الشعراء الشباب ونجومية الإعلام الحديث
الساحة الشعبية مصطلح ظهر مع بداية ظهور المطبوعات مثل المختلف وقطوف وفواصل وغيرهم، وظهر على ضوء الطفرة الإعلامية للصحافة الشعبية عدد من نجوم الشعر أو نجوم الساحة الشعبية الشعرية الخليجية، وهو على حسب رأي هذه المطبوعات حين ذاك الجيل الذهبي "جيل الثمانينات"، الممثل في عدد من الشعراء منهم: فهد عافت، ومساعد الرشيدي، ونايف صقر، وضيدان بن قضعان، وسلطان الهاجري... إلخ، ولكن بعد التراجع الكبير للمطبوعات الشعبية اختفى تقريباً هؤلاء النجوم، واختفى من أتوا بعدهم ولو بشكل نسبي مثل سعد علوش وحامد زيد وغيرهما، وبظهور الإعلام الجديد المتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي والوسائط المتعددة ظهر جيل جديد من نجوم الشعر بدون تلميع وبدون محاباة أو تنازلات، وأصبحت هناك ساحة لكل شاعر وهي الجيل الجديد من الهواتف الذكية، واستطاع الشعراء الشباب من خلالها كسر حاجز الإعلام والوصول لجميع شرائح المجتمع العربي والخليجي بكل سهولة ويسر، وبدون تقديم آية تنازلات للظهور إلا الشعر الجزيل والمفردة العذبة والحضور القوي والطرح الإنساني والاجتماعي والعاطفي والقومي، وأبسط مثال على ذلك الشاعر سعيد بن مانع والشاعر حمد البريدي وما وصلا إليه من شهرة ونجومية بفضل الإبداع والشاعرية، بالإضافة للذكاء والدهاء في استخدام وسائل الإعلام الحديث.
الآن نستطيع القول: إن الشعراء الشباب بواسطة الإعلام الحديث استطاعوا سحب البساط من كبار الشعراء، ليس الإعلام الحديث هو السبب الوحيد في اختفاء النجوم الكبار، بل هناك أسباب أخرى مثل قلة إنتاج الشعراء الكبار وتعاليهم والمماطلة عند طلبهم للمشاركة في أي فعالية إلا بشروط تعجيزية مادية ومعنوية، بعكس الشعراء الشباب الذين يقدموا كل التسهيلات ويبادروا بالمشاركة بكل تواضع برغم جماهيريتهم العريضة.. والآن بعد انكشاف الخافي هل نستطيع القول ولو همسا أن المطبوعات الشعبية صنعت نجوماً من ورق انتهت بانتهائها؟!
|