وخرج لصلاة الفجر والظلام يعم الطريق وبينما هو يمشي في طريقه

سمع صوت ينادي علية تجاهل سلطان هذا الصوت وقال في نفسه أنا أتوهم فليس هناك أصوات في هذا الوقت

وذهب إلى المسجد وعندما انتهى من الصلاة رجع في طريقة وسمع ذالك الصوت ينادي عليه

توقف سلطان في مكانه ونظر حوله وقال من هناك من هناك .

تقدم خطوات نحو مكان الصوت وإذا بهي يشاهد شاب ساقط على الأرض متعب ومريض يكاد يموت من العطش

حاول سلطان أن يساعده وفعلاً استطاع أن يحمله ويذهب بهي إلى البيت ووضعه في غرفه في فناء المنزل

وذهب إلى داخل المنزل واخذ ينادي على أخواته

سلطان / أين أنتن ي بنات

جميلة / نحن هنا ي أخي ماذا تريد

سلطان / تعالي في سرعة واحضري معك بعض الملابس من خزانتي

جميلة / تفضل ي أخي هذه الملابس

سلطان / انتبهي ي جميلة يوجد ضيف في الغرفة التي في الخارج وهو مريض وسوف يكون في ضيافتنا

حتى يتعافى من مرضه

جميلة / ماذا بهي

سلطان / لا أعلم ولكن سوف احضر له حكيم كي يعالجه

ومرت الأيام يوما بعد يوم وسلطان يكرم ذالك الشاب دون أن يسأله عن قصته

وبعد أن مضى حوالي عشرة أيام تقدم سلطان من الشاب وسئل عن قصته وعن اسمه فقال له الشاب

أنا اسمي عامر حضرت إلى هذه البلدة من بلاد بعيده كي ابحث عن عمل ولكن التعب والجوع والإرهاق والسفر أتعبني حتى مرضت لكن الله بعثك لي كي تساعدني وتنقذني فشكرا لك

سلطان / لا شكر على واجب لكن هل تعرف أحد في هذه البلدة

عامر / لا لا اعرف احد سواك ي أخي سلطان أتمنى أن تكمل معروفك معي وتبحث لي عن عمل
سلطان/ لا عليك ي عامر سوف ابحث لك عن عمل فكن جاهزا من الصباح الباكر حتى تخرج معي لسوق البلدة
وفعلا في الصباح الباكر خرج سلطان ومعه عامر حتى وصلا إلى سوق البلدة

سلطان / تعال ي عامر هذا المتاجر متجري ابتاع فيه مجوهرات وحلى وملابس وأريد منك أن تساعدني

وسوف أعطيك أجرا على ذالك العمل

عامر / يكاد يطير من الفرح شكرا لك ي سلطان

سلطان / ي عامر أنما أنا أساعدك لوجه الله تعالى

هنا استمر عامر يوم بعد يوم يشتغل عند سلطان حتى مضي على عمله شهرا من الزمن واطمئن سلطان له

ووثق بهي وجعل في يده نسخة من مفتاح المحل.

وفي لليله من الليالي أستيقظ عامر في منتصف الليل وخرج إلى السوق وفتح المتجر وسرق جميع ما فيه من حلي ومجوهرات وهرب خارج البلدة

واستيقظ سلطان من نومه وذهب ألي السوق وعندما اقترب من المتجر لم يشاهد عامر

وكانت المفاجئة كبيره عليه عندما شاهد جميع الحلي والمجوهرات قد اختفت أو سرقت أخذا سلطان ينادي من حوله في السوق وهو مصدوم بما حصل له ويقول بصوت عالي لا حول ولا قوة إلا بالله

رجع سلطان إلى البيت وهو حزين ومهموم يكاد الحزن يقضي عليه

وعندما دخل البيت اخبر جميله وريم أخواته بما حصل تقدمت منه أخته ريم وقالت

ريم / لا تحزن ي أخي الحبيب أنت عملت عمل لوجه لله تعالى وأنت مؤمن في القضاء والقدر سوف يعوضك الله تعالى ويرزقك ويعوضك الله خير

قالت جميله / توكل على الله ي أخي الغالي واستودع مالك الذي سرق منك والله لان يخذلك سوف يرزقك الله من حيث لا تحتسب

قال تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ </span>[ سورة البقرة: 143 ] .

أخي الحبيب لم يقل الله أعمالكم ولكن قال إيمانكم لان كثر من الناس تعمل دائما أعمال كثيرة ولا تفكر في الأجر ولاحتساب في أعمالهم ولكن هذه الايه فيها بشاره لمن عمل عملا قصده طاعة الله ورسوله

ومرت الأيام يوم بعد يوم وسلطان لا يترك الدعاء والرجاء من الله تعالى بأن يعوضه خيراً

**********

وهنا ينتقل المشهد إلى البلدة التي يعيش فيها السارق عامر

عامر فتح له محل وأصبح من تجار البلدة التي يعيش فيها وتزوج فتاة حسناء

وأنجبت له طفلة جميلة ولقد أصبح عمرها الآن اربع سنوات

ولكن السعادة لا تدوم على حال فلقد مرضت زوجته مرضاً شديداً وماتت

وأصبح عامر مكسور القلب بعد وفاة زوجته حزيناً مهموم وانشغل في طفلته

الصغيرة وأصبح يخاف عليها أن يضعها في المنزل لوحدها

ومن شدة خوفه على طفلته الصغيرة استيقظ ضميره النائم واستغفر الله

وعرف أن الله يمهل ولا يهمل على ما فعل في حق سلطان وندم اشد الندم

و قرر أن يعود إلى سلطان ويرجع له جميع ما أخذه منه وفعلا سافر وأخذا معه

طفلته الصغيرة وعندما اقترب من بيت سلطان جعل طفلته تطرق الباب

سلطان/ من في الباب

الطفلة / أنا ي عماه

سلطان / يفتح الباب ويشاهد طفله جميله قال لها من أنتِ

وفي هذه اللحظه يتكلم عامر

عامر/ أنا الجاحد ناكر المعروف راجع اليك مكسوف

راجي من الله المغفرة والتوبة ومن صاحب الحق السماح

في هذا اللحظة ابتسم سلطان لطفله ولم ينظر لعامر

وقال لها أنت تعرفين ذالك الرجل ي صغيرتي يقصد عامر

الطفلة // هذا أبي ي عماه

تمت بحمد الله

بقلم النجلاء