النميمة وعواقيها واجارنا الله واياكم منها
النَّمِيمَة هي نَقْل كَلَامِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ عَلَى جِهَةِ الْإِفْسَادِ بَيْنهمْ . فالنمامُ يُفسد ما أصلحَ الله تعالى بين المؤمنين ، ويعمد إلى الوصلة التى وصلهم الله تعالى بها فيحلّ عُقدها، حتى تتولَّد عداوةٌ وبغضاء بينهم. فهذا الفعل - أي النميمة- تُؤدِّى إلى فسادٍ عظيم، وتُفْضى إلى الشرور كلها. ولذلك قال عليه السلام: «لا يدخل الجنة نمام»؛ لأنه جندى الشيطان وجاسوسه؛ يُحرِّش ويُغرى حتى يفرق ما جمعه بين المؤمنين من الأُخوَّة؛ فقد قال تعالى: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ، وقال: {أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرينَ} [المائدة: 54] ، وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] .، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَانًا، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم: لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات - بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلم عَلَىلمُ اسْلم حَرَامٌ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ» ، أخرجه مسلم.
|