قصة الفارس سند بن سبيل الرشيدي

قصة سند بن سبيل

كان سند بن سبيل بن عيد الرويضى الرشيدى رحمه الله صغير السن وعمره آنذاك من السادسة عشر إلى السابعة عشر وكان الأمير ناصر بن ساير بن براك من أبرز أمراء بني رشيد ومشهور بالفروسية وذات يوم أعلن الغزو وكان سند قد صمم على مرافقة الأمير ناصر (عقيد القوم) للغزو وقد رفض أخوه الأكبر خنيفر أن يغزو وهو صغير السن فأصر سند أن يغزو فبلغ الأمر إلى والده سبيل بن عيد وقال له والده أذهب يا خنيفر مع أخيك سند إلى الأمير ناصر وأوصه عليه كونه صغير فى السن وكان خنيفر صديق للأمير ناصر وعندما ذهب خنيفر ومعه أخيه سند وأقبل على مجلس الأمير ناصر قام لهما الأمير وقال إنشاء الله سترافقني يا خنيفر في هذه الغزوة فقال خنيفر لا ولكن جئت لأوصيك على أخي سند حيث أنه صمم على الغزو معك وجئت لاوصيك عليه فقال الأمير ناصر إذا كان ولا بد أن يغزو معي فأنا كما قال ذياب بن غانم الهلالي :

أنا وديعله عن الضيم والظما ** وغيب الليالي ما عنهن وديع

وفي اليوم التالي قام الأمير ناصر بالغزو وقد لاحظ من أعمال الفتى ما لم يراه في بعض الرجال الموصفون برجاحة العقل وعندما هجم الأمير ناصر على القبيلة التي غزاها حصل بينهما معركة مروعة وجندل فيها عدد كبير من كل الطرفين وأصيب الأمير ناصر بإصابة بالغة وانكسرت القوم التي كانت ترافقه وكل من مر على الامير ناصر من القوم قال له تكفي يا فلان اسعفني ولكن الرجال لم يتلفتوا لمن وقع على الأرض وذلك من هول القتال وكل من مر عليه نخاه وعندما مر عليه سند نسى الأمير أسمه وقال له أنت يا ولد وتركه هاربا على ذلوله فصرخ الأمير بصوت عالي تكفي يا أخو خنيفر فرجع اليه سند ونزل من الذلول وفحج عليه (وضعه بين رجليه وهو واقف فوقه) يدافع عن الأمير بواسطة بندقيته وثم أقبل عليه إحد الأعداء ووضع سند البندقيه على صدره فقال له الرجل لا تقتلني أنا الشيخ فلان (من شيوخ القوم الاعداء) فقال سند امنعني بوجه الله أنا وصاحبي أي أمني بوجه الله وإلا قتلتك قال أنت وصاحبك آمنين بوجه الله فحمل سند صاحبه الجريح الأمير ناصر وتوجه برفقة الشيخ الذي منعهم وبقوا عند الشيخ بضيافته ست شهور الى أن شفى الأمير ناصر بن براك .

وعندما رجع القوم لذويهم وسألوا عن الأمير ناصر قالوا قتل وسألوا عن سند قالوا ليس لنا علم فيه ولكن شاهدناه وهو مع أيمن الجمع ولكنه بقى من المفقودين وقد استيأس أهلهم منهم وقد ذبحوا لهم الذبائح والصدقات عنهم وكان من عادة أهل البادية أن يذبحوا الذبائح والصدقات عن من يتوفى . وبعد مضي ستة شهور بشروا بعوده وسلامة الأمير ناصر بن براك وكذلك بسند بن سبيل وبقي سند بن سبيل مشهورا عند قبيلة بني رشيد ومشكور السعي وكان له تقدير خاص عند الشيخ جاسم بن براك شيخ قبيلة بني رشيد . وقد حضر الرجل الذي بقوا بضيافته ستة شهور قد حضر معهم وكرم بكل حفاوة بالغة وأعطي من المكافآت من الإبل والخيل والسلاح وودع بمثل ما استقبل به وذهب إلى قبيلته مسرورا ورافقه جماعة عن أمر الشيخ جاسم حتى يصل إلى أهله بأمان وسلامة .

وأما خنيفر بن سبيل شقيق سند عند عودة الغزو فى اول الامر حينما سألهم عن اخيه سند ولم يجيبوه قال هذه الأبيات لا أعرف منها إلا مطلعها من قصيدة طويلة قال خنيفر بن سبيل بأخيه سند بن سبيل :

الله من عين تهله ذواريف ** تبكي خفا لين أحرق الجفن ماها
البارحة جونا غزيون مناكيف ** وزادوا على العين الهميلة بلاها
لاواعضيدي بأيمن الجمع ماشيف ** بالسايبيه جعل يصحى سماها
ثار الدخن ما بين قوم نواتيف ** واتلى العهد به يوم دارت رحاها
على عضيدي يصلحن العجاريف ** تـوه صغير والمراجل بغاها
ياليتني طاوعت قول العواريف ** والله لا رده عن ديار ِ غزاها
قعدت أنا بين الرجا والتحاسيف ** وارجي عسى نفسي يحقق مناها
يا من يبشرني بجمع المواليف ** أعطيه مالي كان يبغى جزاها

*سند بن سبيل عم الشاعر حباب السندى .

المصدر : كتاب الاحفاد لذكر الاجداد – حباب السندى الرشيدى
منقوووووووووول