القبلية والحدود الشرعية !

[frame="7 10"]

في مساء الثلاثاء 24/3/1434هـ نفذ حكم القصاص , بالمواطن عبدالله بن فندي الشمري رحمه الله , تفاعلت وسائل ا لإعلام وخاصة الإعلام الإليكتروني مع قضيته , وطلبوا العفو من ورثة القتيل معجب بن محمد القلادي رحمه الله , بطبيعة البشر والمجتمع المسلم , أن يتعاونوا على البر والتقوى ومافيه صلاح البلاد والعباد , ولكن في شرع لله ,فإن الحق والقصاص لمن عني بالأمر , لن أتحدث عن القصة أو أخوض بما لا يعني إلا أصحاب الشأن , ولكن وجدت في مجتمعنا وللأسف ! تجرعهم للعنصرية , بل سريانيها في عروقهم مجرى الدم ! الشعر , والنخوة , وطلب العفو , لقبيلة كاملة ببطونها وفخوذها وعوائلها , وكأن المعني بالأمر قبيلة في مقابل قبيلة , تناسى الجميع أن المعني بالأمر هم ورثة القتيل , وليس للقبلية أو العنصرية التي روجت وللأسف شأن بالأمر , لايمكن أن نتقبل بأن يظهر مجتمعنا المسلم المحافظ بهذه الصورة الرجعية , وكأننا في صلح قبلي ! يعود بنا إلى صلح (حرب داحس والغبراء ) , بل وللأسف! الكثيرون تعمدوا أن يتجاوزوا الأمر المتعلق بحالة قصاص , إلى حالة من بث سموم العنصرية والفوضى داخل المجتمع , مساء الثلاثاء لم يكن لعبس أو شمر , ناقة أو جمل بما حصل في ساحة القصاص , مواطن قتل مواطن , في ظل دولة وشريعة , للورثة حق القصاص ولهم حق العفو , فما عسى أن تقوم به القبلية في هذا الموضع , لم يكن الأمر يعني القبيلتين , وإن كان هناك من أقحمهما منذ البداية في هذا الحكم الشرعي , وأراد أن تتطور الأمور لسجال وشد وجذب بين الطرفين , وللأسف بعض الدعاة ممن ذكروا أنهم أتوا وساطة خير , كانوا في قلب تلك المعمعة بتصريحاتهم وتعليقاتهم المتناقضة ,عبر وسائل الإعلام ! بالأمس حكم شرعي , وبالأمس قضاء الله في عبده , وبالأمس إرادة الله في الجاني , وبالأمس كتاب دنى أجله , ليس لنا ,سواء قبائل, أو دولة, أو حاكم ,أو محكوم , سلطة غير سلطة الله, وحكمه في خلقه , نحمد الله على شرع الله , ونحمد الله على دولة الإسلام , ونسأل الله المغفرة لعبدالله و معجب , وأن يتغمدهما الله بواسع رحمته , قضي حساب الدنيا وبقي حساب الآخرة , نسأل الله الصبر لذويهم, إنا لله وإنا إليه راجعون .

[/frame]